يعتبر خبر احتراف النجم الشاب والواعد عبدالله الحافظ في أوروبا وتحديداً في البرتغال من الأخبار القليلة المفرحة في الكرة السعودية، حيث تعتبر هذه الخطوة مهمة جداً في مسيرة الكرة السعودية، حتى وإن كانت متأخرة بعض الشيء، المهم حصل ما كنا نتمناه منذ زمن، ومن هنا نستطيع أن نقول إننا خطونا الخطوة المهمة في عالم الاحتراف الحقيقي، وأصبحت لدينا جرأة وثقة في إمكانيات نجومنا، ولعل ما قدّمه شباب المنتخب في نهايات كأس العالم في كولومبيا 2011 خير دليل على توافر الموهبة لدى شباب المنتخب السعودي، كنا نحتاج فقط إلى (المسوّق) الجيد الذي يعمل على إقناع الأندية الأوروبية بموهبة اللاعب السعودي، وهذا بالفعل ما حدث مع النجم السعودي عبدالله الحافظ، حيث قام البرتغالي بيدرو مانويل وكيل .التعاقدات المعروف بتسويق نجمنا في البرتغال، وقد نجح في إقناعهم بموهبته ومدى المردود الفني الجيد الذي سيقدّمه اللاعب لناديه البرتغالي الجديد لنصبح ضمن أندية العالم التي تصدّر المواهب وتقدّم نجوماً يُشار لهم بالبنان، فاللاعب الذي (يركض) وراء تطوير نفسه ويلهث في سبيل أن يصبح ذا شأن فنياً حري به أن يُطلق عليه (محترف).. ولعل موقف الاتحاد السعودي من هذا الأمر يبشّر بالخير. مثل هذه الخطوة لا يجب أن تقتصر على مسوّق واحد، بل يجب أن يعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم على البحث عن (مسوّقين) في كثير من الدول الأوروبية؛ حتى تتسع القاعدة ويصبح لنا أكثر من منفذ على الدوريات الأوروبية المتطوّرة، على أن يكون التركيز في هذا الشأن على الدرجات السنية من فئة الشباب تحديداً والأولمبي، مع إعطائهم الفرصة كاملة حتى يعيشوا عالم الاحتراف الحقيقي مع أهم الدول المتقدّمة كروياً؛ حتى نستطيع صناعة جيل منافس يلحق بركب المتفوّقين آسيوياً كاليابان وكوريا، ونعود من جديد إلى مقارعة المنتخبات العالمية في أهم المحافل الرياضية، لكن هذه المرة يجب أن تكون من خلال الاحتراف بعيداً عن الهواية وسلبياتها. قد لا ينعم اللاعب السعودي الشاب بعقد احترافي عالٍ خارجياً يُرضي طموحاته، لكنها البداية التي من خلالها سيثبت للعالم مدى موهبته ومقدرته على النجاح، وسيقدّم لكل النشء في أنديتنا خدمة جليلة من خلال الصورة الجيدة التي سينقلها عن مستوى الموهبة السعودية لكل العالم؛ مما يجعلهم يلتفتون لدورياتنا على كافة المستويات، ويخطبون ودّ الأندية السعودية حتى يتعاقدوا مع نجومهم؛ لنصبح ضمن أندية العالم التي تصدّر المواهب وتقدّم نجوماً يُشار لهم بالبنان، فاللاعب الذي (يركض) وراء تطوير نفسه ويلهث في سبيل أن يصبح ذا شأن فنياً حري به أن يُطلق عليه (محترف).. ولعل موقف الاتحاد السعودي من هذا الأمر يبشّر بالخير؛ إذ كنا في حاجة إلى مواقف رسمية تتصدّى للهبوط الواضح في مستوى الكرة السعودية وإعادتها مرة أخرى إلى دوائر الصعود.. وقد يحتاج الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى خطة واضحة في هذا الشأن تعتمد على تهيئة اللاعب السعودي حتى يُقدم على مثل هذه الخطوة، مع دعمه فنياً ومعنوياً من خلال التركيز على فئة الناشئين وإرسالهم من فتره لأخرى إلى بعض الأكاديميات في أوروبا وأمريكا الجنوبية وفق برامج تدريبية تساهم في صقل مواهبهم بشكل أفضل. التركيز على صناعة جيل محترف بمعنى الكلمة يحتاج إلى صبر وأفكار تطبّق على أرض الواقع؛ من خلال التركيز على عمل أكاديميات نموذجية متخصّصة داخل الأندية وخارجها، ويكون من ضمن أهدافها تأسيس لاعب محترف يفهم معنى الاحتراف وينسجم مع كل طقوسه وبرامجه الفنية والوجدانية. وقفة: الأحمق لا يبالي ما قال.. ومن الحمق أن تنتظر منه اعتذاراً. دمتم بخير..