يأتي اليوم الوطني كل عام ليذكرنا بامجاد واصالة هذه الامة والبلاد المترامية الاطراف الذي استطاع وبتوفيق من الله رجل واحد تجميع الشتات والتفافهم حول هدف واحد وراية واحدة وتربطنا بتاريخ الاجداد المجيد وتذكرنا بما لبلادنا من امجاد تجمع الاصالة والمعاصرة فتورث لنا الاعتزاز والافتخار ونشوة الانتصار وتعطينا العبر والدروس وتنير لنا السبل وتربط حاضرنا بماضينا فتدفع عجلة مستقبلنا الى الامام ، ولعل المتتبع لمسيرة هذه البلاد الطاهرة منذ ان ارسى قواعدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمة الله ينتابه نوع من الذهول لما تحقق لبلادنا على جميع المستويات من تقدم مطرد جعل العالم يقف مشدوهاً وهو يرى هذه النهضة الشاملة تدار بايدي ابناء هذا الوطن الذين كان اجدادهم بدوا رحلا تطرد الكلأ وتبحث عن الماء وهذا هو ديدنهم وهو ما يصبون اليه فجاء الابناء ليجدوا كل عناية من الدولة ايماناً بانه لن يكون هناك تقدم الا بسواعد وعقول هؤلاء الابناء الذين اثبتوا جدراة بل وتفوقوا على غيرهم ، فى يومنا الوطني نرى الاحلام تتحقق عاما بعد عام منذ ان التقى الامام محمد بن سعود بالامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله وتعاهدا على الجهاد فى سبيل الله واعلاء كلمته والدعوة اليه وانطلاقا من عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي بذل نفسه وماله وولده من أجل توحيد الجزيرة وجمع شتاتها وجمع كلمتها والتوفيق بين ابنائها وتحكيم شرع الله فيها فى وقت كانت احوج ما تكون الى ذلك ولولا انه كان مؤمنا بالله وبنصره منطلقا فى حكمه واحكامه ومعاملاته وتصرفاته ومواقفه من المصدرين الاصليين والمنبعين الصافيين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان صادقا مع نفسه وشعبه لما تحقق له ما تحقق ولما انجز هذا الانجاز قال تعالى (الذين إن مكانهم فى الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) (الحج41) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي) هذه هى القاعدة الصلبة التى انطلق منها الملك المؤسس وسار على نهجه ابناؤه البررة من بعده فتحقق لهذا الوطن ما تحقق وعاش المواطن فى بحبوحة من العيش آمنا في داره رغدا في عيشه له من الحقوق ما لا يجده في مكان آخر ، وستسير هذة البلاد الطاهرة حصنا حصينا للاسلام تحتضن اطهر بقاع الارض ومسجد الرسول الكريم مهما ارجف المرجفون وطبل المطبلون وفعل المفسدون ، فبلادنا اكبر من ذلك وحكامنا انزه مما يسوق له البعض خلف الطاولات المستأجرة ، وفى الختام لا يسعني الا ان ارفع اطيب التهاني والتبريكات واجدد العهد والبيعة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز والى الاسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم داعياً العلي القدير ان يديم على هذه البلاد نعمة الامن والامان والاستقرار. @ امير الفوج التاسع للحرس الوطني بالقطاع الشرقي