يعرض في دور السينما الامريكية حاليا فيلم تسجيلي عن فترة الحرب في حياة المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جون كيري وما أعقبها من تحوله من جندي إلى ناشط سلام إلى نجم سياسي قومي. وأنتج الفيلم الذي يحمل عنوان السباحة ضد التيار.. حرب جون كيري الطويلة "صديق كيري" القديم جورج بتلر مصور ومخرج الفيلم الوثائقي الشهير عن حياة أرنولد شوارزنيجر "ضخ الحديد" عام 1972. وبدأت صداقة بتلر وكيري عام 1960 ومنذ ذلك الوقت وهو مقتنع بأن كيري سيكون رئيسا للبلاد في يوم من الايام. ورغم أن الفيلم الذي يعرض مبدئيا في 150 دارا للعرض لم يحقق نجاحا جماهيريا مثل فيلم الموسم التسجيلي الشهير (فهرنهايت 9/11) الذي عرض وسط وهج من الدعاية وحقق أرباحا تزيد على المائة مليون دولار إلا أن الصحافة الامريكية استقبلته استقبالا جيدا وهو يتيح نظرة عن قرب للشخص الذي يمكن أن يصبح قريبا أقوى رجل على كوكب الارض. ويبدأ الفيلم بلقطات مصورة بكاميرا للهواة لكيري وهو يمارس الرياضة في جامعة ييل ثم يشرح قراره بالانخراط في سلك الجندية ويلقي الضوء على تعرض الزوارق السريعة التي كان يقودها لنيران العدو. ويجري الفيلم مقابلات مع عشرات الرجال الذين خدموا مع كيري خلال هذه الفترة والذين يشهدون جميعا بشجاعته وقيادته وقراراته المنقذة للارواح. ويدحض هذا الجزء من الفيلم بوضوح المزاعم التي وجهها ضد سجل كيري العسكري عدد من قدامى المحاربين ومقاتلون آخرون لهم صلة بالحزب الجمهوري. ولكن قيمة الفيلم كرواية تاريخية تأتي أساسا من كونه يعرض لحياة أمريكي أثرت فيه حرب فيتنام ويعرض للولايات المتحدة في الفترة التي اتخذ فيها كيري قراره الاخلاقي الصعب بالانضمام إلى جبهة المحتجين على الحرب. ونقطة الذروة في الفيلم هي الشهادة التي أدلى بها كيري عام 1971 أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حيث تحدث الشاب طويل الشعر الذي كان عمره يومئذ يناهز السابعة والعشرين ببلاغة عن الرعب الذي تعرض له هو وزملاؤه المقاتلون خلال حرب فيتنام. ولفتت هذه الشهادة انتباه إدارة الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون المعروف بالتشكك ووضعت كيري في دائرة الضوء على المستوى القومي. ولاقى الفيلم استقبالا جيدا من الصحف الامريكية لما يكشف عنه من جوانب في حياة كيري إلى جانب تصويره المتزن والحيوي في الوقت نفسه لتأثير حرب فيتنام. وكتب أحد الصحفيين "قدم الفيلم تغطية لنشاطات جون كيري المتعلقة بحرب فيتنام بشكل تفصيلي ومتزن. وبعكس معظم الافلام التي تعرض في فترة الانتخابات فهذا الفيلم مثل كيري نفسه يخاطب العقل وليس العواطف". ولكن التعليق الاكثر جذبا للانتباه جاء في صحيفة فيليج فويس المستقلة التي تصدر في نيويورك.وكتب الناقد السينمائي جي. هوبيرمان "المشاهد المثالي لهذا الفيلم سيكون كيري نفسه فشهادته التي قدمها بعفوية أمام لجنة للكونجرس واحدة من أكثر الخطب السياسية صدقا وواقعية في التاريخ. نحن نفتقد مثل هذه الخطب الان". ورغم تأييده القوي لكيري إلا أن منتج الفيلم بتلر يتشكك في أن يصبح للفيلم تأثير على الانتخابات. وقال بتلر في مقابلة مع إحدى القنوات التليفزيونية المتخصصة في الافلام هذا الفيلم هو أفضل قصة يمكن أن تروى عن جون كيري وهو غني بالمادة الروائية. لكن من الامور النادرة أن يغير أي فيلم وجهة نظر الناس في أي موضوع.