أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    كوريا الجنوبية تهزم الكويت بثلاثية    تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    حسابات منتخب السعودية للوصول إلى كأس العالم 2026    القبض على 3 إثيوبيين في نجران لتهريبهم 29,1 كجم "حشيش"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    الحقيل يلتقي في معرض سيتي سكيب العالمي 2024 وزيرة الإسكان والتخطيط الحضري البحرينية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    وزير الإعلام يلتقي في بكين مديرَ مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    مركز الاتصال لشركة نجم الأفضل في تجربة العميل السعودية يستقبل أكثر من 3 مليون اتصال سنوياً    «محمد الحبيب العقارية» تدخل موسوعة غينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    المروعي.. رئيسة للاتحاد الآسيوي لرياضات اليوغا    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    «هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أفراح النوب والجش    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    الذاكرة.. وحاسة الشم    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في فيينا    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسئول ب «عمالي بريطاني» ل اليوم: المملكة لاعب إقليمي مؤثر وخادم الحرمين عزز دورها الاستراتيجي
نشر في اليوم يوم 23 - 05 - 2014

قال المنسق السياسي لشؤون الشرق الأوسط بحزب العمال البريطاني، د. عمر إسماعيل، إن الثقل الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي للمملكة العربية السعودية كلاعب اقليمي، دائما ما توضع فى الاعتبار من الساسة وصانع القرار البريطاني.. وشدّد على أن قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في المنطقة، رفعت وعززت من هذا الدور الاستراتيجى على الصعيدين الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً. وأضاف أن المملكة ساهمت تحت قيادته في صناعة القرار العالمي، مذكراً بالدور السعودي التاريخي، في مساندة وتأييد الشعب الفلسطيني حتى حصوله على قضيته العادلة. وبينما اتهم إسماعيل، جماعة الإخوان، باستغلال مناخ الحرية في بريطانيا، لتحقيق أهدافها، اعترف بأن قرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإجراء تحقيقات داخلية، حول أنشطة الجماعة، بأنه رضوخ للضغوط السعودية والخليجية بهذا الشأن بعد توافر شبهات بتورطها في عمليات إرهابية. وأوضح إسماعيل البريطاني من أصل مصري أنه ليس هناك ما يسمى بالجالية الاسلامية، رغم وجود مليوني مسلم فى بريطانيا، مؤكداً أن فرقتهم وراء تهميشهم، مقارنة باليهود هناك. وأرجع ضعف التواجد العربي على الساحة السياسية، لأسباب كثيرة منها عدم تواجد الجدية الحقيقية لدى كثير ممن يأملون دخول المعترك السياسي، وقال: إنه يتوجب على أصحاب هذا الطموح أن يقوموا بخدمة الناخب أولاً. واعتبر أن بريطانيا ليست مسؤولة تاريخياً فقط عن زرع إسرائيل على حساب الوطن الفلسطيني، بل مسؤولة أخلاقياً وقانونيا ودوليا، وقال: إنها انتهكت أحكام وعرف القانون الدولي، عندما قدم بلفور وعده الشهير، وعملت الحكومات المتعاقبة على تحقيقه. ثم غسلت يدها من أية مسؤولية تجاه الشعب الذي شردته وأمعنت في ظلمه وتسببت في معاناته طوال عقود. ووصف سياسة بلاده، تجاه الأوضاع في مصر، بأنه «لغز حقيقي» مقارنة بالموقف مما حدث فى أوكرانيا وأكد أن الحكومة البريطانية اتبعت سياسة المكاييل المختلفة تجاه كلا الظرفين. (اليوم) التقت عمر إسماعيل، وأجرت معه هذا الحوار:
حذر وارتباك
 كيف ترى بريطانيا ما يُسمى «ثورات الربيع العربي» ؟ وهل تعتقدون أنها ثورات حقيقية أم انتفاضات شعبية؟
اتخذت بريطانيا موقف الحذر من تأييد ما سمي «الربيع العربي» للأسف، لأن صانعي القرار فى الحكومة لم يكونوا علي علم أو دراية، بمن سيعتلي الحكم او يتحكم فى موازين السلطة، في هذه الدول.
