** السلام عليكم .. نطرح لكم مشكلات يعاني منها حي البادية، وهي عدم وجود إنارة في شوارع وأزقة الحي، كثرة البيوت المتهالكة الآيلة للسقوط، كثرة المساجد القديمة التي مر عليها عقود ولم يعد بناؤها التي في الأصل تفتقر إلى أبسط الخدمات، مياه الصرف الصحي منتشرة في شوارع وأزقة الحي، بالنسبة لي هذا صوت يأتيني لأول مرة من حي البادية بالدمام، وهي شكوى موقعة باسم شباب الحي وبها أيضا مطالب أخرى. الآن لم تعد الجبيل تعجب أحدا، نسي التاريخ تاريخها، أو لنقل تعمد إيقاف نبضها، لا لم يكن التاريخ، بل الإهمال الذي مزقها، وجعل من ملف الصرف الصحي، أكبر إهانة لتاريخها استوقفتني عند رسالة شباب الحي، شكوى مياه الصرف الصحي المنتشرة في شوارع وأزقة، وكنت عرفت هذا الحي قبل أعوام طويلة بحكم مقر جريدة «اليوم» حيث كنت أرحل يوميا إلى هذا الحي الهادئ، لا المتسخ، الحي الانسيابي، لا حي الزحمة والفوضى، ما الذي تغير؟ ماذا عملت فيه السنون؟ ** لن أترك حي البادية، لكني أخرج من حي الى مدينة اسمها الجبيل، أرحل إليها في الستينيات والسبعينيات، واحة وشاطئاً وميناء وجبلا، هكذا كانت صورة الجبيل مناخيا وجغرافيا، استقطبت في عمر نموها الترفيه الأول الذي عرفته مدن الشرقية لأحياء مناسبات العيدين، ما لبثت حتى جاءت أول شركة كورية لتبدأ أعمالها لحين إنشاء أكبر موانئ بالشرق الأوسط، لتقام بعدها أهم مدينة للصناعة البتروكيميائية في العالم. ** هذه الجبيل، باختصار شديد، عائلات وأسرا، تخرج فيها معظم بيوتات التجارة العاملة حاليا في أسواق الخبر والدمام، مجتمع لا يتسع الحديث عنه في هذه الزاوية الضيقة، ربما صورها الدكتور عبد الله المعجل رحمه الله في رواية «الغربة الأولى « ، يرحل بنا من خلالها إلى تفاصيل دقيقة في أحياء الجبيل القديمة، يرحل بالحب تارة، وبالعزيمة والإصرار التي تملأ قلوب ساكنيها، نسيج مجتمع واحد. ** الآن لم تعد الجبيل تعجب أحدا، نسي التاريخ تاريخها، أو لنقل تعمد إيقاف نبضها، لا لم يكن التاريخ، بل الإهمال الذي مزقها، وجعل من ملف الصرف الصحي، أكبر إهانة لتاريخها، وهو أمر محزن ومؤسف نسمع عن اسطوانة كل عام. مؤسف أن مدينة مثل الجبيل لا تبعد عن أهم صناعية بتروكيميائية في العالم بضعة كيلومترات ويوجد بها أكبر معامل تحلية مياه ويختلط الصرف بكل شيء بها. ** والآن في الجبيل, محافظ جديد، ورئيس بلدية جديد، وفرع للمصلحة وقاض ورجل أعمال، ومعلم وأم ومجلس بلدي، في الجبيل خير ، وسيبقى في هذا الخير منذ أن كان سوق الأرزاق بالصفاء بها. في الجبيل خير وسيبقى الخير في الوطن وبها وعليها أن تعالج خللها وتغلق معها هذا الملف، هذه الكارثة. [email protected]