40 جولة لتعطير وتطييب المسجد النبوي    السعودية للاستثمار الجريء تستثمر في صندوق ارتال لفرص النمو    المملكة تؤكد التزامها بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأهمية التنفيذ الكامل لها    تركي آل الشيخ و«TKO» يعلنان عن إطلاق منظمة جديدة للملاكمة    نيوم يبتعد بصدارة دوري يلو والعدالة يطارده    «بدجت» راعياً لإفطار الصائمين عند الإشارات المرورية للحد من الحوادث قبيل إفطار رمضان    الحرمان الشريفان يفتحان أبواب الاعتكاف إلكترونيًا    أمير المدينة المنورة يشارك رجال الأمن إفطارهم في ساحة المسجد النبوي    كيف نتناول الأدوية في رمضان؟    محافظ الخرج يشارك رجال الأمن الإفطار في الميدان    منظومة إنسانية وإغاثية تقدمها المملكة في شتى بقاع الأرض    "مشروع الأمير محمد بن سلمان" يجدد مسجد القلعة    أميركا توقف تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا    النفط يستقر مع ترقب السوق لزيادة إنتاج أوبك+ والرسوم الجمركية    نائب أمير الشرقية يستعرض مبادرات تأهيل الشباب والشابات    جمعية إنماء الأسرية بفيفاء بجازان تطلق باقة برامج رمضانية متنوعة    ولي العهد يهنئ كريستيان شتوكر بتشكيل الحكومة النمساوية وأداء اليمين    فيصل بن مشعل يستقبل محافظ الأسياح ويتسلم التقرير الختامي لمهرجان الصقور    كيف حوَّل روكو فورتي شكل قطاع الضيافة الفاخرة بعد سقوط إمبراطورية عائلته؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تدعو المنشآت الخاضعة للضريبة لتقديم نماذج الاستقطاع الضريبية لشهر فبراير    الفالح: «تسويق الاستثمار» يحفز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر    رئيس البرلمان العربي يشيد بمخرجات القمة العربية    لأول مرة طالبة من تعليم الطائف تتأهل إلى مسابقة آيسف على مستوى المملكة    «الأسمري» نائباً لرئيس الرقمنة وذكاء الأعمال    المظالم يطلق مبادئ وأحكام باللغة الصينية    غرفة تبوك تدعو رجال وسيدات الأعمال بالمنطقة لافتتاح ديوانية الغرفة    فقيه للرعاية الصحية تحقق إيرادات 2.8 مليار ريال في العام المالي 2024 بنمو بنسبة 20% وتسجل صافي ربح عائد 287.6 مليون ريال    ولي العهد مترئساً مجلس الوزراء: نعتز بخدمة الحرمين    حائل: القبض على مرتكبي واقعة تصادم بين مركبتين لخلاف بينهما    14 دبلوماً لتعزيز مهارات أفراد العدالة    في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.. ليفربول ضيفًا على باريس    40 ألفاً أُجبروا على النزوح.. 28 شهيدًا منذ بدء الاحتلال عدوانه على جنين    وزير الدفاع ونظيره السلوفاكي يناقشان المستجدات الدولية    طارق طلبة مديراً لمكتب «عكاظ» بالقاهرة    تكريم الفائزين بمسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن    تأكيد بسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية    الشرع ورئيس المجلس الأوروبي يبحثان سبل دعم سوريا    في ذهاب ربع نهائي آسيا 2.. التعاون يعود بتعادل ثمين من ميدان تراكتور    5 نصائح لضبط أعصابك في العمل    ولادة طفل بريطاني بعين واحدة    وفاة" الذراع الذهبية" منقذ ملايين الأطفال    الشرقية تحصد خمس جوائز في مسابقة خادم الحرمين لتحفيظ القرآن الكريم في دورتها ال 26    انطلاق موسم القادسية الرمضاني.. وجوائز مالية ضخمة تنتظر الفائزين    ديربي مدريد «ملكي»    الأهلي يهزم الريان ويرفع الراس    أوكرانيا في مأزق بعد تعليق المساعدات الأمريكية    أمير جازان يستقبل منسوبي الأمارة المهنئين بشهر رمضان    الفلسفة في ظل التحولات قصة إعمار وإلهام وطنية    سفرة رمضانية في مناوبة ليلية    الحكومة اليمنية: تصنيف الحوثي إرهابياً خطوة مهمة لمواجهة التهديدات    الحقيقة !    التسامح.. سمة سعودية !    «الشؤون الإسلامية» تقيم مأدبة إفطار للصائمين بالجبل الأسود    سماء العُلا يعود في أبريل    4 ملايين فحص لنقل الدم بالمناطق    وزير الدفاع يبحث مع نظيره السلوفاكي المستجدات    محافظ الطائف يشارك قادة ومنسوبي القطاعات الأمنية بالمحافظة الإفطار الرمضاني    أبٌ يتنازل عن قاتل ابنه بعد دفنه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«طاش».. برنامج فكاهي أم منبر فكري؟!
