قرار واضح من أعلى سلطة سياسية بمشاركة المرأة السعودية في المجالس المنتخبة البلدية، والشورى، ليس هذا خبرا عاديا، بل قفزة هائلة نحو تمكين المرأة، فقد عرفت بالخبر من صديقات من مصر ولبنان اتصلن بي للتهنئة، كانت فرحتهن واضحة عبر الصوت وكأنهن يعيشن معنا هنا، سارعت للإنترنت أتابع التعليقات على الخبر، فرحة كبيرة وسط النساء والمؤيدين لحقوق المرأة من الرجال، وصمت شبه تام من المعارضين لحقوق المرأة. لم يتوقع الكثيرون منا أن يأتي الإنصاف هكذا، وحتى المتفائلون كانوا في انتظار صراع أطول مع مناهضي المساواة بين الرجل والمرأة، فهم أصحاب الصوت الأعلى، والمدججون بعشرات الحجج العتيقة. أما المؤيدون فهم قلة تحتاج للوقت والجهد الكبير، في مجتمع لم يقتنع بعد بحق المرأة في قيادة السيارة، أو حقها في العمل ببعض الأعمال التي حرمت عليها، بل حتى حرمانها من حقها الشرعي بالميراث ببعض المناطق التي يسيطر عليها الفكر القبلي، بدأ هذا المجتمع بعيدا جدا عن حق المرأة في المشاركة السياسية، لكن القرار جاء ليعيد ترتيب الأوراق، ويؤكد أن تمكين المرأة السعودية سيستمر ولن تعود المرأة للخلف أبدا. إن القرار يستند على المنهج الإسلامي، ومدعم بمواقف وآراء كبار العلماء، أعتقد أن الضجيج يجب أن يخفت قليلا، لا أنتظر تأييدكم القرار أو نقدكم إياه، فقط أنتظر أن نعيش التجربة، ونقيس معا فاعلية مشاركة المرأة، وستثبت المرأة السعودية بأنها جديرة بكل حقوقها، وأنها ليست أقل قدرة أو كفاءة من كل نساء العالمأدركت القيادة السياسية نبض الشارع السعودي، فكان القرار المناسب في الوقت المناسب. أعود الآن للمناهضين لحقوق المرأة، ما قولكم الآن ؟ بعد أن حسم الأمر. إن القرار يستند على المنهج الإسلامي، ومدعم بمواقف وآراء كبار العلماء، أعتقد أن الضجيج يجب أن يخفت قليلا، لا أنتظر تأييدكم القرار أو نقدكم إياه، فقط أنتظر أن نعيش التجربة، ونقيس معا فاعلية مشاركة المرأة، وستثبت المرأة السعودية بأنها جديرة بكل حقوقها، وأنها ليست أقل قدرة أو كفاءة من كل نساء العالم، فقط لندع التجربة تختمر، ولنعمل معا لصالح المجتمع بعيدا عن المنافسة غير المبررة، وأخيرا، قررت منذ بدأت الكتابة البعد عن المديح، وأرشيفي يشهد على ذلك، لكني اليوم أمتدح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله بوضوح وبلا مواربة. أرى أن ذلك القرار يختصر على المرأة مشوارا طويلا، ويعكس رؤية ثاقبة تدرك الواقع، وتهدف لمستقبل مختلف، كنا بحاجة لمن يحسم الجدل، ويقر العدل والمساواة، أن القرار لن يؤثر بحاضرنا فقط، بل سيؤثر بمستقبل المملكة كلها، فقد فتح الطريق لمشاركة واسعة للمرأة، ولن يتمكن أحد من غلق الطريق مهما وضعت العقبات. قرار سيدي خادم الحرمين الشريفين بمشاركة المرأة في الانتخابات، هو الإنصاف لحقوق المرأة، والرد الحاسم على المشككين في قدرتها، ولابد أن أمتدح صاحب القرار بصدق. [email protected]