وغابت أسئلة حول المنهج السياسى والاتجاه الايديولوجى وكذلك النظام السياسي.. عامة لم يكن هناك وضوح للرؤية لدى الحكومة البريطانية فى ذلك الحين لتأثير هذة الثورات على المصالح الاقتصادية والاستراتيجة فى المنطقة، وما تأثير هذة الثورات على الانظمة والدول التى تربطها العلاقات والمصالح المشتركة، وهنا يمكننا اعتبار ان السياسة الخارجية البريطانية اعتراها الحذر والارتباك تجاه هذه الدول.
الثورات لها تعريفها الاكاديمى المتفق والمتعارف عليه، وما تم في 2011 و 2013 هو انتفاضة شعبية بالمقام الاول ادت الى ثورات. ولابد هنا من ذكر ان الثورة المصرية قد بدأت بانتفاضة شعبية ذات طلبات معينة تصاعدت خلال 18 يوماً، وأدت لتنحى مبارك.
نظرة بريطانية
 كيف ينظر البريطانيون، لسياسات بلادهم في الشرق الأوسط؟ وهل تعتقد أن هذه السياسة يمكن أن تساهم في دفع عملية السلام في المنطقة؟
لأن منطقة الشرق الاوسط بالمقام الاول منطقة نفوذ حساسة للبريطانيين، لذا ينظرون لهذه السياسات على انها «متوازنة الى حد كبير» وتحقق المصالح الاقتصادية والاسترا تيجية لكل الاطراف.
ولا بد ان نعترف، أن هناك فارقاً بين سياسات الحكومة ونظرة البريطانيين، وهنا نتذكر المظاهرات العارمة فى2003 للتنديد بعزم الحكومة وقتها، بالدخول فى حرب العراق. لذا لا أعتقد أن هناك دوراً منفرداً تقوم به بريطانيا في دفع عملية السلام لعدة عوامل منها وهو المهم هو تقلص النفوذ البريطاني، الذي رادفه تنامي النفوذ الأمريكي في نفس الوقت، كذلك الدور الرئيسي الذي يلعبه الاتحاد الاوروبي في رسم السياسات الخارجية الموحدة، ما يجعل ما يمكن أن تقوم به بريطانيا أو أي دولة منفردة، ضيقا للغاية.
مسؤولية أخلاقية
 يتهم العرب بريطانيا بأنها مسؤولة تاريخياً، عن الوضع في المنطقة باعتبار أنها كانت قوة احتلال، ساهمت في إيجاد اسرائيل على حساب الوطن الفلسطيني. كيف ترى كبريطاني من أصل عربي هذه القضية ؟
فى رأيي، فإن بريطانيا ليست مسؤولة تاريخياً فقط عن زرع اسرائيل على حساب الوطن الفلسطيني، بل مسؤولة أخلاقياً وقانونيا ودوليا، لقد انتهكت بريطانيا أحكام وعرف القانون الدولي، عندما قدم بلفور وعده الشهير وعملت الحكومات المتعاقبة على تحقيقه. ثم غسلت يدها من أية مسؤولية تجاه الشعب الذي شردته وأمعنت في ظلمه وتسببت في معاناته طوال عقود؛ ولا تزال بريطانيا في نظرى المسئول الأول والاخير عما حدث وما يحدث للشعب الفلسطيني.
نظرة الحزب
 ما نظرة حزب العمال للشرق الأوسط؟
ينظر الحزب إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها منطقة نفوذ تقليدية لبريطانيا كما أن هناك مصالح مشتركة اقتصادية واستراتيجية بينها وبين دول المنطقة. كما يرى حزب العمال أن أمان المنطقة واستقرارها يصب رأسا فى ملف امن واستقرار بريطانيا ذاته.