نشر في اليوم يوم 04 - 08 - 2011

يبدو ان مسلسل «طاش» والقائمين عليه في جعبتهم الكثير هذا العام.. فمنذ اول حلقات مسلسل «التعايش»، بدأ المسلسل في طرح القضايا التي عُرف بتناوله لها في المواسم الاخيرة والتي كانت وما زالت وستظل مثاراً للجدل.
تطرح الحلقة الاولى من المسلسل فكرة رائجة في الساحة الاجتماعية والثقافية والفكرية مفادها ان المجتمع منقسم الى فريقين: فريق محافظ يرفض كل اشكال التقدّم والاصلاح، وفريق يسمى «ليبراليا» لا يرى في افكار الفريق الاول سوى التخلف والجمود، ولكل من هذين الفريقين اعوانه ومحازبوه. وبعد خلاف فشجار بين ابني العم بطلي الحلقة، وجد طريقه الى المحاكم ثم الى السجن انتهى الامر بعد مراجعات عميقة من كلا الفريقين لأطروحاته الى التراضي و»التعايش» وقبول كلا الفريقين بالآخر تماماً كما هو عنوان الحلقة.
هناك تساؤل كبير يتلخص في استئثار «طاش» بمناقشة القضايا الفكرية والاجتماعية الكبرى. لا مانع بطبيعة الحال في ان يناقش المسلسل هذه القضايا من باب الفكاهة في اسلوب بنّاء. لكن تناول القضايا الاجتماعية والفكرية الجادة بأسلوب فكاهي قد يرى فيه البعض تبسيطاً للامور او تسمية لأشياء بغير مسمّياتها، وهو ما يتسبّب في النهاية الى اساءة فهم هدف البرنامج.
يجد مشاهدو «طاش» انفسهم امام طرح مشكلة جادة في المجتمع تصاغ بأسلوب فكاهي ويتساءلون: هل الكوميديا في شهر رمضان المبارك هي المكان والتوقيت المناسب لمناقشة هذه القضايا؟ لماذا تسكت جميع الفضائيات طول العام عن جدية مثل هذه الطروحات ثم تثار في «طاش» في كل شهر من رمضان ويدور حولها الجدل، ثم لا يلبث هذا الجدل ان يخبو ليعود من جديد في العام القادم وهكذا؟ لقد ارتبط «طاش» الى درجة كبيرة في اذهان البعض بأنه حلبة صراع بين «المحافظين» و»الليبراليين» تماماً، كما يصوّر البرنامج الواقع الاجتماعي المحلي.
