ليس جديدا أن تتضاءل فرصة منتخبنا الاولمبي لكرة القدم في التأهل لأولمبياد لندن صيف العام المقبل إثر حصوله على نقطة يتيمة من المنتخب القطري الشقيق على ملعبه وبين جماهيره ثم تلقي صفعتين كبيرتين من المنتخبين العماني في مسقط والكوري الجنوبي في سيئول ويتذيل ترتيب فرق مجموعته تماما * كما حدث لمنتخبنا الوطني الاول في تصفيات المرحلة الثالثة لكأس العالم عندما أنهى مبارياته الثلاث الأولى بنفس الرصيد لذلك فإن جماهيرنا الرياضية على موعد جديد من الإخفاق والخروج المبكر من أولمبياد لندن ومونديال البرازيل وكان منتخبنا الوطني للناشئين قد سبقهما من الخروج من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها كوريا الجنوبية بعد الخسارة من المنتخب السوري الشقيق في سنغافورة وهذا هو قدرنا بأن نطلق الآهات ونضرب بأيدينا أخماسا اسداسا على ضياع هيبة الكرة السعودية وانحسارها شيئا فشيئا وتعودنا على الإخفاقات بدلا من الإنجازات التي ولت وخرجت من أوسع الأبواب دون رجعة. بحكم متابعتي لمجريات الأحداث فإنني أرجح أن يكون الاحتراف في مقدمة العوامل التي أدت الى إخفاقاتنا نتيجة انخفاض نجومنا وعدم اهتمامهم بتطوير مستواهم بذات القدر والاهتمام بقيمة عقودهم الاحترافية* قد يكون مدرب منتخبنا الأولمبي الوطني يوسف عنبر ليس هو المدرب المناسب للإشراف على تدريب الأخضر الأولمبي على اعتبار أنه يملك مواهب ونجوما واعدة للكرة السعودية ولكنه لايتحمل مسئولية الإخفاق لوحده وهناك أطراف شاركت في هذا الإخفاق لذلك أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بإقالته من منصبه وتعيين المدرب البرازيلي روجيرو بديلا عنه في وقت حرج من الصعب جدا أن يعود الأخضر الأولمبي الى قلب المنافسة ويحتاج الى معجزة للتأهل عن مجموعته ويلزمه الفوز في مبارياته الثلاث المتبقية مع تعثر المنتخب الكوري الجنوبي في المقام الأول الى جانب تعثر المنتخبين العماني والقطري وبعيدا عن هذه الحسابات المعقدة ومسألة التأهل الى اولمبياد لندن من عدمه لابد من إعلامنا الرياضي وجماهيرنا الرياضية عدم القسوة على لاعبي الأخضر الأولمبي فهم أمل الكرة السعودية ومستقبلها ولابد من تشجيعهم وتوجيهم بالنقد الهادف البعيد عن التجريح والإساءة نظرا لصغر سنهم وسيكون لهم شأن كبير في القادم من الأيام وبإمكانهم أن يكونوا نجوم منتخبنا الوطني الأول. * الاخفاقات المتتالية للكرة السعودية على صعيد أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية الأول والاولمبي والفئات السنية في العقد الأخير أي منذ بداية الألفية الجديدة تحتاج من المسئولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم الى دراسة مستفيضة وبشفافية لمعالجة أسبابها وطرق معالجتها والحلول الممكنة لإعادة هيبة الكرة السعودية الى سابق مجدها وتوهجها وبحكم متابعتي لمجريات الأحداث فإنني أرجح أن يكون الاحتراف في مقدمة العوامل التي أدت الى إخفاقاتنا نتيجة انخفاض نجومنا وعدم اهتمامهم بتطوير مستواهم بذات القدر والاهتمام بقيمة عقودهم الاحترافية ومايتقاضونه شهريا من رواتب ومكافآت وهبات ومدخولات إضافية من الإعلانات التجارية في زمن اختفي فيه الولاء واللعب من أجل الوطن بدليل عندما تسألهم عن أمنيتهم يجيبون بالحرف الواحد تأمين مستقبلهم وتجديد عقودهم الاحترافية بالملايين من الريالات ولابأس إن كانت بالعملة الصعبة كاليورو أو الدولار بعكس نجومنا القدامى الذين كانت أمنيتهم ارتداء شعار الوطن وتمثيل المنتخب الوطني الأول لأنهم كانوا يلعبون بروح وإخلاص وولاء وحب وتضحيه لاحدود لها. * أتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأمير الشاب الطموح الأمير نواف بن فيصل بن فهد الاهتمام بالفئات السنية وتطوير المواهب الشابة بإرسالهم الى البرازيل وأوربا للتدريب تحت إشراف مدربين عالميين واكاديميات كروية معروفة وتكوين منتخبنا الوطني الأول بنجوم المنتخب الاولمبي والشباب واستبعاد اللاعبين الكبار والمحترفين والاعتماد على اللاعبين الهواة لأنهم الأكثر إخلاصا وروحا وتضحية من لاعبينا المحترفين الذين لاهم لهم الا المادة فقط وتشبعوا ماديا ولا يكترثون بمكافآت الفوز أو مضاعفتها لأنهم يقبضون بالملايين لايحلم بها الطبيب والمهندس من خريجي الجامعات وحملة شهادات الماجستير والدكتوراه بل وإنهم عاطلون عن العمل أو يحصلون على رواتب ضعيفة لاتساوي جهدهم وسهرهم الليالي من أجل طلب العلم بالبحث في الكتب وعمل البحوث حتى أصبح ولاة الأمور يفكرون في تشجيع أبنائهم على ممارسة كرة القدم على حساب التحصيل العلمي إنه زمن الكندرة والحنجرة للأسف!! [email protected]