الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحابته اجمعين اما بعد: فقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن فتن الزمان وقال(ستكون فتن كقطع الليل المظلم يرقق بعضها بعضا) وقال (ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) وقال (في آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمرة) وما هذه الفتن التي تعصف بالعالم الا جزءا مما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم والمخرج منها الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكتاب الله هو النور المبين وسنة نبيه فيها الصلاح والفلاح لا يزيغ عنها الا هالك. وحيث ظهر هذه الايام في محطات البث الفضائية بعض الاشخاص هداهم الله يدعون الى الاصلاح في هذه البلاد وهم خارج البلاد فنقول حول هذا الموضوع مستعينين بالله: اولا: ليس لديكم تخويل ولا تفويض للتحدث باسم اهل هذه البلاد وان اردتم الخير والاصلاح فلا تفارقوا بلاد المسلمين وتلجأوا الى غيرهم وبديلا عن هذا او ذاك نذكركم بقول الله تعالى(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) ونذكركم بقوله تعالى (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) وقوله (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطعما إن رحمة الله قريب من المحسنين) ولستم وكلاء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويكفيكم قول رب العالمين (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون). ثانيا: نقول لاخواننا وابنائنا في هذه البلاد عليكم بتقوى الله والاعتصام بحبله المتين وطاعة الله ورسوله وولي الامر وعدم الاهتمام بما يرجف به المرجفون من اشاعات لهذا ليس بغريب فقد ارجف المرجفون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل فيهم قوله تعالى(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا) وليس كل ما يقال صحيح والدليل قول الله تبارك وتعالى (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) وليعلم المسلمون ان يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار وان طريق السلامة الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتكاتف والتراحم وعدم التفرق فالله الله ان تؤتى بلاد الحرمين من قبل اهلها بسبب ارجاف المرجفين، اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه والله المستعان. عبدالله بن احمد الزهراني مدير الاوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة المندق