شهد عدد من محافظات المنطقة الشرقية نقصاً حاداً في الشعير، دفع بعشرات من مربي الماشية إلى الاصطفاف في طوابير طويلة للحصول على الشعير من الموزعين، على رغم حرارة الجو في نهار شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي أشار فيه رئيس لجنة مراقبة الأسواق في محافظة النعيرية بندر السبيعي إلى وجود تلاعب من الأشخاص لأخذ أكثر من حصصهم بطرق مختلفة. وأكد أحد مربي الماشية أن محافظات الخفجي والنعيرية وقرية العليا والمراكز والهجر المجاورة لها تشهد منذ بداية شهر رمضان وقوفهم في مركباتهم طوابير في سوق الشعير (نقاط البيع)، انتظاراً للحصول على 5 أو 10 أكياس من الشعير، لا تكفي مواشيهم إلا لنصف يوم، والبعض لا يكفيه هذا العدد لوجبة واحدة، بسبب وجود أعداد كبيرة من المواشي لديه، بينما هو بحاجة إلى 20 أو 25 كيساً من الشعير يومياً. وأشاروا إلى أن المتعهدين تكفلوا بتوفير كميات كبيرة للسوق تتجاوز 20 شاحنة يومياً لمحافظة النعيرية، إلا أن الواقع يختلف، إذ لا توجد سوى 8 شاحنات فقط، وبعض الأيام شاحنتان فقط، وأوضحوا أنه لم تصل السوق إلا شاحنتان فقط أول من أمس، أما في محافظتي الخفجي وقرية العليا فعاشتا شحاً في الشعير، ولا تصلهم شاحنات في أغلب الأيام. وذكر سعود سعد (صاحب مواش من محافظة الخفجي) أنه منذ أسبوعين لم تصلهم إلا شاحنتان فقط كانتا يومي الخميس والسبت الماضيين، وتم توزيع 5 أكياس فقط على كل شخص، والبعض لم يصله الدور لكثرة المواطنين، وفي محافظة قرية العليا، أشار محمد المطيري (صاحب مواش) الى أن الشعير شحيح منذ أسبوعين في المحافظة، «ويجد أصحاب المواشي معاناة كبيرة في تغذية مواشيهم، تضاعفها حال القحط التي تعيشها الصحراء هذا العام، بسبب قلة الأمطار، وعدم وجود أشجار تتغذى عليها المواشي يسد جوعها»، مضيفاً: «لا يحصل أصحاب المواشي على الكمية التي تكفيهم من الشعير». وفي محافظة النعيرية، قال رئيس لجنة مراقبة الأسواق في المحافظة بندر السبيعي، إن أزمة الشعير في المحافظة ستنتهي، مبيناً أن متعهد الشعير التزم بتوريد 22 شاحنة يومياً إلى النعيرية اعتباراً من الأسبوع الماضي وقال: «أخذنا وعداً قاطعاً من المتعهد بأنه لن يتأخر في تأمين العدد المطلوب وهو 22 شاحنة كل يوم». وأضاف كان من المقرر أن يبدأ وصول الشاحنات اعتباراً من الثلثاء الماضي، ولكن عطلاً في سير التحميل في المصنع أخر وصول الشعير بالكميات المطلوبة وهي 22 شاحنة. وعزا التزاحم الحاصل في توزيع الشعير إلى عشوائية تجمهر المواطنين، وعدم التزامهم بالنظام، وكذلك التلاعب من البعض، إذ يلجأون إلى حيل للحصول على أكثر من نصيبهم، ومنها إحضار أكثر من سيارة لأولاده وأقاربه، أو يحمل سيارته بالشعير ويذهب لإفراغها في مستودعه ثم يعود إلى الوقوف من جديد وقال: «تنبهنا إلى بعض هذه الحيل، ولكننا نقف عاجزين عن منع حيل أخرى لعدم معرفتنا بها». إلا أن مواطنين أشاروا إلى «أنهم يجدون معاناة بسبب وقوفهم تحت أشعة الشمس، وأغلبهم من كبار السن وهم صائمون، وبعضهم يفطر على الماء فقط عند نقاط بيع الشعير، خوفاً من وصول شاحنة الشعير وهو غير موجود»، وأبدى بعضهم تذمرهم من دخول بعض السيارات على الطوابير بعيداً عن أعين رجال الأمن، ما يحرمهم من الدور، كما أن البعض يتحايل على الطوابير بطرق مختلفة، ليكون في المقدمة.وقال فهد العازمي: «بعض ممن يقف في الطوابير ليست لديهم مواش، ولكنهم يبيعون الشعير بفارق السعر، أو يقومون بتخزينه في مستودعات، ويفاوضون أصحاب المواشي عليها بسعر مرتفع يصل إلى 60 ريالاً للكيس الواحد وأكثر من ذلك». وأوضح أن بعض المتعهدين في المحافظات والهجر والمراكز يقومون ببيع الحمولة المخصصة للمواطنين للمراكز خارج المواقع المخصصة للبيع وبفارق سعر مغر، والبعض منهم يبيعها في المزارع لمواطنين يتفقون معهم بمبلغ يصل إلى 60 ريالاً للكيس، ما يدفع مربي المواشي في تلك المراكز إلى محاولة الحصول على الشعير من محافظات ومراكز أخرى، وتحمل معاناة النقل، ومزاحمة مربي الماشية في المناطق الأخرى، وتشهد نقاط البيع في محافظة النعيرية توافد العشرات من مشتري الشعير من محافظات ومراكز أخرى، يقومون بالوقوف في طوابير للحصول على كميات من الشعير لمواشيهم.