حكمت محكمة عسكرية على جندي امريكي الجمعة بالسجن سبع سنوات بعد اعترافه بمشاركته في قتل ثلاثة مدنيين أفغان للتسلية. واندرو هولمز هو ثالث جندي من اصل خمسة عسكريين امريكيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين افغان بقصد التسلية مطلع العام الماضي. واعلن رئيس المحكمة القاضي كواسي هوكس ان الجندي الذي اعترف ببعض التهم الموجهة اليه سيطرد من الجيش ايضا. وكان هولمز اعترف في جلسة في المحكمة العسكرية في قاعدة لويس ماكهورد قرب سياتل في ولاية واشنطن (غرب)، بقتل ثلاثة مدنيين افغان ولكن ليس عن سابق تصور وتصميم عندما كان متمركزا مع وحدته في ولاية قندهار الافغانية في 2010. وكان يمكن ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة لو لم يعترف ببعض التهم. وهولمز (21 عاما) هو احد اعضاء «فريق قتل» من خمسة اعضاء تورط في تصفية ثلاثة افغان خلال مهمة في قندهار جنوبافغانستان في يناير 2010. وبعد مفاوضات وافق هولمز على الاعتراف بالقتل لكن ليس عن سابق اصرار. وبما انه موقوف منذ 499 يوما ويمكن ان تخفض عقوبته لحسن سلوكه، قد يتم الافراج عن هولمز قبل فترة اقصر بكثير من الحكم. واكد محامي الدفاع دانيال كونواي في ختام جلسة الجمعة انه سيبدأ اجراءات استئناف الحكم قريبا. وقال «نأمل في اخراجه من السجن ببلوغه الخامسة والعشرين». وكان اللفتنانت كولونيل موكس طلب السجن 15 عاما لهذا الجندي لكن المدعين خفضوا العقوبة الى سبع سنوات. وبصوت واضح، اعترف الجندي القادم من مدينة بويز في ولاية ايداهو، الخميس بتهمتين أخريين هما حيازة اصبع قطع من يد جثة احد الافغان وتدخين الماريجوانا خلال مهمته. وقد اتهم الجنود الخمسة ايضا ببتر اطراف بعض الجثث والاحتفاظ باشلاء والتقاط صور الى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. وبموجب الاتفاق اسقط المدعون ثلاث تهم اخرى من بينها تهمتان خطيرتان هما القتل عن سابق اصرار والتخطيط للقتل. وتلا هولمز بيانا اعد مسبقا عن اعماله في 15 يناير 2010 ورد على اسئلة القاضي كواسي هوكس الذي ترأس الجلسة. وقال هولمز ان الوقائع بدأت بدعوة الجندي جيريمي مورلوك فتى افغانيا الى الاقتراب. واوضح انه عندما اصبح الفتى على بعد خمسة امتار القى عليه مورلوك قنبلة يدوية. وبعدها اطلق هولمز النار على الصبي بطلب من مورلوك. وقال للقاضي «اطلقت ستة او ثمانية مماشط واشعر بالندم منذ تلك اللحظة». وتابع ان المجموعة ناقشت بعد ذلك السيناريوهات الممكنة ليظهر قتل المدنيين الافغان مبررا. واكد الجندي انه نادم على قتل الصبي واعترف بانه «عمل متهور»، مؤكدا في الوقت نفسه انه لم يكن في نيته اطلاقا قتل الصبي. وتحت ضغط القاضي، قال الجندي الذي كان في التاسعة عشرة من عمره انه يعتقد ان الفتى قتل برصاص رشاشه وليس بالقنبلة اليدوية. وقال محامي الدفاع انه «اعترف بتهمة القيام بعمل متهور ادى الى قتل إنسان». وكان عسكريان آخران هما جيريمي مورلوك وآدم وينفيلد اعترفا بالقتل في هذه القضية. وحكم على مورلوك في مارس بالسجن 24 عاما. كما حكم على وينفيلد في اغسطس بالسجن ثلاث سنوات بعدما اعترف بالقتل عن غير قصد مؤكدا ان قائد مجموعته هدده للمشاركة في عملية القتل. وقد اتهم الجنود الخمسة ايضا ببتر اطراف بعض الجثث والاحتفاظ باشلاء والتقاط صور الى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. ويعتقد ايضا انهم انهالوا بالضرب على جندي كشف ممارستهم الى قيادته. ونشرت مجلة دير شبيغل الالمانية في مارس ثلاث صور للمتهمين مع ضحاياهم. وفي احدى الصور يقف مورلوك امام جثة رجل ممسكا برأسه من الشعر. واعتذر الجيش الامريكي رسميا عن «المعاناة» التي سببتها الصور الملتقطة وممارسات الجنود. وقال في بيان ان التصرفات التي تكشفها هذه الصور «تثير اشمئزازنا كبشر وهي مخالفة لمبادئ وقيم جيش الولاياتالمتحدة». واضاف ان «الصور تتناقض مع الانضباط والاحتراف والاحترام التي لطالما اتسم بها سلوك جنودنا خلال عشر سنوات من العمليات» في افغانستان.