تستمر معاناة مربي الماشية في المنطقة الشرقية مع أزمة الشعير التي دفعتهم إلى الوقوف في طوابير طويلة بشكل يومي للحصول على حصص محدودة من أكياس الشعير، فيما تم تقليص حصص المناطق من الشاحنات، دون سابق إنذار، وسط شكاوى من نقص حاد قد يؤدي إلى نفوق أعداد من الأغنام. وزادت أزمة الشعير في النعيرية حدة بعدما قلصت وزارة المالية عدد الشاحنات المخصصة لها إلى ثلاث شاحنات بدلاً من 22 شاحنة، ولم تصل إلى المحافظة خلال اليومين الماضيين سوى ثلاث شاحنات فقط، فيما وصلت طوابير السيارات المنتظرة إلى نحو كيلومترين، ويمتد أكثر من ذلك عند ورود أنباء للرعاة عن وصول شحنات من الشعير. وقام عشرات من الرعاة بتقديم شكوى للمحافظة في شأن تأخير الشعير وتقليص حصته، مطالبين بإبقاء المتعهد السابق في النعيرية بنفس الكمية المخصصة سابقاً، وهي 22 شاحنة يومياً، مستغربين قرار التقليص الذي قالوا إنه لا يكفي النعيرية و36 مركزاً وهجرة وقرية جميع ساكنيها لديهم مواشٍ من أبل وأغنام. وقال المواطن سعود العتيبي: «الحصول على عدد قليل من أكياس الشعير يكلفنا الانتظار ساعات طويلة بل يوماً أو أكثر، والاصطفاف في طابور يومي طويل من أجل الحصول على كمية بسيطة من الشعير الذي أصبح الشغل الشاغل لمربي الماشية، وأهم من كل أمر آخر». وأوضح المواطن محمد العازمي أن «أكثر من 300 سيارة تقف في طابور طويل، وعندما يسمع المواطنون أن هنالك شعيراً قادماً يرتفع العدد بسرعة»، مضيفاً أن «من يقف في طابور الانتظار هم من أهل المحافظة ومن محافظات أخرى وهجر ومراكز تابعة للنعيرية». وأشار المواطن حمد العجمي إلى أن الوضع في محافظة النعيرية خلال الأسابيع الماضية كان أفضل من المحافظات الأخرى في المنطقة الشرقية، وكان التوزيع ووصول شاحنات الشعير يتم بصورة يومية في المحافظة، والكل يصله الدور ويحصل على عدد جيد من الأكياس، ولكن منذ نهاية الأسبوع الماضي، وبعد توقف المتعهد عن المحافظة لم يصل للنعيرية سوى أربع شاحنات، ويبقى المواطنون في انتظار طويل، وأرهقتهم حرارة الجو في شهر رمضان، وأصابهم العطش والجوع، وآذتهم حرارة الشمس، ويضيف: «نطالب بإعادة المتعهد السابق، وصرف الحمولة المخصصة له لتفريغها في النعيرية، وهي 22 شاحنة يومياً». من جانبه، أوضح رئيس لجان مراقبة الأسواق في محافظة النعيرية بندر السبيعي أن أزمة الشعير الحالية بسبب تقليص عدد الشاحنات المخصصة للنعيرية إلى ثلاث شاحنات بدلاً من 22 شاحنة، والذي خصصته وزارة المالية وشركة الحقوق القابضة (شركة الراجحي) لشركة الغدران، مضيفاً أن ثلاث شاحنات لا تكفي للنعيرية والمراكز التابعة لها، والتي تقدر بأكثر من 36 مركزاً وهجرة وقرية جميع ساكنيها من مربي الماشية، ولا تكفيهم خمسة أكياس يومياً، وطابور السيارات في الموقع أصبح أسوأ مما كان عليه في الأسابيع الماضية، ويصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 500 سيارة؛ لعدم وصول العدد الكافي لهم من الشعير. وقال: «مستعد لتوزيع 20 شاحنة في ثلاث ساعات، لو اعتمد عدد الشاحنات السابقة»، وأضاف: «مجموعة من المواطنين تقدموا للمحافظة مسجلين أسماءهم وسجل هوياتهم الوطنية مطالبين بإعادة المتعهد السابق وبنفس كمية الشعير 22 شاحنة يومياً، ويقدر عدد المواطنين الذين قيدوا أسماءهم بأكثر من 170 مواطناً». وفي حفر الباطن، بدأت الجهات المعنية إجراءات لضبط عمليات توزيع الشعير، من خلال وضع آلية جديدة لتوزيع الحصص على مربي الماشية تعتمد على نقطتي توزيع تم فصل السيارات الكبيرة والشاحنات في نقطة خاصة، والنقطة الأخرى تخص السيارات الصغيرة التي لا تتعدى حمولاتها 25 كيساً في محاولة منها للقضاء على الزحام والفوضى التي عمت السوق خلال الأيام الماضية. من جانبه، أكد مدير فرع الزراعة في حفر الباطن محمد الأسمري أن «سوق حفر الباطن لا تزال تعاني من شح في المعروض، ولا تزال الكميات التي تصل إليها قليلة جداً، وقد تم الرفع إلى كل الجهات المعنية لطلب توفير الكميات المناسبة؛ إذ تحتاج سوق حفر الباطن إلى140 شاحنة يومياً لمدة عشرة أيام للقضاء على العجز الحاصل في السوق، ثم يعود عدد الشاحنات بشكل تدريجي إلى 60 شاحنة يومياً لسد حاجة السوق فعلياً»، مضيفا أن «مربي الماشية، وخصوصاً الأغنام، يعتمدون على الشعير بنسبة 100 في المئة، في ظل عدم وجود المراعي بالمنطقة، وتصل نسبة الأغنام في حفر الباطن إلى 47 في المئة من إجمالي عددها في المملكة».