يتبنى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، هجمات بغداد التي قتل فيها العشرات الأسبوع الماضي، في وقت برز فيه دور ايراني محتمل في الجهود التي تبذل لحل الأزمة السياسية المستجدة. وفي بيان حمل عنوان «غزوة الخميس في ولاية بغداد» نقله موقع «سايت» الاميركي لرصد المواقع الإسلامية الثلاثاء، أعلن التنظيم انه «نصرة لمستضعفي أهل السنة (...) قامت المفارز الأمنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب أهداف منتخبة». وذكر البيان الذي نشرته مواقع جهادية عدة انه «كان ضمن هذه الأهداف مبنى مديرية التحقيقات الجنائية في رصافة بغداد الملحق بمقر ما يسمى زورا «هيئة النزاهة» في الكرادة وسط العاصمة. وقتل ستون عراقيا على الأقل وأصيب نحو 180 بجروح الخميس في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة، بينها مبنى هيئة النزاهة، حيث قتل 23 شخصا. وهذه أول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي قبل أكثر من أسبوع. وتأتي هذه الهجمات في وقت تعيش فيه البلاد على وقع أزمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت، في وتأتي هذه الهجمات في وقت تعيش البلاد فيه على وقع أزمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت، في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة برئاسة نوري المالكي.تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة برئاسة نوري المالكي. وكان المالكي أصدر بيانا الخميس ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية، وقال: إن «توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف» التي يراد تحقيقها. وتزيد أعمال العنف والتطورات السياسية حدة التوتر الطائفي في بلاد شهدت صراعا طائفيا داميا بين عامي 2006 و 2007 قتل فيه الآلاف. وقال مصدر رفيع المستوى مقرب من نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس: إن «أطرافا عراقية تتصل بايران للتوسط في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي»، دون أي تفاصيل اضافية. وفي السياق نفسه، أبلغت مصادر حزبية كردية فرانس برس بأن «وفدا ايرانيا رفيع المستوى يضم قيادات من جهاز المخابرات والجيش يزور حاليا اقليم كردستان العراق للتوسط في الأزمة السياسية». وأوضحت المصادر ان «الوفد وصل الى كردستان العراق قبل ثلاثة ايام وأجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات عراقية بينها رئيس العراق جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الرئيس طارق الهاشمي». وأضافت المصادر الحزبية ان «الوفد اقترح عقد لقاء سياسي في مدينة أربيل، لكن رئيس الوزراء رفض الحضور. كما اقترح عقد لقاء في بغداد، لكن رئيس اقليم كردستان رفض ذلك». وتابعت ان «الوفد الايراني اقترح ايضا عقد اللقاء في السليمانية أو ايران، لكنه لم يتلق جوابا حتى الآن». وتعليقا على ذلك أكد المصدر المقرب من رئيس الوزراء ان المالكي «لن يحضر أي مؤتمر يعقد بهذا الصدد (قضية الهاشمي) في اي مكان غير بغداد». كما قال من جهته السكرتير الإعلامي لبارزاني فيصل الدباغ في تصريح لفرانس برس ان رئيس اقليم كردستان العراق «يبذل جهوده لحل الأزمة السياسية في العراق، لكنه لن يتوجه لزيارة العاصمة بغداد». ويقيم الهاشمي حاليا في دار ضيافة تابع لطالباني في منطقة قلعة شولان وهي منطقة نائية تقع على بعد 60 كم شمال السليمانية (270 كم شمال بغداد) قرب الحدود الايرانية.