لماذا تسكت جميع الفضائيات طول العام عن جدية مثل هذه الطروحات ثم تثار في «طاش» في كل شهر من رمضان ويدور حولها الجدل، ثم لا يلبث هذا الجدل ان يخبو ليعود من جديد في العام القادم وهكذا؟ لقد ارتبط «طاش» الى درجة كبيرة في اذهان البعض بأنه حلبة صراع بين «المحافظين» و»الليبراليين» تماماً، كما يصوّر البرنامج الواقع الاجتماعي المحلي. كيف يمكن لنا تعريف «المحافظة» في السعودية وكيف يمكن لنا تعريف «الليبرالية»؟.كيف يمكن لنا تعريف «المحافظة» في السعودية وكيف يمكن لنا تعريف «الليبرالية»؟. المصطلحات المستخدمة لتوصيف هذا الفريق او ذاك اقل ما يقال عنها انها قد استنزفت وهي مصطلحات مستوردة لا تنطبق على المجتمع بالضرورة، مما ينفي عنها صفة العلمية. انها مجرد ترديد صوتي لما يسمعه كل فريق عن الآخر. ان كل نقد وفكر اصيل يجب ان ينحت مصطلحاته ومفرداته الخاصة به من وسط مجتمعه وبأدواته الفكرية ومن خضمّ الصيرورة والآليات ومخاض تطوّر المجتمع التي ينهجها. تنميط الشخصيات وافكارها والحكم عليها سلفاً هي احدى اهم المعضلات التي تقف حجر عثرة امام التطوّر الفكري والاجتماعي والثقافي الجاد، تماماً كما ورد في نهاية الحلقة.
التساؤل الآخر الكبير الذي يتبع التساؤل الاول هو في ان المواضيع التي يطرحها البرنامج غائبة او تكاد عن النقاش الجاد البناء في الاروقة التي من المفترض فيها ان تحتضن هذه القضايا والنقاشات.. فالفوائد المرجوة البعيدة المدى للبرنامج اعلامياً ليست في انتشاره الجماهيري ولا في كوميديا البرنامج ونجومية أبطاله وانما في مضمونه الفكري، وهنا يتساءل المرء: اين مثقفونا عن مناقشة هذه القضايا في اجواء هادئة ذات لغة علمية راقية وذات اهداف بناءة للحوار. بالرغم من جدية اطروحات برامج الحوارات الوطنية المتعاقبة وشموليتها واصالتها، إلا ان ارتباطها بالبيروقراطية والصبغة الرسمية التي تهيمن عليها يجعل نتائجها اقرب الى الارشيف منها الى التطبيق.
احد الجوانب وثيقة الصلة بهذا الموضوع تتمثل في انتشار الوسائط المرئية والمسموعة فالتلفاز جهاز لا يقاوم، وهو كما اثبتت الدراسات الاجتماعية الحديثة ابلغ اثراً من وسائل الاعلام التقليدية. امام هذا الواقع يصبح من السهل تماماً على البرامج الفكاهية مثل «طاش» ان تحمل رسائل ثقافية بغض النظر عن مضمونها.
ومما زاد الطين بلة ان الثقافة الجادة التي يحتاجها المجتمع ليتطوّر بحاجة الى قراءة وتقصٍّ وبحث في مصادر العلم والمعرفة والثقافة من منابعها الاصلية وهي امور اصبحت نادرة او تكاد في عالم اليوم السريع الصاخب.
«طاش»مسلسل فكاهي وهوعلامة تجارية ناجحة، لكن تصدّيه للقضايا الفكرية قد يجلب عليه – كما حصل في السنوات الاخيرة – احتجاجات هو في غنى عنها. بطبيعة الحال فإن الجانب الفكاهي للبرنامج وعفوية شخصياته وقربها من روح ووجدان المجتمع جعل منه اداة توصيل لكثير من الافكار التي يعجز المثقفون والمفكّرون والكتاب وصناع الرأي عن توصيلها الى الناس.
ويجب ان يظل البرنامج فكاهياً شريطة عدم تحميله اكثر من طاقته. وعلى كل من يتخذ موقفاً ايجابياً أو سلبياً منه أن يتذكر ان البرنامج فكاهي في الاساس الهدف منه خلق اجواء فكاهية لفترة قصيرة جداً من وقت الفضائيات التي ما انفكت اخبار القتل والجوع والكوارث في اراضي العرب تغيب عنها لحظة واحدة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.