اتهم إسماعيل، جماعة الإخوان، باستغلال مناخ الحرية في بريطانيا، لتحقيق أهدافها، اعترف بأن قرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإجراء تحقيقات داخلية، حول أنشطة الجماعة، بأنه رضوخ للضغوط السعودية والخليجية بهذا الشأن بعد توافر شبهات بتورطها في عمليات إرهابية
ليس إنصافاً
 يرى البعض أن الحزب منذ تأسيسه على يد كير هاردي (1906) وحتى إد مليبلاند.. مر بفترات «تيه» كبيرة (18 سنة) خلال فترة تاتشر الثلاثية وجون ميجور.. لماذا؟
ليس منصفاً أن نقول إن الحزب تاه بين هاردي ومليبلاند، إذ تمكن من التأثير على سياسات الحكومات المختلفة رغم حداثته مقارنة بالأحزاب الاخرى فى ذلك الحين. مثلاً نجح حزب العمال في إقرار قانون الاسكان لسنه 1923 وفى حكومة 1929 تمكن من سن قانون المعاشات وتبع ذلك بقوانين التأمينات الاجتماعية. ولقد كان له دور مؤثر على الحكومات المحلية وسوء الخدمة التى كان يعاني المواطن البريطانى منها، ناهيك عن الفقر المدقع وسوء الصحة وقلة الخدمات التعليمية، لقد كان لحزب العمال سواء داخل الحكومة أو خارجها دور كبير على تشكيل الحياة التى يعيشها البريطانيون الان.
بريق الحزب لم يخفت ولكن أعتقد أن عليه العمل على جذب انتباه الناخب لسياساته في رفع المستوى المعيشي للناخب.. ولابدّ أن يكون على دراية تامة باحتياجات وآمال وطموحات الناخبين، إذ لا بد أن يكون ديناميكا في تشكيل ملفاته السياسية في التعامل مع المجتمعات الذي يرغب الحزب في تمثيلها.
أسئلة معكوسة
 كونك من أصل عربي، ومنسقا للشؤون السياسية.. ما الذي يمكن أن يقدمه الحزب «سياسيا» للعرب؟
لست من الذين يتساءلون دائما عما يمكن أن يقدمه هذا الحزب أو تلك الحكومة للعرب، لأن السؤال في نظري سيكون: ماذا يريد العرب منا؟ وما إذا كان لما يطلب تأثير على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية؟ وما العائد من تقديم ما يطالب به العرب وما الثمن؟ فكما يعلم القارئ أن العلاقات الدولية تقوم على المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة.
لقد كان حزب العمال من أول الاحزاب التي فتحت أبوابها للأقليات، وهناك الآن عدد كبير من ممثلى الحزب أعضاء منتخبين فى المجالس المحلية. وأفتخر أن أول مسلم دخل مجلس العموم، كان من الحزب فى انتخابات 1979 وهو باكستاني الأصل، أما فى آخر انتخابات زاد العدد الى 6 منهم ثلاث نساء.
أما التواجد العربي على الساحة البريطانية فهو ضعيف، لأسباب كثيرة، منها عدم الجدية الحقيقة لدى كثير من العرب في دخول المعترك السياسي، والبعض الآخر يرى أنه يستحق تأييد الحزب دون اثبات للقدرة أو الكفاءة، وهناك من يعتقد أن الامكانيات المادية وحدها كافية لضمان التأييد. وهناك من يريد أن يكون أول عربي يدخل مجلس العموم، وهذا في نظري هدف ضعيف. لأنه يتوجب على أصحاب هذا الطموح أن يقوم على خدمة الناخب بقدرة عالية وكفاءة متميزة.. هناك حاجة ماسة لتنمية وتنشيط الكوادر السياسية العربية في بريطانيا حتى نستطيع أن نحصل على أول ممثل لنا مجلس العموم. وأتوقع دخول أول عربي للمجلس في انتخابات 2020 .
شبهات لا أدلة
 بريطانيا شريك في الحرب على الإرهاب.. ومع ذلك، فإنها قاعدة مهمة لعناصر وقيادات تدور حولها شبهات بارتكاب أعمال إرهابية.. كيف تفسر هذا التناقض؟
تعرضت بريطانيا لكثيىر من الأعمال الإرهابية فى الأربعين سنة الماضية ولقد قامت الحكومة البريطانية بسن عديد من قوانين مكافحة الارهاب سواء ان كانت داخل أو خارج الأراضى البريطانية.
القانون البريطانى يعاقب من تثبت عليه التهمة بالقيام أو الشروع او التخطيط او الدعوة على العنف أو المساعدة للقىام بعمل إجرامي إو إرهابى داخل او خارج المملكة المتحدة، نعم هناك قيادات تدور حولها شبهات بارتكاب أعمال إرهابية فى انجلترا.. ولكنها شبهات حتى الآن، وليس هناك أدلة.
