عاودت أزمة الشعير الظهور في أسواق المناطق السعودية، ما تسبب في نشوء سوق سوداء رفعت سعر الكيس في الرياض من 40 ريالاً إلى 60، وفي بعض المناطق الأخرى إلى 70 ريالاً، في ظل طلب مرتفع على كميات محدودة في السوق. وطالب عدد من مربي الماشية والمواطنين بتكثيف الرقابة خارج سوق جنوبالرياض حيث تشكلت طوابير أمام مكان التوزيع، خصوصاً ان الناس حضروا بعدما وصلت شاحنات كبيرة محملة شعيراً لتوزيعها على المستهلكين. وأشار تاجر الشعير عبدالله التويجري، الى ان في سوق الرياض أكثر من 30 شاحنة كبيرة محملة شعيراً، يتم توزيعه بمعدل 20 كيساً لكل مستفيد، وب40 ريالاً للكيس. وأشار إلى «ازدحام كبير في مقر السوق جنوبالرياض حيث تتجاوز الطوابير الكيلومتر وسط رقابة رجال الأمن وتنظيمهم». وتحدث عن سوق سوداء «يبلغ سعر الكيس فيها 70 ريالاً، نظراً إلى الطلب الكبير، إضافة الى تخوف عدد كبير من مربي الماشية من انقطاع الشعير من السوق، فيلجأون الى دفع مبالغ طائلة لتوفير كميات كبيرة من الشعير تكفي مواشيهم لمدة طويلة». وأكد التويجري ان «هناك تخوفاً كبيراً لدى مربي الماشية، من تجدد الأزمة التي حدثت قبل 10 أيام حين فقد الشعير من السوق»، معتبراً أن «الكثير من أزمات الشعير مفتعل ويمتد في بعض الأحيان أسبوعين ريثما تؤمن كميات محدودة في السوق، ما انعكس سلباً على اسعار البرسيم، الذي ارتفع خلال تلك المدة من 12 ريالاً للبنة الواحدة إلى نحو 22 ريالاً». الطلب في رمضان وتابع: «وجود سوق سوداء سيكون له أثر كبير على أسعار أغنام الذبح، إذ من المتوقع مع بداية شهر رمضان وفي ظل ارتفاع الطلب على اللحوم، ان ترتفع الأسعار بشدة، خصوصاً أن المؤشرات تؤكد أن أسعار اللحوم المثلجة سترتفع». وزاد: «الحل لأزمة الشعير التي تضرب السوق من وقت لآخر، هو فتح السوق لمستوردين جدد، ما سيساهم في كسر الاحتكار ووجود منافسة حرة يتم من خلالها توفير الشعير بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة». وقال تاجر الاغنام محمد بن علي: «السوق تشهد أزمة وشحّاً كبيراً من فترة الى أخرى، في وقت يقوم الكثير من المستفيدين من تلك الأزمة بشراء كميات، ثم يذهبون بعيداً عن أعين الرقابة، مستغلين شح السوق، ويبيعونها بأسعار تصل الى 70 ريالاً للكيس الواحد». وأكد أن «شح الشعير يتسبب بمشكلة كبيرة لناحية ضعف الأغنام وهزالها إلى درجة جعلت الكثيرين يحجمون عن الشراء»، مطالباً ب «تكثيف الرقابة الميدانية خارج سوق الشعير والأعلاف وتنظيم جولات تفتيشية في الأماكن التي تنتشر فيها السوق السوداء، والتي تستغل المواطنين ومربي الماشية، في ظل الحاجة الماسة الى الشعير». في المقابل، قال أحد كبار موردي الشعير (رفض ذكر اسمه) اثناء وجوده في السوق جنوبالرياض: «الشعير يستورد حالياً عن طريق ميناء جدة، وسيتوفر خلال الأيام المقبلة بكميات كبيرة تغطي معظم المناطق»، مؤكداً أن «السوق ستهشد استقراراً كبيراً، سواء في الاسعار أم في الكميات التي تلبي طلبات مربي الماشية، ولن تكون هناك أزمة، خصوصاً أن في ميناء جدة كميات كبيرة تكفي لشهور». ويقول رئيس «المشروع الشامل لتوزيع الشعير» حمود الحربي: «سيتمّ خلال المرحلة المقبلة إعداد «البرنامج الشامل للإمداد المكثف للشعير» يتم من خلاله اعتماد عدد من المتعهدين ذوي كفاءة وقدرة، إضافة الى المتعهدين والجمعيات السابقة، لإيصال الشعير الى كل المناطق، خصوصاً حيث تتوافر أعداد كبيرة من الماشية بهدف تغطيتها وتلبية متطلباتها». وأشار الى أنه «سيتم من خلال هذا البرنامج توفير الشعير بكميات كبيرة في الأسواق»، مطمئناً المستهلكين الى أن «المرحلة المقبلة ستشهد ضخ أكثر من 2.7 مليون طن في السوق من خلال موانئ المملكة المختلفة»، موكداً ان «دخول هذه الكميات واعتماد البرنامج، سيقضيان على السوق السوداء وعلى كل السلبيات التي تشهدها السوق من فترة الى أخرى». وتشير التقارير الى ان كميات الشعير المستورد إلى المملكة تقدر بنحو سبعة ملايين طن سنوياً، وتقدم الدولة إعانة للمستوردين بهدف دعم مشاريع تربية المواشي.