السؤال: أنا متزوجة ولدي طفلان أسكن مع زوجي ووالدته، مشكلتي أن زوجي يطيع والدته في كل ما تقول، ولا يعطيني رأيا في البيت، بل القرار الأول والأخير بيدها، حتى إنني تعبت نفسيا وذهبت لبيت أهلي، ولم يسأل عني طيلة سبعة أشهر، وكنت حينها أنجبت ابني الأول، ولم يرجعني إلا بعد موافقة والدته، والآن وبعد إنجابي لابني الثاني لم أستطع التحمل، بالرغم من معاملتي لها كأمي، فطلبت الطلاق فطلقني وأنا الآن لي أكثر من سنة في بيت أهلي، ولا يسأل عني إلا بإذن أمه، أعلم أن الحل أن أسكن لوحدي، ولكني لا أرضى لأمه البقاء لوحدها، وهي لا تريدني، فما الحل؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية أحب أن أشكر لك حرصك على أسرتك، وعلى زوجك الذي تحاولين الصلح معه، كما أحمد فيكِ حرصك على أم زوجك، ومعاملتك لها مثل أمك، ورفضك لتركها وحدها بعد كبر سنها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسخر لك من أبنائك أو أزواج أبنائك من يرعاك عند كبرك. المشكلة أنك بالرغم من حسن نواياك تجاه حماتك إلا أنها ترفض إقامتك معها، وزوجك يطيعها طاعة عمياء، ولقد تم طلاقك بسبب هذه المشكلة، وأنت الآن مطلقة وزوجك لا يزورك إلا بإذن من والدته. لم أستطع أن أفهم من كلامك نوع المشاكل التي تواجهك في التعامل مع حماتك، وهو ما أشرتِ إليه بقولك «لم أستطع التحمل»، ولا أفهم أيضاً لماذا تصرين على العيش معها رغم معاناتك، ورغم رفضها هي أيضاً لوجودك، فنحن لا يمكننا أن نُحسن إلى الناس برغم إرادتهم وبما نراه نحن موافقاً لنا، ولكننا عندما نريد أن نكرم شخصاً ما فإننا نفعل له ما يرضيه لا ما يرضينا. وبالرغم من هذا عليكِ أن تعلمي أن حل المشكلة ليس بيدك ... فأنتِ لا تستطيعين أن تجبري زوجك على الاستقلال والانفراد باتخاذ القرار، ومع ذلك إذا كان هناك إمكانية أن تسكنوا منفردين فهذا سيكون من الخطوات الإيجابية التي من شأنها تقليل الأضرار عليكِ وعلى أبنائك، وإن كان زوجك -على الأرجح- لن يستقل عن والدته حتى ولو سكن منفصلا عنها. عليكِ بالدعاء والاستغفار طوال الوقت، حتى يفرج الله كربك ويرفع البلاء عنكِ، وحاولي الاستعانة برجال من عائلتك ليحسموا معه مسألة إقامتك في سكن مستقل عن والدته، وحبذا لو كان الاتفاق على هذا الأمر في حضور رجال من عائلته، فإن لم توفقوا لقرار، فابدئي حياتك من جديد على أساس الأمر الواقع وهو أنك مطلقة وتقيمين في بيت أهلك.. وهذا ليس بعار.. ولكنه قدر.. عليكِ الاستعانة بالله في تربية أبنائك، وإذا جاءك شخص مناسب للزواج انظري إلى مصلحتك ومصلحة الأولاد واستخيري.. ثم اتخذي قرارك.