خطوة كاميرون
 كيف ترون خطوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإجراء تحقيقات داخلية حول وضع الإخوان؟
قرار كاميرون اتخذ لتحقيق أهداف سياسية عدة منها: ارضاء الحكومات الصديقة مثل السعودية والامارات ومصر، خاصة بعد الضغط الشديد الذي مارسته هذه الحكومات فى الفترة الأخيرة للتعامل الجدي مع ملف الاخوان وأنشطتهم المشبوهة فى بريطانيا والتى تؤثر تأثيرا مباشراً على هذه الدول، وكذلك إرضاء الطرف اليميني في حزب المحافظين، ومحاولة للرد على الحملة الدعائية من حزب استقلال المملكة المتحدة.
وضع الإخوان
 كيف ترى وضع جماعة الإخوان في بريطانيا.. وبم تبرر انتشارها وسيطرتها، في وقت اعتبرتها بلد المنشأ (مصر) إرهابية؟
جماعة الإخوان متواجدة فى بريطانيا بثقل كبير منذ الثمانينيات، وانتشارها أساساً لمناخ الحريات في المجتمع البريطاني، والذي وفر لها حرية الحركة والنمو، إضافة لقدرة الجماعة وكفاءتها والخبرة التي اكتسبتها فى بلد المنشأ من العمل تحت الارض، وقدرتها التنظيمية التى تشبه إلى حد كبير المنظمات الماسونية، وأخيرا التمويل القادم من جهات أخرى.. كل هذا جعل بريطانيا الملاذ الآمن لهم. أما بالنسبة لأجهزة الاعلام، فقد قام الإخوان بتوظيف عدة شركات دعاية عالمية ناهيك عن شرائهم لعديد من وسائل الإعلام الماجورة سواء كانت مرئية أو مطبوعة.
مخاوف ليس إلا
 هناك من يرى الإجراءات البريطانية، مجرد إجراء روتيني، وهناك من يعتبرها مخاوف حقيقية، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية ويليام هيج بأن هناك «شبهات» حول أنشطة الإخوان الإرهابية.. ما رأيك؟
نعم.. هناك مخاوف من تأثير الاسلام المتطرف على المجتمع البريطاني ككل، ولكنها مخاوف ليس إلا. فليس هناك أدلة قاطعة بأن الاخوان يخططون للقيام بأعمال إرهابية في بريطانيا. لأن الإخوان كما نعلم قادرون على العمل في الخفاء أو من وراء ستار أو عن طريق طرف آخر.
تآمر غربي
 في ندوة عقدت بلندن، مؤخراً، اتُهمت حكومات بريطانيا المتعاقبة، بالتواطؤ مع القوى الراديكالية الإسلامية، لتحقيق النفوذ والسيطرة على موارد الطاقة والحفاظ على المركز المالي.. كيف ترى هذا الاتهام؟
للأسف، استخدم الاسلام بعد الحرب العالمية الثانية لأسباب تخدم مصالح الغرب بصورة خاصة، فمثلا استخدم لمحاصرة النفوذ السوفيتي، لوقف المد الشيوعي إلى منطقة الشرق الاوسط.. وقامت أجهزة المخابرات الغربية بتمويل عديد من المنظمات فى ذلك الحين لتقوية المعتقدات الاسلامية لدي شعوب دول متاخمة للاتحاد السوفيتى.. فأصبح الاسلام اداة للوصول لمآرب واهداف استراتيجية لا تخدم الاسلام او المسلمين .. تجسد هذا بقيام اجهزة المخابرات الغربية بتمويل المجاهدين والمنظمات الاسلامية فى افغانستان.. لنرى الآن نتائج هذه السياسات التي انتجت جمعيات تستخدم الاسلام ذريعة لما تقوم به من أعمال إرهابية من قتل وتدمير... نحن الان نجنى ثمار متآمري الغرب الذي لعب ومازال يلعب الدور الرئيسى فى استخدام الدين الاسلامى لاغراض تخدم أهدافه بالمقام الاول.
