قتل احد عشر شخصا وجرح نحو مئة آخرين الاحد في منطقة حمص وسط سوريا حيث ما زال الجيش يطوق مدنا عدة، كما قال ناشط في حقوق الانسان امس الاثنين. وقال الناشط لوكالة فرانس برس ان "عدد المدنيين الذين قتلوا الاحد في مدن الرستن وتلبيسة وحمص برصاص قوات الامن ارتفع الى احد عشر"، مشيرا الى ان لديه لائحة باسماء القتلى بينهم فتاة تدعى هاجر الخطيب. سوريون يتظاهرون في باريس ضد الاحداث الجارية في بلادهم . « أ ف ب » . وكانت الحصيلة السابقة تتحدث عن سقوط سبعة قتلى. واوضح ان "عمليات الدهم مستمرة في هذه المنطقة وخصوصا في تلبيسة". وقال الناشط نفسه انه "تم ادخال جرحى الى المستشفى في حماة" لان قوات الامن قطعت الطرق المؤدية الى حمص. وكان ناشطون ذكروا ان عشرات الدبابات طوقت فجر الاحد الرستن وتلبيسة القريبتين من حمص وكذلك قرية تيرة معلا الواقعة بين حمص وحماة. وقال الناشط انه "عثر على جثتين فجر الاثنين في حي بابا عمرو في حمص" حيث تنتشر نقاط مراقبة امنية عديدة بينما كان التوتر في اوجه بسبب الحوادث في المدن المجاورة. من جهة اخرى، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) ان "مجموعات ارهابية مسلحة" قتلت اربعة عسكريين بينهم ضابط وجرحت 14 آخرين. واضافت الوكالة ان "عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية والقاء القبض على عدد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر المتنوعة". وكان ناشطون ذكروا ان عشرات الدبابات طوقت فجر الاحد الرستن وتلبيسة القريبتين من حمص وكذلك قرية تيرة معلا الواقعة بين حمص وحماة. من جانب آخر، تحدث ناشطون عن تظاهرات ليلية في حماة (210 كلم شمال دمشق) تدعو إلى اسقاط النظام وكذلك في سراقب وادلب (شمال غرب). وجرت عمليات دهم في الزبداني البلدة التي تبعد حوالى 50 كلم شمال غرب دمشق بسبب شعارات معادية للنظام كتبت على الجدران. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان مئات المتظاهرين خرجوا مساء الاحد في بلدتين في ضواحي دمشق هما دوما وجديدة عرطوز وهم يهتفون "الله اكبر". إثارة الملف النووي السوري من ناحية ثانية تعتزم الولاياتالمتحدة ان تطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع مسألة نشاطات سوريا النووية المفترضة الى مجلس الامن الدولي، طبقا لما ورد في مسودة قرار حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الاثنين. وستدعو واشنطن في اجتماع لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعقد الاسبوع المقبل، جميع الدول الاعضاء في الوكالة الى رفع المسألة الى مجلس الامن رغم وعد دمشق كما يبدو بكسر الصمت المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف حول تطلعاتها النووية المفترضة. وقال روبرت وود القائم بالاعمال الامريكي في فيينا في رسالة وزعت على الدول الاعضاء يوم الجمعة الماضي "نحن نعلم ان الحكومة السورية بعثت رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق بطلب الوكالة من سوريا تقديم التعاون التام". واضاف "ان مثل هذا التعاون سيكون مرحبا به بالتأكيد، ولكن لن يكون له أي أثر على النتيجة التي افادت بعدم الالتزام (السوري) او على مسؤوليات المجلس الخاصة بهذه النتيجة". ووضعت واشنطن مشروع قرار تعتزم طرحه على مجلس حكام المنظمة ال35 الاسبوع المقبل تتهم فيه سوريا بما يعرف ب"عدم الالتزام" بمسؤولياتها الدولية وتدعو مدير عام الوكالة الدولية يوكيا امانو الى رفع تقرير بذلك الى مجلس الامن الدولي في نيويورك. وكانت ايران اخر عضو في الوكالة يتم رفع تقرير بشأنه الى مجلس الدولي في سبتمبر 2005. وجاء في الرسالة "نعتقد ان تحرك المجلس .. مهم للحفاظ على مصداقية الوكالة ونظام الضوابط فيها نظرا لاستمرار سوريا في عرقلة تحقيقات الوكالة". وتقول الولاياتالمتحدة منذ فترة ان الملف النووي السوري يجب رفعه الى مجلس الامن الدولي بسبب رفض دمشق الرد على المزاعم بانها كانت تبني مفاعلا نوويا غير معلن في موقع بعيد في دير الزور، وتوقف البناء عندما قصفت طائرات اسرائيلية الموقع في سبتمبر 2007. وفي اخر تقرير عن المسألة الاسبوع الماضي، قررت الوكالة الدولية بعد شعورها بالاستياء من العرقلة السورية، ان تعلن وللمرة الاولى ان جميع الادلة تشير الى ان الموقع كان لمفاعل نووي. ونفت سوريا دائما تلك المزاعم وقالت ان الموقع في دير الزور كان منشأة عسكرية غير نووية، الا انها لم تقدم اي دليل حتى الان لدعم ذلك. الا ان الوكالة الدولية لم تقتنع بذلك. وفي اقوى تقرير لها من بدء التحقيقات في عام 2008، خلصت الوكالة الى انه "بناء على جميع المعلومات المتوفرة للوكالة وتقييمها الفني لهذه المعلومات، فان الوكالة تقدر انه من المرجح جدا ان يكون المبنى الذي تم تدميره في دير الزور كان مفاعلا نوويا كان من المفترض الاعلان عنه للوكالة". وصرح دبلوماسيون غربيون لوكالة فرانس برس ان رئيس الوكالة امانو بعث برسالة الى الدول الاعضاء تشير الى ان سوريا قالت انها مستعدة الان "للتعاون التام مع الوكالة".وذكر دبلوماسيون انهم اعتبروا ذلك خطوة سورية لتجنب رفع المسألة الى مجلس الامن الدولي في نيويورك.