ضيفنا شاعر عذب، يتحلى بأخلاق عالية وبساطة في تعامله، أسس موطنًا للبسطاء بقالبه الخاص.. أبدع في توصيل أفكاره بغلاف شعري رائع وحروف تشدك من أول مطلع لها، في أبياته يرى في الشعراء الذين لم يحاولوا التجديد بأنهم نسخة مكررة ممن سبقوهم، وأن الثورة التقنية تقلل اهتمام الشعراء بالمجلات.. ضيفنا لهذا الاسبوع الشاعر الهادئ صالح السهلي.. فمع الحوار.. نرحّب بك عبر صفحات (في وهجير) بجريدة (اليوم). يا هلا ومرحبًا بك و لي شرف التواجد معكم.. حدِّثنا في البداية عن ملامح صالح السهلي الشعرية، وكيف كانت الانطلاقة إعلاميًا؟ تتسم على وجوه قصائد أبناء القرى من الشعراء سمات واضحة للقارئ البسيط والناقد الحاذق، لعلها واضحة في اغلب قصائدي.. وانطلاقتي إعلاميا مع أول حرف كتبته في المواقع الإليكترونية.. عرّف لنا الشعر من منظورك الخاص؟ كلام «مزيون».. وهنا أعني أن كل كلام انيق جاءت به العذوبة هو من الشعر.. الشعر ما تشعر به النفوس وبالتالي ليس كل كلام موزون شعرًا..! ليست كل قصائدي واقعية, أمَا قرأنا معًا ب (أن أعذب الشعر أكذبه).. وهنا القصد بأن ما تكتبه عن تجربة هو «ترجمة», أما ما نكتبه عن خيال فهو «إبداع».ما علاقة الشعر بالبسطاء.. وما الذي دفعك لإنشاء موقع «موطن البسطاء»؟ البسطاء هم خير من يمثل الشعر بإنسانيته وسمو أهدافه، وقد كتبت نصًا بعنوان: (بسطاء).. وبعدها بسنوات جاءت فكرة وطن البسطاء.. «شاعر البسطاء, شاعر الأيتام, شاعر البردتين» ألقاب وجدناها تطلق عليك.. أيها اقرب لروحك؟ وهل تعتقد أن الشاعر يستحق كل لقب يُطلق عليه؟ لا استطيع أن أقول قولي فيها لسبب أن من أطلق عليك اللقب هو محبّ، لذا لابد لزامًا أن تقدّر له ذلك.. فشكرًا لهم وعذرًا كثيرًا إن كنت دونها..! ماذا لو لم يعجبك لقبًا قد لقبت به؟ أنت لا تختار اسمك، فكيف لك أن تختار لقبًا..! هو مفروض عليك، مع أن الشعر أحب لي أن يكون بعيدًا عن الألقاب.. دعنا نتحدث عن القصيد والحداثة وما علاقة صالح بهما؟ - إن كان الحديث عن التجديد فأنا مع التجديد بلا تمجيد ولا تجميد.. نرى أن لديك عناية واهتمامًا بعناوين قصائدك.. فلماذا؟ العنوان هو نص آخر يسبق القصيدة. صرّحت في أحد حواراتك بأن التقليدية انتهت برحيل الشعراء أمثال السديري وابن لعبون وسويلم العلي.. ماذا عن الشعراء المتواجدين حاليًا؟ مَن لم يحاول التجديد فهو نسخة مكرّرة ولن يأتي بتقليديته بما هو أفضل من هؤلاء الأعلام البارزين في الجزيرة العربية. صِف لنا كيف كانت فكرة قصيدة «بنت الوزير»، ولماذا ذكرت أنها تقتلك رغم تسامحك الواضح بها.. اعذرني، هذه القصيدة قديمة ولا أريد الحديث عنها الآن ..!