أتفق تماما
 ذات الندوة، كشفت أن ساسة بريطانيا يعتبرون الإسلاميين مفيدين لتقويض العلمانية والتيارات القومية فى العالم العربى وجنوب آسيا، واستخدامهم ك«قوات صاعقة» لزعزعة استقرار الحكومات المناوئة، إضافة لاستخدامهم لخوض حروب نيابة عنها كما حدث فى إندونيسيا فى الخمسينيات، وفى أفغانستان فى الثمانينات، وك«أدوات سياسية» لإحداث التغييرات المطلوبة (مثل إيران ضد مصدق عام 1953)، ما صحة هذه الاتهامات؟
لقد كان لى الشرف فى حضور الندوة التى تشير اليها وانا اتفق تماما معى تحليلات قرأت الباحث والكاتب معتصم الحارث لما طرحه، ولكن يجب أن نفهم المسئولية التى تقع على عاتقنا نحن كمسلمين دوليا وشعبيا ومنظمات اهلية. لقد تركنا الساحة شاغرة تماما للعابثين ليستغلوا الدين الاسلامى لأغراض نحن وديننا أبرياء منها.
بهذا فاشلون
 الجالية العربية والإسلامية في بريطانيا لا يستهان بها.. ومع ذلك مهمشة تماماً عن لعب أي دور أو ممارسة «لوبي» فاعل.. لماذا؟
اريد الفصل بين الجاليتين: العربية والإسلامية، فالأولى تضم أخوة مسيحيين من أصل عربى .. والسؤال يفترض كذلك وجود تجانس وتوافق بين المسلمين.
ليس هناك مايسمى بالجالية الاسلامية، هناك مليونا مسلم فى بريطانيا، 20% من اصل عربى .. وهم للاسف متفرقون في الآراء. تجد ان البنجلاديشى لا يقيم صلاته مع باكستاني.. وفي رمضان أو عيد الفطر مثلاً، يختلف الكثير فى بداية الصيام او انتهائه.. هذا واحده سبب رئيسى للتهميش. فتضارب الاراء يجعل من الصعب على صانع القرار البريطاني، التعامل مع جماعات متنافرة لا تجمعهم كلمة واحدة... كما يحدث على سبيل المثال مع اليهود الذين يتوحدون على أهداف استراتيجىية معينة رغم اختلاف مذاهبهم واتجاتهم.
فشل العرب بالاشتراك الفعال في الحياة السياسية، يعود للطابع الارتجالي، وتداخل وخلط الاغراض الشخصية مع الصالح العام أو المبالغة الزائدة فى قدرات هولاء علي العمل السياسي الحقيقى لقيام لوبي حقيقي مؤثر له من النفوذ الذي يستطيع التأثير إيجابيا على صانع القرار الاروبى او البريطاني.. وآمل ان نتوحد فى كلمتنا وأعمالنا وفى نكران الذات ,وأن نبتعد عن المظهرية في العمل الذي يجب أن يكون للصالح العام الخالص، حتى نصل لما يخدم مصالحنا وأهدفنا المشتركة.
تحالف تقليدي
 الخليج تقليدياً، والسعودية تحديداً، حليف تاريخي لبريطانيا.. ومع ذلك، فإن بعض مجريات السياسة البريطانية لا تراعي هذه المصالح الاستراتيجية.. لماذا برأيك؟
بريطانيا حليف مهم واساسى لدول الخليج والسعودية، وطبيعة العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، والتعاون الذي يخدم المصالح الاقتصادية والاستراتيجة للجميع. ولكن فى بعض الاحيان تتعرض هذه العلاقات لمنعطفات سلبية لا ترضي أحداً ولكن سرعان ما تعود المياه لمجراها الطبيعي... وهذا فى اعتقادي، دليل على متانة هذه العلاقات وقوتها.
ثقل سعودي
 السعودية ذات ثقل اقتصادي وسياسي، ولاعب إقليمي مهم، ومع ذلك، لا نرى تركيزا بريطانياً بالأفعال يؤكد هذا الدور.. كيف ترى واقع العلاقة مع الرياض؟ وما رؤيتكم لمستقبلها؟
الثقل الاقتصادى والسياسى والاستراتيجى للسعودية كلاعب اقليمى دائما يوضع فى الاعتبار من الساسة وصانع القرار البريطاني.. وهناك امثلة كثيرة لهذا... ولقد رأينا فى خلال فترة التغير المتسارع فى العالم العربي، خصوصا في الدول المحيطة بالسعودية من تزايد التشاور تعاون بين بريطانيا والسعودية فى عديد من المجلات منها مكافحة الارهاب وزيادة الاستثمارات بين الطرفين لتقوية العلاقات الاقتصادية لما يعود بالنفع على كلا الشعبين.
