بعد عودته المفاجئة أمس الجمعة الى صنعاء دعا الرئيس اليمني على عبد الله كافة أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني في السلطة والمعارضة إلى هدنة كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الاتفاق والوفاق بين كل الاطراف السياسية . وذكرت وكالة سبأ الرسمية ان صالح قال ان الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع ،وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن . وقالت ان صالح سيوجه خطابا هاما إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد ال49 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة. ولم يعلن مسبقاً عن موعد عودة صالح الذي كان يتلقى العلاج في المملكة منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وعلمت "الرياض" ان صالح عاد في الخامسة من صباح الجمعة وتم نقله بطائرة هيلوكبتر من مطار صنعاء الى دار الرئاسة. وكان صالح توجه للعلاج في الرياض في 4 يونيو الماضي اثر تعرضه لهجوم في قصره في صنعاء اصيب على اثره بجروح وحروق. وتاتي عودة صالح في وقت تشهد العاصمة صنعاء أعمال عنف منذ يوم الأحد حين فتحت القوات الموالية لصالح نيران أسلحتها الرشاشة على متظاهرين سلميين فقتلت عشرات وأصابت المئات، يتفجر بعدها الموقف العسكري بين قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح مع قوات الفرقة الاولى مدرع الموالية لثورة الشباب. وقصفت قوات صالح بالمدفعية منذ ساعات الفجر الأولى حي الحصبة شمال صنعاء حيث منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. وقالت مصادر في مكتب الاحمر ان القصف خلف قتيلان و21 جريحا. وسمع دوي الانفجارات والقصف في ارجاء من العاصمة اليمنية صنعاء منذ الساعات الأولى ليوم امس الجمعة . وتعرضت ساحة التغيير حيث يعصتم الالاف للطالبة برحيل صالح منذ فبراير الى قصف عنيف مساء الخميس وصباح الجمعة ادى الى سقوط عدد من الضحايا. وهزت انفجارات الجهة الجنوبية لساحة التغيير حيث تقاطع «كنتاكي» وشارع الزبيري في قلب العاصمة مع تجدد الاشتباكات بين قوات صالح وجنود من الفرقة الأولى المدرعة التي انضمت للثورة السلمية المطالبة بإسقاط نظام صالح. وقال متظاهرون ان قذيفة مدفعية او اثنتين أصابتا خلال الليل قبل الماضي الطرف الجنوبي لساحة التغيير متسببة في استشهاد شخص واحد. واسفرت اعمال العنف منذ الاحد عن مقتل اكثر من 100 شخص واصابة اكثر من 800 اخرين ، كثير منهم قتل واصيب برصاص قناصة. وتزامنت عودة صالح امس مع احتشاد مئات آلاف من اليمنيين الجمعة في عدة محافظات يمنية للتأكيد على مطلبهم بضرورة تنحي صالح في جمعة أطلقوا عليها اسم «واثقون بنصر الله». واعرب الشباب عن ان عودة صالح لا تمثل لهم شيئا وانهم سوف يحاكمونه. وتجمع مئات الالاف في تعز وفي صنعاء شيع مئات الالاف في ساحة الستين وهتفوا : "قولوا للشرق...قولو للغرب..عودة علي اعلان حرب." وقال احد الشباب :"عاد وان لم يعد لايعني لنا هذا أي شيء ...لكننا فرحون بعودة لانه سوف يحاكم ويعدم. الايام القادمة ستكون حاسمة." وشيع المحتجون في صنعاء 40 شخصا من الذين سقطوا خلال الايام الماضية . هذا فيما تجمع الالاف من انصار صالح في ميدان السبعين وعبروا عن فرحتهم بعودة صالح. كما شيعوا 21 من قتلى الحرس الجمهوري في المواجهات في صنعاء. من ناحية اخرى دعت الحكومة الالمانية الجمعة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى الموافقة على مرحلة انتقالية سلمية. واعلن مارتن شافر الناطق باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي ان برلين تدعو "الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكل الاطراف في اليمن الى المضي قدما في مفاوضات بهدف تجديد سياسي" في البلاد. واضاف ان المانيا تامل ان يوافق الرئيس علي عبد الله صالح على توصيات الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي حول مرحلة انتقالية وتخشى ان تتسبب عودته الى صنعاء في تصعيد العنف.