اربكت عطلة عيد الفطر المبارك عملية توزيع الشعير على المحطات وذلك في ظل تصاعد ازمة شح الشعير حيث كان من المرجح أن تستقبل محطات تعبئة الشعير المخصصة لخدمة مناطق المملكة 1275 شاحنة بدءا من يوم الثلاثاء الماضى وبشكل يومي لاحتواء الأزمة ، إلا أن موسم الاجازات وعطلة عيد الفطر أثر على سير عمليات التوزيع. وكان مصدر بوزارة المالية قد ذكر أن شهر شوال سيشهد استيراد «1.375.000» طن ، مبينا أن الاستيراد سيستمر خلال الأشهر القادمة بنفس الوتيرة وحسب احتياجات السوق المحلية من الشعير ، وقال إن تسع عشرة محطة تخدم المناطق بواقع محطة واحدة لكل منطقة حيث تم افتتاح أربع محطات تعبئة جديدة ذات سعات عالية في مدينة جدة ومحطة أخرى للتعبئة في منطقة الجموم بطريق مكة القديم، إلى جانب افتتاح محطتين جديدتين للتعبئة في مدينتي الدمام والجبيل بطاقة إنتاجية تتجاوز 750 ألف كيس شعير يوميا ، وتنتظر أسواق المنطقة الشرقية وصول سفينتين خلال الاسبوعين القادمين حيث أكد نعيم النعيم مدير عام ميناء الملك عبد العزيز بالدمام أن الميناء ينتظر وصول السفينتين وقال إن كل سفينة تحمل ما لا يقل عن 60 الف طن ، وأضاف ان الاثنين الماضى شهد وصول سفينة على متنها ما يزيد على 57700 طن ، وذلك فى إطار الكميات المحددة للمملكة خلال شهرى رمضان وشوال . ويعاني المتعاملون مع سوق الشعير من مربي المواشي من شح المعروض في السوق ويواجهون اتهاما لمورديه والتجار بالعمل على تخزين كميات بهدف التربح من ارتفاع أسعاره. وسجلت أسعار المواشي ارتفاعات كبيرة وصلت في بعض الأسواق إلى 80 بالمائة، وأعاد متعاملون في سوق الأغنام تلك الارتفاعات الى شح كميات الشعير بالاضافة لارتفاع الاسعار ، فيما أكد تجار أغنام ومتعهدو شعير أنهم قد يضطرون لتأجيل عقود باستيراد آلاف الرؤوس من الأغنام خلال الفترة القادمة وحتى انتهاء أزمة شح الشعير، مؤكدين أن الأزمة لا تزال تلقي بظلالها سلباً على سوق الأغنام وتجارته حتى بالرغم من التحركات التي قامت بها الجهات المختصة لاحتواء الأزمة. وقالوا إن الآلية التي وضعتها اللجنة المشكلة من المالية والبلديات والجهات الأمنية والمسئولة عن توزيع الشعير يشوبها الكثير من الأخطاء والتوزيع العشوائي وغير العادل، وأن هناك مستفيدين على حساب آخرين. ولفتوا إلى أن أزمة الشعير ما لم تحظَ بحلول عملية، فالمواشي خلال الفترة القادمة والتي ستشهد فيها طلباً كبيراً على الأغنام متمثلة في عيد الأضحى المبارك، ومع التمهل في الاستيراد خوفاً من أزمة الشعير، ستشهد ارتفاعات غير مسبوقة في أسعارها. وأرجع متخصصون في مجال الزراعة أسباب استهلاك المملكة العالي من الشعير إلى التوجه لشراء الشعير بديلاً لأنواع مختلفة من الأعلاف من بينها الذرة الصفراء، والتي يبلغ سعر الطن عالمياً 335 دولاراً للطن بينما يتراوح سعر الشعير ما بين 270 إلى 309 دولارات للطن. حيث تستهلك السوق السعودية بحسب متخصصين في المجال الزراعي 40 بالمائة من إنتاج الشعير عالميا ، وتبلغ كمية إنتاج الشعير المخصص للتصدير عالمياً 17 مليون طن تبلغ حصة السوق السعودية قرابة 7.5 مليون طن تم استهلاك 3.5 مليون طن خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2011م.