أكد شهود عيان من العاصمة الليبية طرابلس الثلاثاء أن الثوار يحققون تقدماً ملموساً نحو العاصمة، إلا أن هذا التقدم بطيء. وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف إن كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي أقامت الكثير من نقاط التفتيش، وكشفوا أيضاً عن سماع دوي إطلاق نار من حين لآخر. وأكدوا أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي ليس له تأثير على الشارع، إلا أنهم توقعوا أن يحفز ذلك المزيد من رجال القذافي للتخلي عنه. وعلى صعيد الأوضاع على الأرض، نقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر من الثوار الليبيين أنهم تمكّنوا من التقدّم تجاه مدينتي الزاوية وصرمان المتاخمتين للعاصمة طرابلس من الغرب وإنهم يفرضون حصاراً عسكرياً على مدن الزاوية وصرمان وصبراتة كما يقومون بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة. واستولى المتمردون صباح امس على مستودع كبير للذخيرة في منطقة صحراوية تبعد 25 كلم عن الزنتان جنوب جبال النفوسة، حيث وسعوا حضورهم في الاسابيع الاخيرة. وقد انتشر الثوار الذين وصلوا حوالي الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي من الشمال مع مدرعات، حول هذا الموقع حيث توجد عشرات المباني التي تضمّ مخزونات اسلحة حين كانت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تحاول ارسال تعزيزات الى الجنوب. وحصل تبادل اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة الثقيلة فيما ردّت القوات الموالية باطلاق صواريخ غراد. وقال الثوار ان رتلاً من آليات قوات القذافي تعرض لكمين ودمرت ثلاثاً من آلياته. وشوهدت سحب الدخان الاسود تتصاعد من مخزن الذخائر فيما سُمع اطلاق نار ابتهاجاً ظهراً في المنطقة التي اخلتها قوات القذافي. وكانت آليات تابعة للثوار قادمة من مختلف الاتجاهات تجوب المنطقة التي تركت فيها قوات القذافي الاسلحة. وهو امر في غاية الاهمية للثوار الذين يحتاجون للاسلحة والذخائر من اجل مواصلة تقدّمهم نحو طرابلس التي اقتربوا منها مسافة خمسين كلم جنوباً. واتهمت طرابلس المحكمة الجنائية الدولية بأنها تعمل لخدمة حلف شمال الاطلسي واوروبا بعدما اصدرت مذكرة توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي، ووعدت بمزيد من القتال فيما احرز الثوار نصراً ميدانياً جديداً. لكن النظام الليبي قال ان القرار ليس سوى «غطاء للحلف الاطلسي الذي حاول ويحاول اغتيال القذافي» كما قال وزير العدل الليبي الجديد محمد القمودي. وذكر الوزير ان «ليبيا ليست طرفاً في معاهدة روما» التي نصّت على انشاء المحكمة الجنائية الدولية وهي «لا تقبل باختصاصات المحكمة». تمكّن الثوار الليبيون من التقدّم تجاه مدينتي الزاوية وصرمان المتاخمتين للعاصمة طرابلس من الغرب وإنهم يفرضون حاجزاً عسكرياً على مدن الزاوية وصرمان وصبراتة، كما يقومون بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة. ومن المتوقع ان تثير الازمة الليبية نقاشات صاخبة الخميس والجمعة في القمة السابعة عشرة للاتحاد الافريقي في مالابو بغينيا الاستوائية. وتزداد الاصوات في الاتحاد التي باتت تدعو الى تنحّي القذافي، وهو الموضوع الذي بقي محظوراً فترة طويلة. من جهته، اتفق وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ونظيره الكندي جون بيرد في لقائهما المشترك بمقر الخارجية الإيطالية بروما امس على ضرورة مواصلة عمليات حلف شمال الأطلسي «ناتو» فوق ليبيا واستمرار تقديم الدعم للمجلس الانتقالي في بنغازي. ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن بيان للخارجية إن « لقاء ودياً جمع الوزيرين بمقر الخارجية بعد زيارة وزير الخارجية الكندي إلى بنغازي حيث تبادلا وجهات النظر حول الأزمة في ليبيا، واتفقا على ضرورة استمرار وتعزيز دعم المجلس الانتقالي». وأضاف البيان إن الوزيرين اتفقا أيضاً على «ضرورة تقديم الدعم المالي والاستمرار في المهمة الدولية «عمليات الناتو» لتسريع الطريق أمام حل سياسي بدون العقيد معمر القذافي». وقال البيان إن المسئولين استعرضا أيضاً التحوّلات في بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط بعد الربيع العربي واتفقا على أهمية الحفاظ على مبدأ احترام الأقليات الدينية.