تبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، هجمات بغداد التي قتل فيها العشرات الاسبوع الماضي، في وقت برز دور ايراني محتمل في الجهود التي تبذل لحل الازمة السياسية المستجدة في العراق. وفي بيان حمل عنوان "غزوة الخميس في ولاية بغداد" نقله موقع "سايت" الاميركي لرصد المواقع الاسلامية امس، اعلن التنظيم انه "نصرة للمستضعفين قامت المفارز الامنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب اهداف منتخبة". وذكر البيان الذي نشرته مواقع جهادية عدة انه "كان من ضمن هذه الاهداف مبنى مديرية التحقيقات الجنائية في رصافة بغداد الملحق بمقر ما يسمى زورا ب(هيئة النزاهة)" في الكرادة وسط العاصمة. وقتل 60 عراقيا على الاقل واصيب نحو 180 بجروح الخميس في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة، بينها مبنى هيئة النزاهة حيث قتل 23 شخصاً. وتأتي هذه الهجمات في وقت تعيش البلاد على وقع ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت، في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة برئاسة نوري المالكي. وكان المالكي اصدر بيانا الخميس ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية. وقال ان "توقيت هذه الجرائم واختيار اماكنها يؤكد مرة اخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للاهداف" التي يراد تحقيقها. وقتل امس شخصان واصيب ثالث بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند مدخل قضاء الحويجة (250 كلم شمال بغداد)، فيما اصيب جندي اثر انفجار عبوة شمال الحلة (95 كلم جنوب بغداد)، وثلاثة مدنيين بانفجار عبوة في جنوب شرق بغداد، وفقا لمصادر امنية. في هذا الوقت، قال مصدر رفيع المستوى مقرب من نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان "اطرافا عراقية تتصل بايران للتوسط في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي"، من دون أي تفاصيل اضافية. وفي السياق ذاته، ابلغت مصادر حزبية كردية فرانس برس ان "وفدا ايرانيا رفيع المستوى يضم قيادات من جهاز المخابرات والجيش يزور حاليا اقليم كردستان العراق للتوسط في الازمة السياسية". واوضحت المصادر ان "الوفد وصل الى كردستان العراق قبل ثلاثة ايام واجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات عراقية بينها رئيس العراق جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الرئيس طارق الهاشمي". واضافت المصادر الحزبية ان "الوفد اقترح عقد لقاء سياسي في مدينة اربيل، لكن رئيس الوزراء رفض الحضور، كما اقترح عقد لقاء في بغداد لكن رئيس اقليم كردستان رفض ذلك". وتابعت ان "الوفد الايراني اقترح ايضا عقد اللقاء في السليمانية او ايران، لكنه لم يتلق جوابا حتى الآن". وتعليقا على ذلك اكد المصدر المقرب من رئيس الوزراء ان المالكي "لن يحضر اي مؤتمر يعقد بهذا الصدد (قضية الهاشمي) في اي مكان غير بغداد". من جهته قال فيصل الدباغ السكرتير الاعلامي لبارزاني في تصريح لفرانس برس ان رئيس اقليم كردستان العراق "يبذل جهوده لحل الازمة السياسية في العراق لكنه لن يتوجه لزيارة العاصمة بغداد". وفي السياق، ذكر الموقع الالكتروني لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني، ان الرئيس العراقي استقبل امس رئيس البرلمان اسامة النجيفي، الشخصية السنية البارزة في ائتلاف "العراقية". واضاف في بيان ان الجانبين اتفقا على حل قضية الهاشمي "عبر الاجراءات القضائية التي يتيحها القانون والتي تضمن الوصول الى الحقائق بشكل سليم".