قصائدك.. هل تستشفها من وحي الخيال أم من واقع عايشته؟ ليست كل قصائدي واقعية, أما قرأنا معًا أن أعذب الشعر «أكذبه»، وهنا القصد بأن ما تكتبه عن تجربة هو «ترجمة», أما ما نكتبه عن خيال فهو «إبداع». في زمن من الأزمان كان للمجلات وقعها في نفوس الشعراء والمتابعين.. فهل تعتقد أن ذلك الوقع ما زال أم أنه زمن يحتضر؟ للأمانة وفي ظل هذه الثورة التقنية لم يعُد هناك اهتمام كبير بها كالسابق..! نشاهد من هنا وهناك اختراقات لحسابات الشعراء.. هل ستساهم تلك الاختراقات في ابتعاد الشعراء عنها وإحياء زمن المجلات؟ لا أعتقد ذلك. الثورة الالكترونية التي يعيشها المجتمع بكافة فئاته.. هل لزامًا على الشاعر أن يواكبها؟ بالطبع، وهذا يسري على كل فئات المجتمع.. يجب على الجميع مواكبتها.. بأسلوبك صِف لنا خارطة الشعر الشعبي .. إلى أين؟ نحن في زمن الاختصار.. اصنع لفكرتك قالبًا شعريًا بسيطًا وباختصار..! صالح السهلي.. ماذا يريد لكي تقام أمسية شعرية ترضي الشاعر بداخله؟ لا أحتاج أكثر من متذوقين للشعر.. هل تعتقد أن عريف الأمسية يساهم في نجاحها؟ بكل تأكيد، هو بوابة العبور لنجاحها..!
وما رأيك في جعل الشعر مصدر دخل ماديًا؟ هو حق مشروع , مع انه غير مناسب. ما أهم الأشياء التي تعجبك في الساحة.. ونقيض تلك الأشياء؟ وجود جمهور شعر واعٍ ومتذوّق.. هذا الشيء موجود ولله الحمد، والأشياء التي لا تعجبني الشلليات التي ما زالت تلاحق الساحة الشعرية حتى في «تويتر»..! وكيف تكون متواجدة حتى في «تويتر»؟ تمامًا كما وجدناها في الصحافة المطبوعة ووجدناها في المنتديات، ثم انتقلت بهم أو معهم إلى «تويتر».
وما آلية تلك الشللية؟ في «الريتويت».. والواضح لا يُوضَّح. ماذا عن المهرجين من الناظمين.. أين اختفوا؟ قلت لك هناك جمهور واعٍ ومتذوّق يفرّق بين الشاعر الساخر والمهرّج..! قلمك له حِس رائع.. لماذا لا يكون لذلك القلم مساحة في زاوية ما في إحدى الصحف الورقية؟ الكتابة تحتاج للياقة ذهنية، وأنا بكل أمانة مشغول بأمور حياتي.. وعندما يحين الوقت سيكون لي ذلك إن شاء الله.. وما علاقتك بما يسمَّى بشعر «التفعيلة»؟ علاقة محبة وتقدير وامتنان. بعض الشعراء اتجه من كتابة الشعر إلى إصدار كتب لا علاقة لها بالشعر، وقد لاقت القبول.. هل يفكِّر صالح في خوض هذه التجربة؟ أنا كسول جدًا في مسألة الإصدارات، ولن أتحدث عنه كي لا أقع في حرج..! ما نتاجك الأدبي من الدواوين؟ لا يوجد لدي أي إصدار.
وهل هناك نية لإصدار ديوانك أو شيء من هذا القبيل؟ الإصدارات تحتاج لترتيب ومتابعة وأنا غير متفرغ هذه الأيام, لكن «النية موجودة بإذن الله». لو تمّ تنصيبك مسؤولًا على ساحة الشعر.. ما أول قرار تتخذه؟ «يقولها ضاحكًا».. أقدم استقالتي.. لأنني ضد الإدارات والقيادات على أي من المنابر الثقافية .. فالثقافة هي الحرية وضوابطها من خلال الإشراف والتوجيه فقط. كلمة أخيرة.. شكرًا بحجم الجماليات التي تفاجئنا بها «في وهجير» في آخر كل أسبوع، وشكرًا لكم وشكرًا لمحبّي صفحتكم الأنيقة على منحي هذا الوقت الثمين وأتشرَّف بمتابعة الجميع في صفحتي عبر «تويتر»: @salee7com