زوجة تسأل : زوجي أنه مدمن حشيش ، تزوجنا منذ حوالي سنتين ، ورزقنا بطفلة، خدعني وأظهر لي أنه ملتزم، ومع كل هذا فهو لم يعاشرني منذ سنة، وعندما أسأله هل العيب مني؟ يقول لي لا ولا يزيد، و أنا محتارة معه، و أريد أن أطلب الطلاق. فأرجو أن تفيدوني وجزاكم الله خيراً. د. غازي بن عبد العزيز الشمري جواب د. غازي بن عبد العزيز الشمري: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأخت الكريمة.. لا شك أن المسكرات سبب لارتكاب كثير من الخبائث، وجالبة لأنواع من الشر في الحال و المآل ، و قد أخرج ابن حبان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : « اجتنبوا أم الخبائث»، وروى النسائي ذلك عن عثمان رضي الله عنه من قوله. وأخرج أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَلَعَنَ شَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا». و هذه المشكلة التي تعاني منها -أختي السائلة- مصداق هذا الحديث الشريف، وهذا الزوج لا شك أنه مقصر ومفرط ومضيع لحق زوجته التي أمره الله أن يعاشرها بالمعروف، وأن يعطيها حقوقها الشرعية ، و فيما يبدو فإنه يحس بمشكلته ، و يدرك تقصيره ، بدليل أنه لا يلقي باللوم على زوجته، وهذا معناه أنه في حاجة إلى من يساعده للخروج من هذه المشكلة التي أتوقع أنه يتألم منها مثلما تتألمين. اجتهدي أن تفعلي ما ترين أنه يحبه ويرضيه، بشرط ألا يكون في ذلك ما يغضب الله تعالى وأرى أن أولى الناس بمساعدته، وأقدر الناس على معونته على تجاوز هذه الأزمة هو أنت أيتها الأخت الكريمة، بالتذكير اللين واللطيف بالله، وبانتهاز ساعات صفائه الذهني و الروحي للحديث الدافئ معه حول هذه المشكلة، وأعلميه أنك تتفهمينه، وأنك على استعداد لمساعدته، ولا تجعلي اللوم والعتاب والتوبيخ هو كل ما تفعلين، فهذا ربما يزيده إحباطا، ولكن ذكريه بأن الله تعالى يعين طالبي الهداية ومن يجاهدون أنفسهم ليتحسنوا «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين» و أنك على استعداد للصبر معه حتى يتخلص من هذه العادة السيئة، وحاولي بلطف التعرف إلى ما يحب وما يرغب، واجتهدي أن تفعلي ما ترين أنه يحبه و يرضيه ، بشرط ألا يكون في ذلك ما يغضب الله تعالى . ثم اجتهدي في الدعاء له بظهر الغيب ، و في السجود ، و بخاصة في صلاة الليل . و استعيني بمن ترين أنه يرتاح له، ويستجيب لنصائحه من المخلصين من أصحابه أو أقاربه أو معارفه، بحيث يجد أعوانا على الخير . أما الطلاق فيجب أن يكون آخر الدواء ، حين لا ينفع شيء من العلاج، وحين تفشل كل المحاولات لإصلاحه و تقويمه ، خصوصا و أنكما قد رزقتما بطفلة، لا شك أنها ستكون أكبر الخاسرين من الطلاق. والذي أتوقعه أن اللطف به، والترفق في نصيحته و الدعاء له سوف يؤتي كل ذلك ثماره، وتبقى الأسرة مستقرة مستقيمة إن شاء الله، وأدعو الله لكما بالتوفيق.