قال ناشطون وشهود إن قوات الجيش السوري قصفت امس مدينة تلبيسة قرب حمص بالمدفعية، ما أدى الى قتلى وجرحى، وذلك بعد يوم من قصف مناطق قرب حمص، بينها الرستن وتلبيسة وقرية تير معلا الواقعة بين حمص وحماه. وبذلك يرتفع عدد القتلى خلال اليومين الماضيين إلى 14 شخصاً بينهم طفلة. وقال شهود وناشطون حقوقيون إن قوات الامن نشرت قناصة فوق أسطح المنازل والمساجد، وذلك في مسعى لإخافة سكان المدينة من الخروج من منازلهم. في موازة ذلك، قالت السلطات السورية إن اربعة جنود قتلوا، فيما جرح 14 آخرون في تلبيسة. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إن ثلاثة مدنيين على الاقل قتلوا أمس، عندما اقتحمت قوات أمن بلدة تلبيسة في محافظة حمص لقمع الاحتجاجات المتصاعدة في المدينة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة «رويترز»، إنه بمقتل الثلاثة يرتفع عدد القتلى من المدنيين في المنطقة المحيطة بمدينة حمص الى 14، منذ أن طوقت قوات تدعمها دبابات عدداً من البلدات والقرى في المنطقة اول من أمس. وقال أحد سكان المدينة إن الدبابات اقتحمت تلبيسة صباح امس بعد أن حاصرتها لمدة يوم، وإن عشرة على الاقل اصيبوا مع اتساع نطاق الحملة العسكرية لكبح الاحتجاجات المناهضة للسلطات بوسط البلاد. وقال الساكن الذي تمكن من مغادرة البلدة: «بدأ القصف في الساعة الخامسة صباحاً وركز على تل في وسط البلدة». وذكر ان الجرحى، وعدد منهم حالته حرجة، نقلوا الى مركز ثقافي بعد ان سيطرت قوات الجيش والامن على المستشفى الرئيسي في البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات الى الشمال من حمص، في تكتيك اتبعه الجيش من قُبل لدى السيطرة على مراكز حضرية. وقُتل أحد عشر شخصاً وجُرح نحو مئة آخرين أول من امس في منطقة حمص وسط سورية، حيث مازال الجيش يطوق مدناً عدة، كما قال ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس». وقال الناشط إن «عدد المدنيين الذين قتلوا الاحد في مدن الرستن وتلبيسة وحمص برصاص قوات الامن ارتفع الى أحد عشر»، مشيراً الى ان لديه لائحة بأسماء القتلى، بينهم فتاة تدعى هاجر الخطيب. وكانت الحصيلة السابقة تتحدث عن سقوط سبعة قتلى. وأوضح ان «عمليات الدهم مستمرة في هذه المنطقة، وخصوصاً في تلبيسة». وقال الناشط نفسه إنه «تم ادخال جرحى الى المستشفى في حماه» لأن قوات الامن قطعت الطرق المؤدية الى حمص. وكان ناشطون ذكروا ان عشرات الدبابات طوقت فجر اول من امس الرستن وتلبيسة، وكذلك قرية تير معلا الواقعة بين حمص وحماه. وقال الناشط إنه «عثر على جثتين فجر أمس في حي بابا عمرو في حمص»، حيث تنتشر نقاط مراقبة امنية عديدة، بينما كان التوتر في أوجه بسبب الحوادث في المدن المجاورة. من جهة اخرى، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا)، أن «مجموعات ارهابية مسلحة» قتلت اربعة عسكريين بينهم ضابط، وجرحت 14 آخرين. وأضافت الوكالة أن «عمليات الملاحقة والتعقب أدت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية وإلقاء القبض على عدد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر المتنوعة». من جانب آخر، تحدث ناشطون عن تظاهرات ليلية في حماه (210 كلم شمال دمشق) تدعو الى إسقاط النظام، وكذلك في سراقب وإدلب (شمال غرب). وجرت عمليات دهم في الزبداني، البلدة التي تبعد حوالى 50 كلم شمال غرب دمشق بسبب شعارات معادية للنظام كتبت على الجدران. وقال رئيس «الرابطة السورية لحقوق الانسان» عبد الكريم ريحاوي، إن مئات المتظاهرين خرجوا ليل اول من امس في بلدتين في ضواحي دمشق، هما دوما وجديدة عرطوز، وهم يهتفون «الله اكبر» في تحدٍّ لانتشار قوات الامن.