«في هذا اليوم المبارك، الذي تتلاحق فيه دقات قلوبكم استشعاراً بالسعادة، وتزدان فيه وجوهكم فرحاً بالنجاح الذي تحقق حصاداً لثمار جهودكم التي دامت أعواماً، يسرُّني أن أعيد ما قلته مراراً لزملائكم في أعوام سابقة: إنكم بنجاحكم هذا قد أكدتم أهمية تجربة الابتعاث إلى الخارج، التي بدأت لأول مرة منذ 90 عاماً (1346ه - 1927م) في بلادنا الحبيبة، المملكة العربية السعودية، بقيادة حكيمة، أدركت منذ تأسيسها أن التطور والتنمية الحقيقية للوطن إنما يأتيان أولاً بالاستثمار الحقيقي في تطوير وبناء العقول والكوادر البشرية المؤهلة من أبناء وبنات الوطن للإسهام في نجاح دعم حركة نموه وازدهاره في جميع جوانبها، ولتصبح بلادنا في مصاف الدول المتقدمة على المستويَين الإقليمي والعالمي». هذا ما وجهه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري إلى أبنائه الطلبة خلال حفل تخرج المبتعثين السعوديين في كندا، فهم إحدى باكورات برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، فعندما نطالب بتنمية موارد الاستثمار، عندما يتولى المبتعث أو المبتعثة مكانة وظيفية فهو قادر على تحويل المنشأة التي يعمل بها إلى نموذج من حيث كفاءة الموظفين والجودة في العمل فهذا هو الاستثمار الحقيقي، عندما نرى خريجينا يعودون إلى أرض المملكة بخبرات وشهادات عالمية، نستشعر أننا قد أنتجنا مخرجات وطنية، فالعدد يتضاعف منذ عام 1426ه، حيث كان عدد طلبتنا 5000 مبتعث إلى أمريكا ليصل إلى ما يتجاوز 150 ألف مبتعث ومبتعثة موزعين على أكثر من 30 دولة، لنيل الدرجات العلمية في جميع المجالات والتخصصات العلمية والصحية والطبية والهندسية التي يتطلبها سوق العمل في مشاريع التنمية الفكرية والعلمية والاقتصادية في السعودية. وقد تخرج من هذا البرنامج حتى الآن نحو 55 ألف طالب وطالبة. 55 ألف طالب وطالبة، قادرون حتى هذه اللحظة على زرع أفكارهم العلمية في منابت عدة، واستخراج ثمار وطنية منها، فعندما يتولى المبتعث أو المبتعثة مكانة وظيفية فهو قادر على تحويل المنشأة التي يعمل بها إلى نموذج من حيث كفاءة الموظفين والجودة في العمل وتقديم أفضل أنواع الاستشارات في مجال العمل، فالمبتعث يحمل في ذاكرته إبداعا وعلما في مجال اختصاصه والاستفادة منه لا تتوقف على موظفيه، وإنما تعم على المجتمع. حفل الخريجين المبتعثين في كندا، كانت له سمة تختلف عن كل ما يقال في حفلات التخرج، فمضامين الحفل أكدت على أن نهج الوزارة يسير وفق تطلعات المستقبل في تحقيق ثروات بشرية بتنمية العقول وتأهيل الأجيال لمواجهة فرص المستقبل بنجاح وإتقان.