في الوقت تعاني فيه المناطق الجنوبية والغربية من شح كبير في الشعير، ما رفع الأسعار إلى 120 ريالاً للكيس، انفرجت أزمة الشعير في المنطقتين الوسطى والشرقية عقب ضخ كميات كبيرة في السوق منذ بداية عطلة عيد الفطر المبارك.وأكدت مصادر في سوق الشعير ل«الحياة»، أن أسعار الشعير في المنطقتين الوسطى والشرقية مستقرة عند مستوى 40 ريالاً للكيس الواحد، وهو السعر المحدد رسمياً، في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الأعلاف الأخرى بنحو 5 ريالات، لتستقر في حدود 45 ريالاً للكيس، مع توقعات بتراجعها إلى أقل من ذلك في حال استمرار توافر الشعير بالكميات الكبيرة الموجودة في السوق حالياً. وقال مربي الماشية في المنطقة الجنوبية عبدالرحمن بن محمد، إن معظم محافظات المنطقة الجنوبية لا يتوافر فيها الشعير، ما تسبب في ارتفاع سعر الكيس من 40 إلى 120 ريالاً، خصوصاً أن محطة التوزيع الواقعة في خميس مشيط تشهد ازدحاماً كبيراً، ولا نستطيع الحصول على أكثر من 20 كيساً في اليوم في حال توافر شاحنات، ما أسهم في وجود سوق سوداء رفعت الأسعار بشكل جنوني، في ظل طلب مرتفع من مختلف المحافظات في المنطقة. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الشعير تسبب في زيادة أسعار الأغنام إلى أكثر من 1600 ريال للخروف، ونحو 1200 ريال للتيس، خصوصاً أن المنطقة تشهد شحاً في الأغنام والشعير والأعلاف الأخرى. من جهته، قال تاجر الشعير عبدالله التويجري، إن «المناطق الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية تشهد منذ بدء عطلة عيد الفطر المبارك، ضخ كميات كبيرة من الشعير في السوق بمعدل 10 شاحنات يومياً، ما أدى إلى توافره بشكل كبير أسهم في استقرار السعر عند 40 ريالاً للكيس الواحد، وسط طلب محدود من مربي الماشية». ولفت الى أن شركة الراجحي هي الوحيدة التي تضخ تلك الكميات من الشعير في السوق، متوقعاً ان تستقر الأسعار خلال الفترة الحالية والفترة المقبلة، خصوصاً في ظل قيام عدد من تجار ومربي الماشية بتخزين كميات كبيرة أثناء أزمة الشعير في شهر رمضان، ما يعني أنهم لن يطلبوا كميات كبيرة خلال الفترة المقبلة. وأوضح التويجري في حديثه ل«الحياة»، أن هناك تخوفاً وترقباً كبيرين في السوق من الفترة المقبلة، «وهناك من يرى أن الأسعار ستتراجع، خصوصاً أن توافر الشعير أسهم في تراجع أسعار الأعلاف بأكثر من 5 ريالات للكيس الواحد، إذ وصل سعر كيس الأعلاف إلى 45 ريالاً، وبالتالي فإن الكثيرين يقومون بشراء الشعير بكميات محدودة». وتابع: «هناك من يرى أن أزمة الشعير ستعود، خصوصاً أن موسم الحج على الأبواب، ما سيرفع الطلب على الشعير في ظل زيادة الطلب على الأغنام، ومن المتوقع ارتفاع أسعارها بشكل كبير». وذكر بائع في سوق جنوبالرياض حسن السيد، أن «سوق الشعير تشهد توافر كميات كبيرة نستطيع من خلالها تلبية طلب أي شخص حتى وإن كان أكثر من 400 كيس دفعة واحدة، وبسعر 40 ريالاً للكيس الواحد»، مشيراً الى ان اسعار الاعلاف الأخرى تراجعت عقب توافر الشعير. ولفت الى انه يتم ضخ اكثر من 10 شاحنات يومياً، وليس هناك طلب كبير، ويوجد طلب بكميات محدودة، متوقعاً ان تستقر الاسعار، وتتوافر الكميات بشكل كبير. من ناحيته، قال محمد بن علي أحد مربي الماشية في الرياض، إن أسباب تصاعد أسعار المواشي والأغنام في مختلف مناطق المملكة يرجع إلى عوامل عدة، من أهمها ارتفاع أسعار الشعير والأعلاف، وقلة المعروض، وزيادة الطلب، إذ وصل سعر كيس الشعير في بعض المناطق إلى اكثر من 100 ريال. وشدد على أن عدداً من مربي الماشية قاموا خلال الفترة الماضية بتخزين كميات كبيرة من الشعير، تخوفاً من انفجار أزمة ثانية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً ان موسم الحج على الأبواب. وقال مدير مشروع شامل الخاص بتوزيع الشعير المهندس حمود عليثة الحربي، إنه توجد 19 محطة لتعبئة الشعير لخدمة مناطق المملكة، بطاقة إنتاجية تتجاوز 750 ألف كيس شعير يومياً، مشيراً إلى أن المشروع خصص محطة لخدمة كل منطقة من مناطق المملكة، وأن المحطات بدأت في استقبال 1275 شاحنة بداية من شهر شوال الجاري وبشكل يومي. ووفق مصدر مسؤول في وزارة المالية السعودية، فإن كميات الشعير المحدد وصولها لموانئ المملكة خلال شهري آب (أغسطس) الماضي وأيلول (سبتمبر) الجاري تتجاوز 2.7 مليون طن. وتستهلك السوق السعودية 40 في المئة من إنتاج الشعير عالمياً، وتبلغ كمية إنتاج الشعير المخصص للتصدير عالمياً العام الحالي 17 مليون طن، تبلغ حصة السوق السعودية منها قرابة 7.5 مليون طن، وتم استهلاك 3.5 مليون طن خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2011.