رغم تكرار مقولة ان الوضع الأمني يشكل تحديا رئيسيا بالنسبة للانتخابات العامة المتوقع اجراؤها في العراق اواخر يناير 2005، فان التنظيم الاداري لعمليات الاقتراع قد يشكل تحديا اخر لا يقل اهمية عن قضية الأمن. وقال احد اعضاء اللجنة الانتخابية المستقلة إن اللجنة تستعد لتحديد آليات تسجيل الناخبين والمرشحين. لكن بالنسبة للمواطن العادي الذي لم يعرف اي انتخابات ديموقراطية يوما، تبدو عملية الاقتراع قبل ثلاثة أشهر من موعدها سرابا أكثر منها حقيقة. واضاف ممثل الاممالمتحدة في اللجنة الانتخابية كارلوس فالنزويلا لوكالة فرانس برس اعتقد ان امكانية اجراء الانتخابات خضعت للتدقيق من الناحية الأمنية فقط. في الواقع، هناك الكثير مما يتوجب انجازه من استعدادات ومسائل لوجستية خلال مهلة قصيرة. وتابع نعمل على ذلك. يجب ان نقوم بما من شأنه ان يؤدي إلى امكانية تنظيم الانتخابات. واذا لم تحصل الانتخابات، فان ذلك يجب ان لا يكون بسبب عدم جهوزية اللجنة. ووضعت اللجنة لوائح انتخابية لجميع المناطق حيث اجري اخر احصاء للسكان عام 1977 مستندة الى البطاقات التموينية التي اقرت عام 1996 تحت مراقبة الأممالمتحدة التي اطلقت حينها برنامجا لمساعدة السكان ابان الحظر الدولي. وستنشر اللوائح الاولية في وقت قريب ويتعين على الناخبين التدقيق فيها اعتبارا من اوائل نوفمبر لتصحيح الاسماء عند الضرورة. وقال متحدث باسم اللجنة ان النسخ الاولية للوائح الانتخابية جاهزة وسنعلن آليات التسجيل في غضون ايام موضحا ان ذلك ينطبق ايضا على المرشحين. من جهته، اوضح فالنزويلا بما انها انتخابات وفق النظام النسبي، فسيكون التصويت للوائح المرشحين وليس لافراد وهذه اللوائح يجب تحديدها في اشارة الى 275 مقعدا في المجلس الوطني الذي سيتم انتخابه. واضاف ان اللجنة التي تقدر اعداد الناخبين بما بين تسعة ملايين و12 مليونا ستبدأ عملها في هذا المجال الشهر المقبل. وقال في مطلع ديسمبر، سيكون واضحا جدا من الاحزاب السياسية التي سجلت للانتخابات وطبيعة لوائح المرشحين لكي تتمكن الحملة الانتخابية من الانطلاق. أما في الوقت الحالي، فان الحملة التي بدأتها اللجنة مازالت باهتة ولم تتجسد الا باعلانات تلفزيونية هدفها توعية العراقيين باهمية الاقتراع في حين لا تزال الاحزاب السياسية في حالة ترقب. وقال الطبيب ميسر محمد (28 عاما) من سكان بغداد لا أعرف شيئا عن الانتخابات. اعلم انها يجب ان تجري لكنني لا اشعر باي اهتمام حيالها. اما بالنسبة للعمال في الورش العديدة في بغداد فلا تبدو الانتخابات موضوعا مهما بسبب غياب المعلومات المتعلقة بها. وقال عبد الله سعود (26 عاما) إن رئيس الوزراء اياد علاوي هو الشخص الوحيد الذي اسمع به واعتقد انني سأصوت له في حين وافق اثنان من زملائه على ما يقوله.