يبدأ 815 مليون ناخب في الهند في الإدلاء بأصواتهم في أكبر انتخابات برلمانية في العالم، اليوم الاثنين، مع توقع بأن يصبح حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي المعارض الفائز الواضح في هذه الانتخابات. وأشار مراقبون إلى أن الحزب الهندوسي بزعامة ناريندرا مودي الذي وعد بإصلاح الاقتصاد، وبتوفير وظائف، وعلى الرغم من أنه سيحقق تقدمًا، وفقًا لاستطلاعات الرأي؛ فمن المرجح ألا يتمكن من الحصول على أغلبية مطلقة. وتتوقع الاستطلاعات أن يقوم الناخبون الهنود بإلحاق هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده عائلة نهرو وغاندي بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينيات إلى وقف التنمية وفرص العمل في بلد تقل أعمار نصف عدد سكانه عن 25 عامًا، وفقًا لوكالة "رويترز" للأنباء. من جانبه، حذر راهول غاندي، مرشح حزب المؤتمر الهندي لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، من أن فوز مرشح اليمين الهندوسي ناريندرا مودي قد يقود إلى اندلاع فتنة دينية بين الهندوس والمسلمين. وقال غاندي إن فوز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، ومرشحه مودي؛ سيؤدي إلى اندلاع صراع بين الأقلية المسلمة والأغلبية الهندوسية في البلاد. وقال غاندي في تجمع انتخابي حضره في مدينة سيرسا التي تبعد مسافة 250 كم عن العاصمة نيو دلهي: "يخلق هؤلاء (حزب بهاراتيا جاناتا) المعارك والمشاكل أينما توجهوا، وسيحرضون الهندوس على المسلمين". وأضاف راهول البالغ من العمر 34 عامًا، وهو سليل واحدة من أعرق الأسر السياسية في الهند: "أما نحن، فنمشي مع الجميع، إن كانوا من الهندوس، أو المسلمين، أو السيخ، أو المسيحيين. نحن نعمل مع كل الطوائف والطبقات والأديان والمناطق، هذه هي سياستنا". وقال راهول: "لا نتعاطى سياسات الحقد والانقسام". يشار إلى أن "مودي" تلطخه اتهامات بأنه أخفق في منع أو حتى شجع أعمال شغب ضد المسلمين في 2002 في ولاية جوجارات عندما كان رئيسًا لوزرائها. وقُتل ما لا يقل عن ألف شخص في أعمال عنف، معظمهم من المسلمين. ونفى مودي هذه الاتهامات، ولم يجد تحقيق أجرته المحكمة العليا دليلا لمقاضاته. وتهدف هذه الانتخابات إلى اختيار أعضاء مجلس الشعب المؤلف من 543 عضوًا، وستُجرى على مدى خمسة أسابيع، وتبدأ بولايتين صغيرتين في شمال شرق البلاد، ثم تمتد بعد ذلك هضبة الهيمالايا في شمال الهند والصحاري الغربية والجنوب الاستوائي قبل أن تنتهي في السهول الشمالية كثيفة السكان. ومن المقرر إعلان النتائج في 16 مايو. ومن المتوقع أن يفوز حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة القومي الهندوسي نارندرا مودي وحلفاؤه بأكبر نصيب من المقاعد، ولكنهم لن يحققوا أغلبية، وذلك حسبما ذكر استطلاع رأي نشره هذا الأسبوع معهد سي.إس.دي.إس الهندي لاستطلاعات الرأي. وفي موقف كهذا فإن النتيجة الأرجح هي تشكيل حكومة ائتلافية بزعامة بهاراتيا جاناتا.