لا أعرف لماذا انفرطت السبحة الخليجية «رياضيا» .. فقد كانت الأكثر ترابطا وقوة .. ووحدة في الموقف .. صوتها واحد .. وقرارها لا يثنى .. والمصارحة داخل الجدران التي لا يخترقها كائن من كان كانت السمة المميزة لها .. والاحترام المتبادل بين قادتها ليس له مثيل .. ليخرج القرار من أجندتها مهما كان ثقله وحجمه وتأثيره موحدا ليس فيه لبس أو مراوغة .. وبمعنى آخر لا يحمل اللف والدوران ..!! ** وكانت الوحدة الخليجية الرياضية آنذاك محطة لضرب المثل فيها .. وسط العراك العربي الرياضي الذي كان يسبح في بحر الخلافات والاختلافات .. وكانت أقلام نقاد الصف الأول عربيا تطالب صناع القرار في دولهم بأخذ دول الخليج قدوة لهم في توحيد كلمتهم وقرارهم ..!! لقد رحل ذلك الزمان .. ورحلت معه وحدة الكلمة والموقف والمصير – طبعا رياضيا – حتى لا أدخل في «حيص بيص» السياسة أبعدنا الله وإياكم عن دهاليزها وخبثها وفتنتها .. فهي خصم لدود للعقل والمنطق .. وعدو مبين للمحبة والمودة .. وصديق ليس له أمان ..!! هذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في القارة الآسيوية .. ضحك الشرق كثيرا .. وسيبكي الغرب كثيرا .. في معادلة للأسف الشديد توضح ما أشرت له في إطلالة هذه المقالة عن انفراط السبحة خليجيا ..!! لقد انكسر الموقف الخليجي الموحد .. في الكثير من القضايا الهامة التي تدفع بالمسيرة الرياضية الخليجية إلى الأمام .. وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها حتى لا نسير في الطريق بدون هدف .. ونخدع أنفسنا بكلمات إنشاء ليس لها من صلب الواقع إلا قشرها – للأسف الشديد – ولعل المشهد الانتخابي لخلافة محمد بن همام في رئاسة الاتحاد الآسيوي مثال حي وواقعي على انفراط السبحة الخليجية في السلك الرياضي .. حتى وصل الأمر لمساندة مرشح صيني من أصوات خليجية على حساب مرشح خليجي ..!! لا أعرف حقيقة لماذا وصل الأمر إلى هذه الدرجة من التباعد ؟ ولا أعرف السر وراء الطبخات من خلف الكواليس لترشيحات الشخصيات الخليجية لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي ؟! حتى وصل العدد إلى ثلاثة شخصيات سركال الإمارات وطلال الفهد الكويت وسلمان آل خليفة البحرين .. دون أن يكون هناك تنسيق أو حتى تبادل لوجهات النظر بين الاتحادات الخليجية للدخول في هذه الترشيحات ..!! لقد مزق إتحاد غرب آسيا أوصال الخليجيين بقصد أو دون قصد .. واستفاد المرشح الشرق آسيوي من تباعدهم وخلافاتهم .. بل انهم أرادوا منه أن يكون حجر شطرنج يتلاعبون به .. فأصبح هو «الملك» في اللعبة والآخرون يلعبون دور الكومبارس .. بل إنه سار على جنازة خلافاتهم .. ليحقق ما يريد «بهز الرأس» أمامهم .. والتخطيط المبهر خلفهم ..!! هذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في القارة الآسيوية .. ضحك الشرق كثيرا .. وسيبكي الغرب كثيرا .. في معادلة للأسف الشديد توضح ما أشرت له في إطلالة هذه المقالة عن انفراط السبحة خليجيا ..!! صوت العقل يجب أن يأتي من المملكة العربية السعودية قبل أن تقع الفأس على الرأس .. ويذهب الكرسي للشرق .. وهنا يأتي دور الأمير الشاب نواف بن فيصل في تقريب وجهات النظر بين الثالوث الفهد وسلمان والسركال .. وإلا صورة الاختلافات العربية تحت سقف الرياضة .. ستنضم لها المجموعة الخليجية .. حينها سنقول «مفيش حد أحسن من حد» أليس كذلك ..!! نعم الانتخابات ظاهرة حضارية جدا .. ولكن هذه الانتخابات تحتاج إلى تحالفات وإذا ترشح لمنصب رئاسة الآسيوي ثلاثة أسماء خليجية .. التحالف سيكون مع من وضد من ؟! هذا هو السؤال الجوهري للقضية الساخنة لكرسي الرئاسة ..!!