دور سعودي
 كيف ترون الدور السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين في المنطقة.. وما وسائلكم لتعزيز هذا الدور من أجل السلام والاستقرار، وتحديداً فيما يخص القضية الفلسطينية؟
لا شك ان قيادة خادم الحرمين الشريفين في المنطقة قد رفعت وعززت الدور الاستراتيجى على الصعيد الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، و لقد أصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية، ساهمت السعودية تحت قيادتة الرشيدة فى صناعة القرار العالمي، وهنا لابد من ان نذكر الدور الذى تقوم به السعودية تحت قيادته الرشيدة من مساندة وتأييد للشعب الفلسيطنى ومساندته وفى العمل الداؤب لحل القضية الفلسطينية.
العلاقة مع واشنطن
 كثيرون يتهمون بريطانيا بأنها «تابع» للولايات المتحدة، وأن دورها تقلص لصالح قوى أخرى، ما وسائلكم لإحياء دور بريطانيا من جديد؟
العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا من أقوى الاواصر في التاريخ الحديث، ويرى محللون سياسيون عرب، ان بريطانيا تابع لأمريكا، وآخرون يعتبرونها دليل ضعف.. وتراها كل من الحكومة والشعب البريطانى علاقة مصير مشترك وعلاقات اقتصادية واستراتيجية .. لكني أراها علاقة ذات طبيعة معقدة تقوم على التبعية فى السياسات المصيرية والندية في المصالح الاقتصادية والمشاركة فى الاهداف الاستراتيجية.
بريطانيا لها ثقلها رغم تقلص نفوذها، فهى تحتل الصدارة فى كثير من المحافل الدولية.. وحزب العمال يقوم بتشكيل ورسم سياسته للحد من تقلص النفوذ البريطانى خاصة فى فترة التغير المتسارع فى أماكن عالمية عديدة، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه بريطانيا مستقبلا فى اطار هذه المتغيرات وما الامكانيات المتاحة للوصول لهذا الهدف؟.
ومن أهم الامور التى تؤرق القيادات السياسية فى الحزب، الاستفتاء المزمع عقده فى اسكتلندا للانفصال عن المملكة المتحدة فى سبتمبر. والمتوقع حدوثه حسب الاستطلاعات الاخيرة للرأى، وكذلك عزم حزب المحافظين إجراء استفتاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الاووربى فى 2017 هذا اذا فاز الحزب فى الانتخابات العامة المقررة فى مايو 2015 . أعتقد ان هذين الأمرين سيؤثران جذريا على النفوذ البريطانى ومكانة بريطانيا والدور التى يمكنها ان تلعبه فى اطار هذة المتغيرات المحتملة.
لغز وتناقض
 يمثل الموقف البريطاني مما حدث في مصر، عقب 30 يونيو، لغزاً سياسياً.. لماذا.. وكيف يرى حزب العمال الواقع في مصر؟
فى مقابلة مؤخراً مع أيان لوكوس وزير الشرق الاوسط في حكومة الظل البريطانية، قال لي إن الحزب يؤيد خارطة الطريق وان هناك حالة من الترقب المتفائل لنتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، حتى يعود الاستقرار الى مصر.
حقيقة ان الموقف البريطاني مما حدث في مصر يشكل لغزا حقيقيا خاصة وإذا أخذنا بالاعتبار ما حدث فى أوكرانيا ومقارنته بمصر نجد تناقضاً حاداً فى سياسة الحكومة البريطانية، ليتضح أن الحكومة اتبعت المكاييل المختلفة تجاه كلا الظرفين.
رسالة أخيرة
 أخيراً.. ما رسالتكم للعالم العربي؟
ليس رسالة ولكن هناك آمالا وأماني يمكن تلخيصها في أن يتبوأ العرب مكانتهم الرائدة عالمياً، وعودة الفلسطينيين الى ديارهم واستعادة حقوقهم المشروعة، وأن يتوحد المسلمون فى الدفاع عن صحيح الاسلام، وان نقف وقفة الرجل الواحد فى وجة الارهاب وفى وجه هؤلاء الذين يساندونهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.