ثبت الآن، وشرعاً، أن «العلامات الكبرى» للديمقراطية قد بدأت تحل في مضاربنا، بهمة ونشاط وجهود مؤسسات المجتمع المدني. لكن «البشرى» مرعبة ومخيفة. حدث عراك «ديمقراطي» ضروس، بين عضوات «جمعية فتاة ثقيف الخيرية» في الطائف، وتمخض العراك عن إصابات. وقرر الأطباء أن إحداهن تحتاج إلى خمسة أيام من الرعاية الطبية. وجمعية فتاة ثقيف أسست على التقوى كي تنهض بكل ما يمت إلى الخير والأعمال الصالحة. ولكن للديمقراطية أثمانها، فقد سبق أن حدث عراك بالصوت والصورة في مجلس الأمة الكويتي، واستخدمت العقل كأنجع وسيلة لتحقيق العدالة في تلك اللحظة. وسبق أن خنق برلماني كوري زميله بربطة العنق، وحدثت مضاربات في البرلمان العراقي، وفي البرلمان التايواني وفي البرلمان الأوكراني. ووجه محاور تلفزيوني عربي لكمات قاضية لمحاور آخر على الهواء، حتى لتبدو «العربجيات» إحدى لوازم الديمقراطية اللازمة والحوارات «الحضارية» الحديثة وحرية التعبير. ويبدو أن عضوات جمعية ثقيف قد استلهمن روح الديمقراطية وعبقها مبكراً وقبل الأوان وأيضاً ب«المقلوب». في لحظات «عصبية» مدمرة نسين أن من أولويات مهامهن توعية المجتمع بالتعاملات الراقية، و«أحب لأخيك ما تحب لنفسك». وبدلاً من اللوم والمعاتبة بينهن اخترن التحاور بالأيدي وشد الشعور و«الكفوف»، ولا بد أن حدثت لخطبة «مهولة» للمكياجات وتناثرت رذاذات الماسكرا و«شعاف» الشعور في أنحاء المكان. ولو ملكن العقل، لتحولت جلودهن الناعمة، بفعل «اللسب» إِلى خطوط كما جلود الحمر الوحشية الأفريقية ولكن بالأحمر القاني. قال الأعشى الصناجة قبل 1450 عاما: لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبِّ مَعرَكَةٍ لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ وبعض العضوات المتشاجرات معلمات يعني «مربيات».. ونعم التربية والمربي..! لماذا يحدث هذا في جمعية خيرية؟ السبب بسيط، ووجيه: لأن الجمعيات ينتسب إليها، أحياناً، نساء ورجال جهلة، يتمتعون بسطحية بالغة «ربّي كما خلقتني».! لا يهمهم إلا حب الظهور والتحدث إلى الإعلام وتقديم عناوين العضوية كجواز علاقات عامة. والمفروض أن تشدد الجمعيات على ألا ينتسب إلى إدارتها إلا أناس واعون يتمتعون بثقافة مهنية عالية في الاتصال والتعامل والأسلوب. ويحبون للآخرين ما يحبون لأنفسهم *وتر يا صديق الترحال.. ورياح الشمال.. ارفع قدميك.. وخطاك المولعة بالبيد، إذ الدهناء تغرق في مداد سراب الضحى. وإذا ما استبد الهجير بعروق السرو، يمم خمائل حزوى البهية إذ غيلان يعانق بهجة الفيء والعلا وينسج خلود مي من خطا المطي وعبق الخزامى. [email protected]