كانت مشاعر أبناء الشعب ومشاعر أهلنا في سوريا في حالة اغتباط وسعادة كبيرة إثر خطاب المليك بإعلان الموقف الواجب تاريخياً ضد النظام الإرهابي في دمشق الفاقد للشرعية ومذابحه الدموية التي صدّرته كأكثر نظام دموي هزّ ضمير العالم في الألفية الثالثة، وهي مبادرة أتت ضمن الواجب الإنساني والعروبي والإسلامي والوطني للمملكة وأيضاً في سياق خطابات ومواقف عرفها الشعب للمليك في مناسبات مختلفة تلاقى فيها «رعاه الله» مع مشاعر الرأي العام العربي. ومن المهم هنا أن نُذكّر كلا الصعيدين الرسمي والشعبي بأن هذا الخطاب يوجب علينا التزامات ضرورية لتحقيق نصرة تنفيذية لشعبنا العظيم في سوريا الذي سجّل أكثر واكبر مواقف الفداء والتضحية والوطنية والتضامن لتحقيق حريته المنشودة وإقامة دولته المدنية العادلة القائمة على ثوابت الشعب الديمقراطية والعربية والإسلامية.. لقد أتت كلمة الملك في زمن أدرك العالم أنّ هذه الثورة العظيمة إنما تعتمد على الله وحده، ثم موقف كل نبيل شريف يدعم استقلالها وقوتها الذاتية ومشروعها الوطني.. ولقد أثبتت الثورة العظيمة قوة تضامنها الوطني وصلابتها الفكرية وعدالتها الاجتماعية مع كل الطوائف حين أفشلت كل مخططات النظام وحلفائه الإيرانيين بتحويل القضية إلى صراع طائفي مزعوم ضُخ لأجل إشعاله آلاف الشبيحة الإرهابيين فهزمهم الشعب وكل الدعايات الطائفية البغيضة. إننا ننطلق في ثقافتنا وموقفنا من إيماننا بأن هذا المشروع استحقاق مدني صرف لهذا الشعب العظيم الذي حوصر طوال خمسة عقود تحت حكم هذا النظام الإرهابي، وان مطلب التغيير إنما ينطلق من حق الحياة والحرية والكرامة لأهلنا في سوريا الذين ذُبح منهم أكثر من ألفي شهيد وثلاثة آلاف مفقود مرجّح إعدامهم بحسب تجربة حماة الأولى، وعشرات الآلاف من الإصابات وتجاوز عدد المعتقلين مائة ألف فضلاً عن قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت بالسلاح الثقيل على أهلها وهم صائمون لا لشيء إلا لحركة حرية حقوقية أمام نظام قمعي مجرم طالبت بحق الشعب في الحياة فكان جزاؤها القتل والتنكيل. من المهم هنا أن نُذكّر كلا الصعيدين الرسمي والشعبي بأن هذا الخطاب يوجب علينا التزامات ضرورية لتحقيق نصرة تنفيذية لشعبنا العظيم في سوريا الذي سجّل أكثر واكبر مواقف الفداء والتضحية والوطنية والتضامن لتحقيق حريته المنشودة وإقامة دولته المدنية العادلة القائمة على ثوابت الشعب الديمقراطية والعربية والإسلامية. إن أمامنا مسئولية كبيرة لتحقيق البعد التنفيذي لخطاب المليك من خلال المبادئ الراسخة لعروبتنا وإسلامنا وإيماننا بحق الشعب العظيم في اختيار دولته القادمة بحسب وحدته الوطنية وقيادته الشرعية المتمثلة باتحاد التنسيقيات العام للثورة السورية ومن يمثّلها في معارضة الخارج، وهذا يقتضي تحوّل أجهزة الاختصاص في المملكة مع إسناد من فريق المتطوّعين إلى حراك إغاثة ليس لمن هم في مخيمات للاجئين فقط لكن عبر الحدود ومن خلال ضغط المملكة والتنسيق مع الأممالمتحدة لإدخال المساعدات العينية لهم وإجبار النظام على رفع الحصار ببذل كل محاولة لتحقيق هذا الإنقاذ العاجل. كما أنّ الموقف يحتاج إلى إسناد سياسي متوازن يُنسّق مع الأشقاء الأتراك بحيث يُبعد التدخل الدولي العسكري ويستغنى عنه بفتح الحدود التركية الطويلة للإسناد اللوجستي والإغاثي للشعب السوري، والاتحاد السعودي التركي الذي يعتمد ثلاث قواعد رئيسية وهي ضمان دعم الشعب السوري ووقف المذابح ضده وضمان عدم تدخّل الإطار الدولي عسكرياً والتنسيق معه لإسقاط شرعية النظام وضمان فسح المجال أمام قيادة الشعب السوري لتداول مستقبل المرحلة الانتقالية فإن ذلك المنهج هو الطريق المهم جداً للدولتين لإنقاذ سوريا وشعبها وعزل أي إرادة ترغب في استثمار الأحداث إقليمياً أو دولياً لتصفيات أخرى لحساباته الخاصة. ومع تحقيق وسائلنا الإعلامية هدف خطاب المليك بتغطية الأحداث ونقل آراء ممثلي الشعب وقيادته الشرعية الجديدة في اتحاد التنسيقيات للعالم نحقق بذلك نقلة مهمة لدعم الشعب السوري الأعزل أمام الحملة الوحشية ونساهم في إيجاد توازن مهم لانتصار الثورة السورية في إطارها المدني السلمي الوحدوي وبيتها العربي، حينها ستكتمل المهمة ويُشرق فجر الشام الجديد يصلي على شهدائها ويعود بسوريا الحرة عربياً في أجمل دورات الربيع.