توجد جمعيات منها أصدقاء المرضى، وأصدقاء الشعوب، وأصدقاء الخير، وغيرها. لكن أناسا تخصصوا في أن يكونوا جمعيات غير معلنة، هي «أصدقاء إبليس».. وهؤلاء ينتشرون في الأرض، وفي كل مكان تقريباً. في الوقت الذي يتجه حجاج بيت الله الحرام إلى ربهم يطلبون الرحمة والمغفرة، يشغل إبليس مخيخات آخرين بالتفكير في سلب الناس أموالهم وحقوقهم، في هذه الأيام الشديدة الحرمة والقداسة. وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي، قال يوم الأربعاء، في تصريح صحفي، إن الوزارة ضبطت مؤسسات وشركات وحملات حج وهمية تخدع الحجاج وتسلب أموال الفقراء. وفي المدينةالمنورة ضُبط وافد مع آخرين يخدعون الحجاج في ساحات الحرم النبوي ويوزعون قسائم أضاحٍ وهمية بأسعار مغرية. علينا أن نتخيل هذه الجرأة الإبليسية، فهؤلاء لم يراعوا حرمة هذه الأيام، ولا قداسة الحرم، ولا حرمة جوار الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى مقربة من قبره الطاهر، يجهرون بعصيانه، وهو الذي نهى، قولاً وعملاً، عن الخداع وغش الناس، وسلب حقوقهم، كما نهى عن المتاجرة بالدين وغلظ في تحريم استغلال الدين لأغراض الدنيا. وقد وعد الشيطان أنه سيغوي المتناغمين معه و«أحبائه» أجمعين: «قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40)» (سورة الحجر). والشيطان لا يغوي الإنسان على غش الناس وسلب حقوقهم جبراً، إنما يتعامل مع «مفاتيح» أنفسهم الشريرة الأمارة بالسوء. وكيف يجرؤ إنسان على خداع حجاج، أمضى كثير منهم سنوات طويلة من عمره وتعبه وشقاه يدخر من قوت أطفاله وأسرته، انتظارا لهذه اللحظة المتفردة في حياته، ليؤدي نسك العمر. ثم يأتي أبالسة الأرض، ليخدعوه وينهبوا سنين عمره في لحظة. وأين..؟ بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم. ويبدو أن هؤلاء المجرمين يعلمون أن الحجاج، وخاصة العامة الغرباء الفقراء، يعتقدون أن كل من يسكن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يسكن مكةالمكرمة، طاهر القلب والقول والنية، ونظيف الطوية. وهذا ما يفترض، لأنه من باب أولى أن يكون الناس أشد ما يخشون الله في حرماته المقدسة، وفي جوار قبر الرسول الطاهر، وفي مدينته الخالدة، وفي جوار بيت الله العتيق حيث يؤذن للناس بالحج، ومن كل ضامر يأتين من كل فج عميق. لا أعلم بماذا سوف يحكم عليهم، ولكنني أؤمن أن الله يمهلهم ولا يهملهم، وسوف يلاقون جزاء أعمالهم في الدنيا والآخرة. وتر إذ تتجه الأفئدة، إلى أنوار الله يا الله، كم تسيل الدماء الطاهرة في أنحاء الأرض. وظلمات الظلم المدلهمة تهاجم الأبرياء في كل فج عميق. إذا سألك عبادك فأنت القريب المغيث الكريم الراحم الرحيم.. ونسألك الإغاثة والرحمة وعصمة دماء الأبرياء وكراماتهم. [email protected]