افادت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا الاربعاء ان اكثر من 22 مدنياً قتلوا برصاص قوات الامن السورية في مدينة حماة التي يطوّقها الجيش بعدما شهدت الجمعة تظاهرة هي الاضخم منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس المنظمة عمار القربي في بيان «ارتفع عدد قتلى في حماة إلى اكثر من 22 شهيداً ووصل عدد الجرحى الى اكثر من ثمانين جريحاً جروح بعضهم خطرة ويعالجون في مستشفيي البدر والحوراني» في حماة. واضاف البيان «داهمت القوات الامنية مشفى الحوراني حيث يتم علاج عدد كبير من الجرحى»، دون المزيد من التفاصيل. قال «القناص»، وهو من عناصر الفرقة الرابعة عشرة في الجيش السوري: «أمرنا الضابط المسؤول بإطلاق النار على الناس.. لم يهم عدد من يقتلون منهم، المهم هو قمع الاحتجاج». وتابع المصدر ذاته «شهدت حماة نزوح اعداد كبيرة من السكان باتجاه دمشق والسلمية.. من جهتها اكدت منظمة العفو الدولية في تقرير الاربعاء ان «الاساليب الوحشية» التي استخدمتها قوات الامن السورية لقمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مدينة تلكلخ «ربما تشكّل جرائم ضد الانسانية». وتحت عنوان «قمع في سوريا: رعب في تلكلخ» اوردت المنظمة تقريراً «يوثِّق حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في مايو عندما شنّ الجيش السوري وقوات الامن عملية امنية كاسحة وواسعة النطاق استمرت أقل من أسبوع ضد سكان البلدة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية». واكدت المنظمة ان «الاساليب الوحشية التي استخدمت خلال العملية الامنية المدمّرة التي نفذتها القوات السورية في مدينة تلكلخ الواقعة في غرب سوريا ربما تشكّل جرائم ضد الانسانية». واوضحت انها تعتبر ان «الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ تصل الى حد الجرائم ضد الانسانية، لأنها تبدو جزءاً من هجوم منظم وواسع النطاق على السكان المدنيين». وقال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، في بيان ان «الروايات التي سمعناها من الشهود حول الاحداث في تلكلخ ترسم صورة مقلقة للغاية لانتهاكات منظمة ومستهدفة بغية سحق المعارضة». واضاف ان «معظم الجرائم التي وردت في هذا التقرير يمكن أن تندرج ضمن الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية. ودخل الجيش وقوات الامن السورية مدينة تلكلخ منتصف مايو لقمع الحركة الاحتجاجية، واكد ناشطون يومها مقتل 26 شخصاً على الاقل واصابة العشرات بنيران القوات الامنية. وبحسب المنظمة فقد قتل في اليوم الاول للعملية شاب «على ايدي القناصة على ما يبدو، وتعرّضت سيارة الاسعاف التي نقلته لإطلاق النار»، مؤكدة انه «عندما حاول العديد من السكان مغادرة البلدة، اطلقت القوات السورية النار على العائلات الفارة». واضاف التقرير ان «الايام التالية شهدت تجميع واعتقال عشرات الاشخاص من الذكور، بينهم رجال يناهزون ال60 من العمر، وصبيان دون سن ال18. وقالت كل عائلة من عائلات تلكلخ التي قابلها مندوبو منظمة العفو الدولية ان واحداً على الاقل من ابنائها قيد الاعتقال». واضاف التقرير انه استناداً الى بعض الانباء فان «معظم المعتقلين أخضعوا للتعذيب»، واورد على سبيل المثال قيام جنود «بإحصاء عدد المعتقلين الذين ينقلونهم بغرز لفافات التبغ المشتعلة في أعناقهم من الخلف». ونقلت المنظمة شهادة شاب يُدعى محمود قضى نحو شهر في المعتقل بينها خمسة ايام لدى الامن العسكري في حمص. كما كررت دعوتها مجلس الامن الدولي الى «احالة الاوضاع في سوريا الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية». الى ذلك اعتذرت أطياف من المعارضة السورية عن عدم حضور مؤتمر الحوار الذي دعت إليه هيئة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع والمقرر عقده الأحد المقبل. رواية قناص ومع استمرار انشقاق عناصر من القوات السورية من الجيش والأمن، تتواصل الروايات حول أحداث تجري في الأراضي السورية، والتي تضعف من الرواية الرسمية حول وجود جماعات مسلحة، وتؤكد على أن من يقوم بالتظاهرات هم مواطنون مسالمون. وفي مقابلة مع CNN، اعترف «قناص» منشق عن النظام فرّ إلى تركيا قبل أسابيع قليلة، رفض الكشف عن هويته خشية من تعرّض أسرته للقمع بأنه تلقى مراراً أوامر بإطلاق النار على متظاهرين مسالمين كانوا يحتجون ضد النظام السوري. وقال «القناص»، وهو من عناصر الفرقة الرابعة عشرة في الجيش السوري: «أمرنا الضابط المسؤول بإطلاق النار على الناس.. لم يهم عدد من يقتلون منهم، المهم هو قمع الاحتجاجات. ولإثبات هويته، كشف القناص عن هويته العسكرية، وهي شبيهة بتلك التي عرضها منشقون آخرون من الجيش على شاشات الفيديو التي عرضت على الإنترنت. يقول وسام طريف، مدير منظمة «إنسان» السورية لحقوق الإنسان التي تساعد الفارين من السوريين إلى تركيا ولبنان: «نحن نتحدث عما يزيد على 2000 جندي انشقوا عن الجيش». وقال القناص خلال المقابلة إنه يستطيع ان يصيب هدفه من على بُعد 1600 متر، موضحاً أن سلاحه عبارة عن بندقية صينية الصنع طراز «دراغونوف 7.62x54». وقال إنه بينما كانوا في طريقهم إلى درعا، كانوا يغنون أغنية حول قتال المتسللين، غير أنهم اكتشفوا الحقيقة عندما وصلوا إلى درعا وأن حكومتهم خدعتهم، وأن المتظاهرين الذين شاهدهم كانوا يهتفون بسقوط النظام ويطالبون بالحرية وأن أياً منهم لم يكن مسلحاً.