نجا رئيس لجنة صياغة الدستور في اليمن امس من محاولة اغتيال اسفرت عن مقتل اثنين من مرافقيه، حسبما صرح مصدر أمني، فيما قتل أربعة عناصر من قوات الأمن الخاص وأصيب اثنان آخران في هجوم جديد شنه فجر أمس مسلحون يعتقد انهم من تنظيم القاعدة ضد نقطة تفتيش عند المدخل الغربي لمدينة المكلا، وقالت مصادر مطلعة: إن الجهات المعنية اليمنية توصلت إلى معلومات عن توجّه تصعيدي لحلفاء إيران في اليمن، خصوصًا جماعة الحوثي الشيعية المسلحة والفصيل المتطرف في الحراك الجنوبي بزعامة علي سالم البيض. محاولة اغتيال وذكر مصدر يمني ان رئيس لجنة صياغة الدستور اسماعيل الوزير وهو وزير سابق ورجل قانوني مشهور في اليمن «نجا من محاولة اغتيال استهدفته في حي بير الشايف وسط صنعاء» إلا أن الهجوم «أسفر عن مقتل اثنين من مرافقيه وإصابة اثنين آخرين بجروح». هجوم القاعدة وفي المكلا نسبت وكالة فرانس برس لمصدر أمني أن «مسلحين يرتدون ملابس للشرطة ويعتقد انهم من القاعدة شنوا هجومًا بالأسلحة الرشاشة على نقطة بروم الواقعة غرب مدينة المكلا ما أسفر عن مقتل أربعة من أفراد النقطة، وهم من قوات الامن الخاص التابعة لوزارة الداخلية وإصابة اثنين آخرين». وأشار المصدر الى ان المهاجمين تمكنوا أيضًا من اقتحام مقر للشرطة بالقرب من نقطة التفتيش ومصادرة الاسلحة من منتسبي الشرطة بعد تهديدهم بقوة السلاح. وذكر سكان لوكالة فرانس برس ان قوات امنية وعسكرية وصلت بعد ساعة من الهجوم وتم تعزيز الانتشار الامني بقوة في المنطقة. وقال مصدر عسكري يمني لوكالة فرانس برس: إن تنظيم القاعدة كثف هجماته التي تستهدف قوات الامن والجيش في حضرموت اذ إنه «ينشط بقوة في المحافظة»، مشيرًا إلى «تعاظم هذا النشاط على مدى السنوات الثلاث الأخيرة». وبحسب المصدر، فإن «صحراء ووديان حضرموت الشاسعة أمّنت للقاعدة ملاذًا، بل ومعسكرات تدريب، لاسيما بعد انسحابها من ابين» التي كانت وقعت تحت سيطرة التنظيم طوال سنة الى ان طردها الجيش منها في حزيران/يونيو 2012. تصعيد إيراني وكشف مصدر أمني مطلع ل«العربية نت» عن وجود مخطط تصعيدي غير مسبوق في هذا العام 2014 الذي يمثل بالنسبة للحراك الجنوبي المتطرف بزعامة البيض مرور 20 عامًا على حرب صيف 1994، التي تنظر إليها السلطات على أنها تصدّت للمشروع الانفصالي حينها، فيما يعتبرها الحراكيون مهّدت لاحتلال شمالي للجنوب وفرضت الوحدة بالقوة، بالإضافة إلى أن عام 2014 يمثل الذكرى العاشرة لاندلاع أول حرب بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في 18 يونيو 2004. ولفت المصدر إلى أن الفصيل المتطرف في الحراك الجنوبي الذي تدعمه طهران لديه برنامج تصعيدي يتضمن تسيير تظاهرات مليونية شبيهة بمسيرات سابقة وقعت فيها مصادمات دموية مع الأمن وسقط فيها ضحايا، وسوف تنظم في مناسبات قادمة من بينها يوم 27 أبريل الجاري الذي يصادف ذكرى خطاب شهير للرئيس السابق علي عبدالله صالح يعتبرونه «خطاب حرب» مهّد للحرب التي اندلعت يوم 4 مايو 1994، وكذلك بمناسبة يوم 21 مايو الذي شهد إعلان البيض الانفصال في 1994، وفي ذكرى الوحدة اليمنية 22 مايو، وفي يوم 7 يوليو الذي يصادف انتهاء تلك الحرب بانتصار نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهزيمة تيار الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. ونوّه المتحدث إلى أن البرنامج التصعيدي لا يتوقف عند تظاهرات سلمية وإنما لمصادمات، واستهداف مراكز أمنية وأقسام شرطة، واستهداف ضباط وجنود أمن. وشدّد على أن برنامج جماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة من إيران يستهدف بعث رسائل مفادها أنه وبعد مرور 10 أعوام على الحرب الأولى التي شنّها الجيش اليمني على الجماعة المسلحة، فإن الحوثيين اليوم باتوا قوة ضاربة. مواجهات عمران وتعيش مناطق في محافظة عمران التي شهدت مواجهات دامية بين رجال القبائل ومسلحي الحوثي حالة مأساوية، بعد مضي شهرين على إحكام مسلحي الحوثي سيطرتهم على مناطق «حوث والعشة وقفلة عذر والخمري». وقال عبداللطيف المرهبي رئيس مركز الشباب للتنمية وحقوق الانسان الذي ينشط في تقديم العون الحقوقي في محافظة عمران وبعض المدن المجاورة: إن المواجهات المسلحة بين القبائل وجماعة الحوثي «تسببت بوضع إنساني غاية في الصعوبة». ووفق المرهبي فإن المواجهات أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل من الطرفين ومئات من المصابين. وتقول بعض الانباء الواردة من عمران: إنه تم العثور على ست جثث تعود لشباب من جماعة الحوثي، تم التكتم عليها ونقلها الى صعدة بصفة سرية، ورجح البعض ان يكون مقاتلو الحوثي تعرضوا للذبح على يد عناصر من تنظيم القاعدة، وكان تنظيم القاعدة اعلن عن انشاء فصيل مسلح لمواجهة المد الحوثي في مناطق وسط اليمن. وتشهد بعض المناطق المحيطة بمدينة عمران وعلى مداخل المدينة، خاصة مديريات عيال سريح وعيال يزيد وثلا، تواجدًا لمسلحي الحوثي في الجبال المحيطة بمدينة عمران تطل على مواقع مهمة في مدينة عمران.