فاصلة: (ليس ثمة شيء مستحيل إلا ما ينطوي على تناقض) حكمة عالمية أعلنت وزارة الشئون البلدية والقروية أن مسؤولية الانتخابات تقع على عاتق لجنة مختصة تقوم بتحديد الضوابط الخاصة بالترشح لها، ونوعية المشاركين فيها،وتبحث بدورها إمكان مشاركة المرأة في هذه الانتخابات، وطبيعة مشاركتها». بينما تتراوح الأخبار بين قبول ومنع لمشاركة المرأة في الانتخابات في مجالس البلدية. أطلقت 50 سيدة من مختلف مناطق المملكة حملة «بلدي» عبر موقع الفيس بوك لدعم حق المرأة في المشاركة في انتخابات المجالس البلدية. والسؤال لماذا كل ما يحدث من نقاش وما جدوى مشاركة المرأة في انتخابات مجالس البلدية وما ضرر غيابها؟ ا لانتخابات هي الوسيلة الأساسية للديمقراطية ولكي تؤدي دورها يجب توفر الحرية في التعبير والمسئولية . ولئن لم تعطَ اليوم المرأة حق التصويت والانتخابات في مجلس البلدية فنحن نجهض الخطوة الأولى باتجاه الاعتراف بقدرات المرأة السعودية، التي تبهر من حولنا وتؤكد أهلية المرأة لدينا للقيادة. إن الاعتبارات الاجتماعية التي لا تستند على أساس من الدين هي أعراف بالية تمارس سلطتها على الفرد لتدفع به بعيدا عن التغيير المنشود. في الماضي البعيد كان الغرب يسند إلى المرأة الأدوار الاجتماعية النمطية ثم فطن إلى خطئه. وفي الماضي القريب ما زالت الدول العربية تستثني النساء من مهن عدة وأدوار اجتماعية محددة بسبب النوع وذلك بسبب عدم الإيمان بقدرة المرأة على النجاح والخوف من خروج المرأة للحياة العامة وجملة نتائج سلبية تتحملها الأسرة وكان لدينا مؤشر على استقرار الأسرة في ظل وجود ربات المنازل !! السياسة هي الحياة العامة ولذلك ليس من العدل ألا تشارك المرأة فيها وهي التي تدير شئونها من خلال مملكة في البيت وأخرى في العمل. كما أن المرأة التي تمثل في مجتمعنا النصف أو أكثر ولديها قوة مالية ضخمة هي ذاتها المرأة المسلمة التي لها تاريخ مجيد في المشاركة السياسية. فقد اشتركت المرأة مع الرجال يوم الحديبية في البيعة تحت الشجرة على الحرب والقتال. وعندما ولى الخليفة عمربن الخطاب قضاء الحبسة في سوق المدينة لل «الشفاء «، كانت حقوقها مطلقة على أهل السوق رجالا ونساء، تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات وهي «امرأة»! ما الذي تغير الآن حتى يصبح إعطاء المرأة حقوقها السياسية أشبه بحديثنا لفقير يحلم بالخبز فقط؟ لم تتغير المرأة إنما الذي تغيرت نظرة المجتمع لها ووضعها في قالب نمطي ما نفتقده الآن هو اهتمام المرأة بأن تكون مشاركة بفعالية دون تقليدية بالاعتماد على قالب جامد صنعته لها بعض التقاليد وعلى ما يبدو فإن قرار إشراك المرأة في التجربة الانتخابية موضوع مؤجج، بينما هو موضوع طبيعي إن أردنا له ذلك. [email protected]