مازالت ازمة شح الشعير تلقي بظلالها على مدن ومحافظات الشرقية حيث بدأ يتوجب على مربي المواشي والطيور في الأحساء، الانخراط ضمن طوابير طويلة منذ ساعات الفجر الأولى أملا في الحصول على عدد من أكياس الشعير لا يصل عددها أصابع اليد الواحدة، بسبب عدم وفرة الشعير في السوق الذي يشهد أزمة، سبب معاناة يومية للمواطنين الذين يحاولون الحصول كمية تغطي الحد الأدنى على الأقل، لاحتياج مواشيهم من أغنام وإبل لمنتج الشعير الذي يعتبر الغذاء الرئيس لتلك المواشي، وتتواصل المعاناة في ظل أزمة تتصاعد باستمرار، عنوانها الكبير خلو الشعير من محطات البيع، بسبب الكمية المحدودة التي تصل من الميناء إلى السوق حيث لا يتجاوز عدد الحمولة 7 شاحنات وهذا العدد يعتبر ضئيلا، مقابل الطلبات اليومية في سوق الأحساء الكبير. يقول المواطن عبدالله الخالدي: الحصول على عدد قليل من أكياس الشعير، يكلفنا الانتظار ساعات طويلة والاصطفاف في طوابير يومية من أجل الحصول على هذا المنتج الذي أصبحت أهميته بالنسبة لمربي المواشي أهم من الذهب، وبدون مبالغة سئمنا تربية الأغنام بسبب هذه الأزمة التي لا نعرف أسبابها الحقيقية، ورغم الدعم الحكومي الكبير، لكن لم نر أي تغيير في واقع السوق، وشح الشعير مستمر في محطات البيع، مشيرا الى انه لا يمكن أن تستمر هذه الظروف التي أنهكت المواطن ويجب على الجهات المختصة بذل المزيد من الجهود للقضاء على هذه المشكلة، التي ستؤثر سلبا على تربية المواشي في المحافظة. بينما اشتكى محمد عبدالله من واقع السوق، مشيرا إلى أن الكميات التي تصل إلى السوق محدودة، ولا تكفي مواشي المحافظة، خصوصا أن الأحساء تتميز بوفرة كبيرة في الثروة الحيوانية وتحتاج إلى عدد كبير من الشاحنات، مطالبا بمضاعفة الكميات الواردة من الميناء، وشدد على أن الكمية التي يحصل عليها أصحاب المواشي في الأحساء، لا تغطي سوى 30 بالمائة من الاحتياج الفعلي لحظائر الماشية. ويرى بوفهد أحد مربي الماشية أزمة الشعير التي تضرب الأسواق سواء في الأحساء وخارجها سببها طمع الموردين الذين همهم الربح على حساب المربين، الذين يتعرضون لخسائر فادحة، منتظرين حلولا جذرية لشح الشعير، متسائلا كيف تستمر الأزمة، بالرغم من أننا نسمع عن وصول آلاف من أطنان الشعير إلى موانئ المملكة لدعم سوق الأعلاف المحلية، وهي كميات كبيرة وتكفي الاحتياج الطبيعي في السوق.