يرزح مجتمعنا الرياضي تحت عقدة النجم الذي لا يعوض على كافة مستوياته ومؤسساته، وتعزز هذه العقدة بثقافة النقد تارة، والبكاء على الأطلال تارة أخرى. وكثير ما نسمع ونقرأ لم ينجح أحد بعد رحيل العمالقة أو اعتزال النجوم، هكذا باتت عقدة الهلاليين في خط الدفاع بعد صالح النعيمة، والنصر في خط الهجوم بعد مرحلة ماجد عبدالله، والاتفاق في خط الوسط بعد صالح خليفة، والقائمة تطول لا يتسع المقال لسردها. تلك العقدة لم تقتصر على اللاعب النجم فقط، بل امتدت لتشمل الرئيس النجم والإداري النجم وممثل اتحاد الكرة والأندية في المحافل القارية والدولية (النجم). هكذا عاش النصر لسنوات بعد رحيل الرمز عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) ويعيشه نادي الاتحاد حاليا بعد ابتعاد منصور البلوي، والطائي بعد استقالة العجلان، والأمثلة كثيرة. على مستوى التمثيل الخارجي، ما زالت عقدة العملاق عبدالله الدبل (رحمه الله) حاضرة وبقوة عقب كل فشل سعودي له علاقة بالاتحادين القاري والدولي. لا أعرف السبب الحقيقي وراء التمسك بجلباب الماضي، ولكن المؤكد أن الإنجازات السابقة للكرة السعودية سبب مباشر في هذه المعاناة التي تفتك بالرؤساء والنجوم والإداريين الجدد في أنديتهم أو في المؤسسات الرياضية المحلية والخارجية. نتفق أن هناك شخصيات عملاقة لا يمكن تعويضها، ولكننا نتفق أيضا أن المناخ الذي أوجد تلك العقليات المميزة، قادر على تكرارها، شريطة أن تجد الدعم الذي وجده من نجح قبلهم، طالما أن هناك مقومات وإمكانيات وقدرات يمتلكها الفرسان الجدد الذين نريد مقارنتهم بمن سبقوهم في النجاح. لن استرسل في الشأن المحلي، لكنني سأعرج على التمثيل السعودي في الاتحادات القارية والدولية، والتي كان فيها الدبل مضربا للنموذج الناجح، والإداري العملاق، ولكن هذا النموذج استثناء وليس قاعدة، والدليل ما تعانيه الرياضة السعودية من حضور خجول على مستوى التمثيل والتأثير في الاتحادات والمؤسسات الرياضية قاريا ودوليا. والحقيقة التي يجب مكاشفتها وإعلانها، هو أن التواجد السعودي أرهق واستنزف في الاتحادات العربية بدون طائل لسنوات طويلة، في حين (اشتغل) الجيران على الاتحادات الأسيوية والدولية، وبنظرة سريعة، ومقارنة بسيطة، سنجد أن الآخرين رغم قلة إنجازاتهم وضعف رياضتهم وجماهيريتهم في مقابل الرياضة السعودية، إلا أنهم الأكثر مناصب وتأثيرا وحضورا وقوة، ليس في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فقط، بل في كل الاتحادات، وهنا مثال بسيط قطر تملك أكثر من ثلاثة مناصب كرؤساء في الاتحادات الآسيوية. ثقافة الكويتيين والقطريين والإماراتيين في التواجد القاري سبقتنا بكثير، وحتى عندما جاء البحريني يطل قفز لرئاسة الهرم الآسيوي، والمطلوب هو تعزيز ثقافة النهوض بالكفاءة وتواجدها في المحافل القارية والدولية، ليست في كرة القدم فقط، بل في كل الألعاب.