يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الهند هذا الأسبوع لإنعاش العلاقات الثنائية التي تعتبرها واشنطن مضادة لصعود الصين، غير أن فرص إحراز تقدم سريع غير مرجحة على الرغم من السمعة الإصلاحية التي يتمتع بها رئيس الوزراء الهندي الجديد نارندرا مودي. وتأتي زيارة كيري - والتي تليها أخرى لوزير الدفاع تشاك هاجل الشهر المقبل - اثر الفوز الكاسح لرئيس وزراء الهند الجديد في مايو الماضي. ويتوقع أن تهييء هذه الزيارة أجواء جيدة لزيارة مودي المقررة لواشنطن في سبتمبر المقبل. وقال المحللون: إن اللقاء بين مودي والرئيس الأمريكي باراك أوباما سيمنح واشنطن آمالا حقيقية بإحراز تقدم بشأن المشاريع الدفاعية الكبيرة وإزالة العقبات أمام مشاركة الشركات الأمريكية في صناعة الطاقة النووية الهندية، واتخاذ مواقف أكثر حزما بشأن المصالح المشتركة للبلدين في آسيا. وقالت آشلي تاليس من مركز كارنيجي للسلام الدولي: "الهند ستلعب دورا أكبر بكثير في آسيا في عهد إدارة مودي، ولكنها ستقوم بذلك لأسباب خاصة بها وبموجب شروطها". وأعلن أوباما قبل أربع سنوات أن العلاقات الهنديةالأمريكية ستكون "واحدة من الشراكات التي تحدد شكل القرن الواحد والعشرين". كما وصفتها الخارجية الأمريكية في الأسبوع الماضي بأنها "ذات أهمية استراتيجية عظمى". وتعرضت العلاقات بين البلدين إلى كبوة العام الماضي بعد اعتقال دبلوماسية هندية في نيويورك بتهمة اساءة معاملة خادمتها، وهي مسألة أثارت غضب واستياء نيودلهي. ولم يوضح مودي المسار الذي ينوي أن يسلكه مع الولاياتالمتحدة بعد تسجيل حزبه الهندوسي القومي بهاراتيا جاناتا فوزا كاسحا في الانتخابات بعد سنوات من الائتلافات الهندية الهشة. وتبدو احتمالات التوتر بين واشنطن ودلهي مرتفعة دوما. وكانت الولاياتالمتحدة قد حجبت التأشيرة الأمريكية عن مودي بعد أن قتلت عصابات هندوسية نحو ألف شخص معظمهم من المسلمين عندما كان رئيس حكومة جوجارات. وسعت إدارة أوباما إلى فتح صفحة جديدة مع مودي، وسارعت بدعوته لواشنطن بعد الانتخابات وعبرت عن سرورها لتجاوبه السريع الايجابي. وسيرأس كيري الوفد الأمريكي المشارك في الحوار الاستراتيجي السنوي مع الهند يوم الخميس، وسترافقه وزيرة التجارة بيني برتزكر.