عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى بلاده الجمعة بعد أن قضى ثلاثة اشهر في الخارج حيث عولج من اصابات لحقت به بعد تعرضه لمحاولة اغتيال بينما دوت أصداء الاعيرة النارية والانفجارات في العاصمة صنعاء. وتثير عودة صالح التي أعلنها في البداية التلفزيون الحكومي وتأكدت رويترز منها فيما بعد خطر نشوب حرب أهلية شاملة في اليمن.ومن المتوقع أن تتصاعد أعمال العنف في صنعاء مع عودة صالح بعد تسارع وتيرتها هذا الاسبوع حين اشتبكت قوات موالية للرئيس اليمني مع قوات تساند الحركة الاحتجاجية.وقال محمد الاصل وهو أحد منظمي الاحتجاجات من المؤكد أننا سنشهد تصعيدا في اعمال العنف.. ولكن فليعد.وأضاف نريده أن يعود ليحاكم على جرائمه.وأعلن التلفزيون اليمني الرسمي عودته قائلا //عاد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية صباح اليوم - الجمعة - الى أرض الوطن سالما بعد رحلة علاج في الخارج استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.// وفي غضون دقائق من اعلان الخبر سمع دوي اطلاق نيران وانفجارات في انحاء العاصمة. كما أطلقت العاب نارية. وتجاوز عدد القتلى خلال خمسة ايام من اعمال العنف المائة قتيل. ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضد صالح قبل ثمانية اشهر قتل نحو 450 شخصا.وقال عبد الغني الارياني المحلل السياسي ان عودة صالح نذير شؤم مشيرا الى أن توقيتها ربما يدل على اعتزامه اللجوء للعنف لانهاء المسألة. وأضاف ان الشعب مع عودته سيرفض التنازل مما يعني موت العملية السياسية. وعلى مدار الاسبوع هز تبادل اطلاق النار والقصف بين القوات الحكومية والجنود الذين يساندون الحركة الاحتجاجية مناطق قرب //ساحة التغيير// وهو الاسم الذي أطلقه المتظاهرون على الشارع الذي يعتصم فيه الالاف منذ اكثر من ثمانية اشهر. وتعثرت المفاوضات بشأن نقل السلطة سلميا وقال مبعوث الاممالمتحدة لليمن ان البلاد ستتمزق ما لم يتم التوصل الى حل سياسي قريبا بين معسكر صالح وخصومه. وخرج محتجون في مسيرات في اجزاء من المدينة تسيطر عليها القوات الموالية لصالح يوم الاحد ليجدوا اطلاق نيران كثيفا. وتصاعدت الاشتباكات حين انضمت قوات موالية للواء علي محسن الذي انشق على صالح لصف المحتجين.وقال مقيمون انهم سمعوا دوي انفجارات واطلاق نيران في حي الحصبة بصنعاء الخميس حيث يعيش صادق الاحمر الزعيم القبلي المناهض لصالح.وقال طبيب في مستشفى ميداني ان قناصة قيل انهم منتشرون في الادوار العليا من المباني قتلوا أربعة محتجين وأصابوا 14 على الاقل حول ساحة التغيير. وأشعل محتجون غاضبون النيران في منزل كانوا يعتقدون أن قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة للتبرع بالدم للمصابين. وقتل حارس عند منزل احدى شخصيات المعارضة حين قصف الموالون لصالح المنزل. وتعثرت المفاوضات بشأن نقل السلطة سلميا وقال مبعوث الاممالمتحدة لليمن ان البلاد ستتمزق ما لم يتم التوصل الى حل سياسي قريبا بين معسكر صالح وخصومه.وحين اندلعت الاشتباكات الاخيرة كان دبلوماسيون ومحللون يسعون لدفع خطة لنقل السلطة. وقالوا ان الساسة اليمنيين امامهم بضعة ايام لوضع اللمسات النهائية على هذه الخطة.وتراجع صالح ثلاث مرات عن التوقيع على خطة أعدت بوساطة خليجية ويتنحى بموجبها.وانهارت خلال ساعات هدنة دعا اليها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني هذا الاسبوع مما يبرز مدى الحاجة الى حل سياسي. وقال متحدث حكومي ان نائب الرئيس مازال منخرطا في محادثات لنقل السلطة. وتوجه الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء هذا الاسبوع ليحاول احياء الاتفاق لكنه غادرها بعد يومين دون تحقيق تقدم. مسؤول يمني: الرئيس صالح لا ينوي التنحي عن منصبه قال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي امس الجمعة إن الرئيس صالح لا ينوي التنحي عن منصبه.وقال الجندي في تصريحات لقناة "العربية": إن "الحديث عن تنحي الرئيس صالح غير وارد وما هو إلا كلام أطلقته المعارضة" التي تسعى لحل الأزمة التي تعيشها البلاد لصالحها. وأضاف أن عودة صالح لليمن أمر طبيعي لأنه رئيس البلاد المنتخب من الشعب صالح يدعو لهدنة وحوار دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الجمعة "إلى هدنه كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما، بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الاتفاق والوفاق بين كل الأطراف السياسية" في البلاد.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن صالح تأكيده أن "الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع ،وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن".وأضافت "سبأ" ان الرئيس اليمني، الذي عاد لبلاده فجر امس بعد رحلة علاج دامت ثلاثة أشهر ، سيوجه خطابا للشعب بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لثورة 26 سبتمبر. غير أن التقرير لم يحدد موعدا للخطاب.