يحلم مدرب المنتخب البرازيلي فيليب سكولاري أن يقود «السامبا» للفوز بكأس العالم ويكرر إنجاز 2002 عندما قاد السليساو للقب العالمي في كوريا الجنوبية واليابان 2002 على حساب ألمانيا وشاء القدر أن يكون منتخب المانشافات هو العقبة الأهم في سبيل تحقيق حلمه إذ ستلتقي البرازيل مع ألمانيا في لقاء السحاب في الدور نصف النهائي وهو بمثابة نهائي مبكر للبطولة التي تمني جماهير البرازيل النفس بأن تتوج بلقبها خصوصا أنها تقام على أرضها. ولد فيليب سكولاري، في 9 نوفمبر 1948، في مدينة باسو فوندو في ولاية ريو جراندي دو سول، ولقب بفيليباو أي «الفيل الكبير»، بدأ سكولاري مسيرته التدريبية مع نادي سينترو سبورتيفو ألاغوانو في عام 1982، وفي موسم 1982/1983 انتقل إلى تدريب فريق جوفنتيود، وفي عام 1983 انتقل إلى تدريب فريق غريميو البرازيلي، ثم انتقل إلى تدريب نادي الشباب السعودي في موسم 1984/1985، ثم عاد بعدها إلى نادي برازيل دي بولاتوس، وفي موسم 1986/1987 قاد فريق جوفنتيود، وعين مدربا لنادي غريميو في عام 1987، ولكنه لم يستمر طويلا حيث انتقل إلى تدريب نادي غوياس البرازيلي، وبعدها انتقل إلى تدريب نادي القادسية الكويتي، وحقق معه أول ألقابه في سجله كمدرب، حيث فاز بكأس الأمير في عام 1989، وكان النادي غائبا عن الألقاب منذ عشر سنوات، ودرب نادي القادسية الكويتي منذ عام 1988 إلى 1990. واستعاره منتخب الكويت من نادي القادسية الكويتي للمشاركة في كأس الخليج 1990، واستطاع أن يحرز معه لقب كأس الخليج، ثم انتقل إلى تدريب فريق كريسوما، وفاز معه بلقب كأس البرازيل في عام 1991، ثم عاد إلى الخليج، ودرب نادي الأهلي السعودي في عام 1991، ورجع إلى نادي القادسية الكويتي في عام 1992، ثم انتقل إلى تدريب نادي غريميو منذ عام 1993 وحتى عام 1996، وفي عام 1997 درب نادي جوبيلو إيواتا الياباني، ولكنه أقيل من منصبه، وانتقل إلى تدريب نادي بالميراس منذ عام 1997 وحتى 2000، ثم انتقل إلى فريق كروزيرو في موسم 2000/2001. وفي عام 2001، ووسط تعثر منتخب البرازيل في تصفيات كأس العالم، استعان به الاتحاد البرازيلي لقيادة المنتخب، وبالفعل استطاع أن يوصل البرازيل إلى نهائيات المونديال، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل قاد السامبا إلى الفوز بكأس العالم 2002. وفي عام 2003 انتقل إلى تدريب منتخب البرتغال، وقاده إلى الوصول إلى نهائي كأس أمم أوروبا في عام 2004، ولكنه خسر أمام منتخب اليونان، وفي كأس العالم 2006 حصل على المركز الرابع بعد أن خسر أمام منتخب ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف. وحقق سكولاري انجاز فريد من نوعه، حيث لعب في كأس العالم 14 مباراة، وفاز في 12 مباراة متتالية، خسر في اثنتين. واختير مدرب العام في أمريكا الجنوبية مرتين في عام 1999 وفي عام 2002، وفي عام 2008 ترك منتخب البرتغال وانتقل إلى تدريب نادي تشيلسي الإنجليزي. واقيل من نادي تشلسي بعد سبعة اشهر اعتبرها اصحاب النادي اللندني دون المستوى وانتقل لتدريب نادي بونيودكور الأوزبكي وتقاضى منه مرتبا كان الأعلى بين مدربي العالم وبلغ 16 مليون دولار سنويا. وفي كأس العالم 2014 يقود