كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - تعهد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلال مراسم تشييع الرئيس السابق رئيس مجلس المصالحة الوطنية برهان الدين رباني الذي اغتيل قبل ثلاثة ايام في كابول، مواصلة جهود السلام التي ترتكز على اقناع حركة «طالبان» بإلقاء السلاح والالتحاق بمسيرة الشرعية، في وقت يعتقد بأن احد انتحارييها فجر نفسه في منزل رباني الذي قصده بحجة نقل رسالة من الحركة. وصرح كارزاي في الجنازة التي انطلقت من القصر الرئاسي في كابول بعدما القى مئات مسؤولين افغان وسفراء ورسميين اجانب بينهم رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، النظرة الاخيرة على النعش الملفوف بالعلم الافغاني والمغطى بزهور: «دم الشهيد رباني وغيره الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية يجبرنا على مواصلة الجهود للتوصل الى سلام واستقرار، لكن من مسؤوليتنا ايضاً ان نحارب اعداء السلام بإصرار». ووسط انتشار امني كثيف تمثل في مواكبة 3 آلاف شرطي مراسم الجنازة، واحتشاد مئات من المشيعين ما اضطر قوات الأمن لاطلاق النار في الهواء لتفريقهم، ووري جثمان رباني الثرى على تلة مطلة على العاصمة. وتعهد بعض المشيعين الغاضبين الثأر لاغتيال رباني، أحد أبطال المجاهدين ضد القوات السوفياتية في الثمانينات من القرن العشرين، والذي حظي بقاعدة شعبية واسعة شمال البلاد ذي الغالبية الطاجيكية. وقال عناية الله وهو طالب جامعي من الطاجيك: «خسر الشعب قائداً عظيماً نتعهد الانتقام لمقتله، ونطالب الحكومة باعتقال المسؤولين عن اغتياله، ومحاكمة المسؤولين عن تنظيم اللقاء بين رباني والانتحاري، حتى ولو كانوا اعضاء في مجلس السلام». وكان كارزاي الذي حرم من حليف اساسي من الطاجيك في الصراع السياسي الذي يدور بين الاثنيات المختلفة في افغانستان، فيما عانى من اغتيال شقيقه احمد والي كارزاي حاكم ولاية قندهار الجنوبية قبل شهرين، كشف ان الانتحاري قصد رباني مدعياً انه يحمل قرص «سي دي» يحتوي «رسالة سلام» من «طالبان»، ثم فجر نفسه حين عانق رباني للسلام عليه. وبخلاف العادة، لم تعلق «طالبان» على اغتيال رباني حتى الآن، لكن مسؤولين امنيين واستخباراتيين حملوها مسؤولية العملية. ميدانياً، قتل جندي ايطالي وجرح اثنان آخران بحادث مرور على الارجح، ما رفع الى 41 عدد قتلى الجنود الايطاليين منذ انضمام بلادهم إلى حملة الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان عام 2004. وكان جندي إيطالي آخر قتل في اشتباك اندلع غرب أفغانستان في 26 تموز (يوليو) الماضي. محاكمة جندي اميركي وفي الولاياتالمتحدة، اعترف جندي ثالث يدعى اندرو هولمز ويخضع لمحاكمة عسكرية في قاعدة لويس ماكهورد قرب سياتل بولاية واشنطن (غرب)، بقتل ثلاثة مدنيين افغان بقصد التسلية في قندهار (جنوب) مطلع 2010.وابلغ هولمز (21 سنة) المحكمة انه لم يرتكب الجريمة عن سابق تصميم، علماً انه انضم الى «فريق قتل» يضم خمسة اعضاء تورطوا في تصفية الافغان. كما اعترف بتهمتين أخريين، هما حيازة اصبع قطع من يد جثة احد الافغان وتدخين الماريجوانا خلال مهمته. وبموجب الاتفاق، اسقط المدعون ثلاث تهم اخرى بينها تهمتان خطيرتان، هما القتل عن سابق اصرار والتخطيط للقتل. وتلا هولمز بياناً اعد مسبقاً عن أعماله في 15 كانون الثاني/يناير 2010 ورد على اسئلة القاضي كواسي هوكس الذي ترأس الجلسة. وكان عسكريان آخران هما جيريمي مورلوك وآدم وينفيلد اعترفا بالقتل في القضية ذاتها. ودين مورلوك في آذار (مارس) الماضي بالسجن 24 سنة، فيما حكم على وينفيلد في آب (اغسطس) بالسجن ثلاث سنوات بعدما اعترف بالقتل عن غير قصد مع تأكيده ان قائد مجموعته هدده للمشاركة في عملية القتل. وقد اتهم الجنود الخمسة ايضاً ببتر اطراف بعض الجثث والاحتفاظ باشلاء، والتقاط صور الى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. ويعتقد ايضا بأنهم ضربوا زميلاً لهم كشف ممارستهم للقيادة. ونشرت مجلة دير شبيغل الالمانية في آذار ثلاث صور للمتهمين مع ضحاياهم، وأظهرت إحداها مورلوك واقفاً امام جثة رجل ممسكاً برأسه من الشعر. واعتذر الجيش الأميركي رسمياُ على «المعاناة» التي سببتها الصور الملتقطة، وممارسات الجنود.