سكولاري منتخب البرازيل ويعاني من حملات إعلامية ضده ورد على منتقدي أسلوبه من الصحفيين المحليين بقسوة قائلا «اذهبوا إلى الجحيم». ووعد الجماهير البرازيلية بإحراز لقب كأس العالم قبل انطلاق المونديال وقال قبل مباراة كولومبيا في ربع النهائي: «هناك سبع خطوات ووصلنا إلى الخامسة». وكان المنتخب البرازيلي تمكن في دور الستة عشر بشق الأنفس من الوصول في مواجهة تشيلي إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للبرازيل بفضل حارسه جوليو سيزار. ورد سكولاري على الصحفيين المحليين بعنف بعد انتقادات حول أداء المنتخب في المباراة مع تشيلي «إذا كانت قيادتي لا تعجبكم، يمكنكم الذهاب إلى الجحيم». ورأى مدرب البرتغال وتشلسي الإنجليزي السابق أن طريقة لعب كولومبيا الهجومية تناسب أكثر لاعبي فريقه وقال: «كولومبيا أكثر تقنية من تشيلي التي تملك القوة وتلعب بروحية لذا ستكون دينامية المباراة مختلفة». وكشف سكولاري ان اهم ما قمنا به في منتخب البرازيل هو بناء فريق قوي، وفي كأس القارات الماضي كان لدينا وقت كاف للعمل في جميع النواحي والتي لم يكن باستطاعتنا العمل بها في المبارايات الودية كالتجمع والتدريبات واللعب، وكان لدينا وقت كاف للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل والاعتماد على طريقة لعب تفيدنا بها طيلة البطولة في المباريات والتدريبات. وقال سكولاري: المونديال يقام في ملاعبنا فلا يوجد لنا خيار سوى الفوز، واعترف ان هناك ضغطا علي وعلى اللاعبين والجماهير ولكننا سنضع خبرتنا كجهاز فني وعصارة أفكارنا لهذا الأمل، فالبطولة ستقام بالبرازيل والمنتخب يملك امكانيات هائلة والتاريخ الكروي يصب في مصلحته لذا اعتقد انه لا يوجد امامنا سوى خيار الفوز ومنذ ان توليت المهمه وانا اعلم انه يتوجب علينا الانتصار واللاعبون يعلمون انه ستكون عليهم بعض الضغوط وهم لديهم الخبرة للعب تحت الضغط من خلال انديتهم. وامتدح سكولاري فريقه وقال: لدينا فريق يستطيع الفوز واثبتنا ذلك في كأس القارات رغم علمنا اننا سنقارب فرقا قوية. واضاف سكولاري: قضيت ست سنوات مع المنتخب قبلها عملت مع منتخبات اوروبية عديدة وتعاملت مع نجوم كبيرة ومميزين للغاية مثل كريستيانو رونالدو ولويس فيجو والذي اعتبره احد افضل 10 لاعبين في العالم. وواصل سكولاري غادرت منتخب البرتغال في 2008 في اجواء رائعة ومماثلة لاجواء البرازيل، وحاليا الجماهير البرازيلية تثق في فريقها الآن بعد فوزه بكأس القارات وظهر الحب متبادلا بين اللاعبين والجماهير اثناء كأس القارات وهذا الحب المتبادل سيصنع الفريق في كأس العالم. وعن تجربته في الملاعب السعودية قال: سكولاري لن انسى تجربتى بناديي الشباب والأهلي لاعبوهم مميزون، ومسؤولوهم رائعون. وأعرب عن حزنه لإصابة نجم البرزايل نيمار وقال: من الصعب أن يتعافى ويعود إلى اللعب في مباراة البرازيلوألمانيا في نصف نهائي المونديال الحالي بعد تعرضه لضربة قوية على ظهره خلال الفوز على كولومبيا 2-1 في ربع النهائي. وقال سكولاري: لقد أُرسل نيمار إلى عيادة خاصة مع الطبيب لأنه تعرض لضربة من ركبة الخصم على الجهة السفلية من ظهره. كان يبكي من الالم. من الصعب أن يتعافى لأنها إصابة في الظهر وبسبب الأوجاع التي يعاني منها، نأمل أن تكون الأمور على ما يرام. واضطر نيمار للخروج من الملعب، حيث نُقل على حمالة إثر تعرضه لضربة بالركبة من قبل المدافع خوان تسونيجا تاركا مكانه لهنريكه. وقال لويز سكولاري إن لاعبيه يتأقلمون بشكل جيد مع ضغوط المنافسة في كأس العالم على أرضهم في تعليق يقلل من المخاوف بأن بعض اللاعبين عانوا من ضغوط بعد الفوز الصعب على تشيلي. وأضاف أنه بدا على عدد كبير من اللاعبين أنهم في حالة توتر شديد قبل اللجوء لركلات الترجيح لحسم المباراة ضد تشيلي في دور الستة عشر، وبكى خوليو سيزار، وتياجو سيلفا أمام الملايين من المشاهدين عبر شاشات التليفزيون، مما أثار العديد من المخاوف بشأن الحالة النفسية للاعبين. وأفادت أنباء أن إخصائية نفسية زارت المنتخب البرازيلي في معسكره التدريبي، وعادت هذه المخاوف للظهور مرة أخرى قبل مواجهة كولومبيا في دور الثمانية. ويثق سكولاري في فرص البرازيل للفوز باللقب لكنه توقع مباراة صعبة أمام كولومبيا التي تملك ثاني أفضل سجل تهديفي في البطولة برصيد 11 هدفًا بفارق هدف واحد عن هولندا. وهو ما حدث بالفعل حيث فاز منتخب بلاده بصعوبة 2-1. وردد سكولاري تعليقًا أطلقه قبل النهائيات المشرف الفني كارلوس البرتو بيريرا حين قال إن البرازيل تضع إحدى يديها على الكأس. ولم يجر سكولاري ولا معاونه المخضرم كارلوس ألبرتو باريرا سوى تعديلات محدودة على تشكيلة منتخب البرازيل، التي فازت ببطولة كأس القارات عام 2013. وقال سكولاري: قطعنا على أنفسنا عهدًا بأن نفوز بالمونديال، لذا يجب علينا أن نكون أبطالا. أنه إذا وعدت، وجب أن تفي بما وعدت. وهذا هو ما يفعله اللاعبون. وأكد سكولاري أن كأس العالم أظهر قدرًا كبيرًا من التوازن بين الفرق المشاركة فإذا لم تتمكن من استغلال الفرصة أو الفرصتين أو الثلاثة، فسوف تدفع ثمن ذلك وتخرج من المنافسة. ويتولى سكولاري تدريب البرازيل للمرة الثانية بعد أن قاد السليساو للفوز بكأس العالم في 2002. وكان الفوز هو الخامس للبرازيل باللقب العالمي، وبكأس العالم للقارات 2013 في البرازيل. وترتفع سقف الطموحات لدى البرازيليين بالفوز بكأس العالم في ظل استضافة بلادهم نهائيات كأس العالم 2014 إذ ان شعب البرازيل لا يزال يشعر بالمرارة لخسارة اللقب على أرضه في 1950 أمام أوروجواي. واختار الاتحاد البرازيلي سكولاري خلفا لمانو مينيزيس الذي أقيل من منصبه. وعين الاتحاد كارلوس البرتو باريرا مساعدا فنيا لسكولاري علما بان الاول قاد البرازيل الى اللقب العالمي ايضا عام 1994. وقال رئيس الاتحاد البرازيلي جوزيه ماريا مارين «قمنا بهذا الخيار وهدفنا الأساسي مصلحة الكرة البرازيلية، كلا المدربين يحظيان باحترام كبير ليس فقط في البرازيل بل في العالم ايضا». وقتل ابن شقيقة سكولاري في حادث سيارة، قبل يومين من بدء بطولة كأس العالم وقالت الشرطة في البرازيل إن سيارة تارسيسيو جواو شنايدر، البالغ من العمر 48 عاما، اصطدمت بشاحنة بالقرب من مدينة باسو فوندو، مسقط رأس سكولاري. وبذلك فقد سكولاري اثنين من أفراد عائلته في الأسابيع الأخيرة، إذ حضر المدرب البرازيلي جنازة زوج شقيقته في مايو الماضي.