دراسة تطبيقية للمترددات على مقاهي مدينة الخبر من إعداد د. فريال بنت محمد الهاجري تعد دراسة المقاهي كإحدى وسائل الترفيه وشغل أوقات الفراغ من الموضوعات المدرجة ضمن اهتمام العديد من التخصصات إذ أنها ظاهرة اجتماعية لها جوانب إيجابية وسلبية شاع استخدامها والتردد عليها في مجتمعاتنا المعاصرة بصورة كبيرة وبأشكال متنوعة وكانت أحد مظاهر التقنيات الحديثة. ولممارسة ذلك لابد من توافر وقت الفراغ الذي يعد جزءاً من وقت الإنسان ويفرض نفسه على أجزاء الوقت الأخرى. إذا لابد من الترويح والترفيه عن النفس لتجديد النشاط ورفع الطاقة الإنتاجية. ويمكننا القول هنا إن استغلال وقت الفراغ تعني مرحلة من مراحل الإعداد للعمل والإبداع. ولا يجوز التقليل من أهمية وقت الفراغ كما ذكر سقراط إن وقت الفراغ لهو أثمن ما نملك. ويرتبط استغلال وقت الفراغ واستثماره بأعراف كثيرة منها الأنظمة السائدة في المجتمع. والعادات والتقاليد. ومستوى التقدم الحضاري. والعلاقات الاجتماعية ويخضع للقوانين التي يفرضها المجتمع على أفراده وهيئاته المختلفة. كما أن تحويل وقت الفراغ إلى نشاط ترويحي يعتمد على أوضاع الأفراد الاقتصادية (المالية) والاجتماعية التي ترتبط بالعمر والجنس والمستوى الثقافي (التعليمي). ويعتقد البعض أن الإنفاق الترفيهي في أوقات الفراغ لهو إنفاق ترفي غير منتج وهذا رأي غير صائب لوجود علاقة متبادلة مباشرة وغير مباشرة ما بين وقت العمل ووقت الفراغ. إذ أن الوسائل والأماكن التي يقضي فيها الإنسان وقت فراغه تنعكس إيجابياً على إنتاجيته وقدرته على العطاء وتوفر الكثير مما يمكن أن يهدر في سبيل معالجة المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الكبت والملل والضيق النفسي. وتزداد أهمية استثمار وفت الفراغ عندما يتعلق الأمر بالشباب عموماً والشباب الجامعي بصفة خاصة. وهم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطا وأقدرهم على الإنتاج والعطاء والإبداع في كافة المجالات. كما أنهم المؤهلون قوة وعملاً وعلما وثقافة وسلوكاً للنهوض بمسئوليات بناء المجتمع. وفي المقابل هم أكثر الفئات التي تمثل حالة نفسية اجتماعية انفعالية تقبل التغيير وسرعة التوافق مع المتغيرات والتكيف معها بكل جرأة. وتحتاج إلى عناية خاصة . أهداف الدراسة وتهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على المقاهي كإحدى وسائل الترفيه وقضاء أوقات الفراغ للكشف عن إيجابياتها وسلبياتها ومحاولة تقييمها ومن ثم تقويمها من خلال الإجابة عن عدد من التساؤلات أهمها: من يقصد هذه الأماكن (المقاهي) من خلال التعرف على خصائصهم الديموجرافية ومستواهم التعليمي والاقتصادي؟ وما الأهداف الكامنة خلف التردد على المقاهي والصعوبات التي تواجهها كإحدى وسائل الترفيه والمعوقات التي تحد من استخدامها وطرق التغلب عليها؟ وقد قامت الدراسة على عدد من الفرضيات أهمها: توجد فروق ذات دلالة إحصائية وعلاقة ارتباطية قوية لمرتادات المقاهي من السيدات والشابات والمتغيرات التالية: العمر. الحالة الاجتماعية. حجم الأسرة. وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية وعلاقة ارتباطية قوية بين المستوى التعليمي والاقتصادي والتردد على المقاهي. وفي محاولة للتعرف على أبعاد الظاهرة المدروسة المقاهي كإحدى وسائل الترفيه وشغل أوقات الفراغ والتي شاع استخدامها في الآونة الأخيرة. إذ أثبتت الدراسة الميدانية أن معظم مقاهي الدراسة أنشئت في النصف الثاني من التسعينات. وعلاقتها بعناصر الدراسة كالعمر والحالة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية تم توزيع 600 استمارة على عينة عشوائية من المترددات على المقاهي في المجمعات التجارية وغيرها كان المحصل منها الثلث أي 200 استبانة بنسبة 33.33% من الإجمالي. إن البعد المكاني للظاهرة قيد الدراسة مدينة الخبر امتد لمسافة 180 كم منها وهي المسافة الفاصلة ما بين مدينتي الخبر والاحساء جنوبا 180 كم ولا غرابة في ذلك إذ أن مدينة الخبر تمثل العاصمة السياحية للمنطقة الشرقية لكونها تضم العديد من المنتجعات والقرى السياحية. والمعارض الثقافية. والحدائق العامة والمنتزهات. والمجمعات التجارية. كما أنها تتفوق على مدن حاضرة الدمام ( الدماموالخبروالظهران) في عدد منشآت الشقق المفروشة وتضم أكثر من نصف المنشآت بواقع 125 منشأة بنسبة 53.65% من جملة عدد منشآت الشقق المفروشة في مدن الحاضرة. وقد حازت على 96991 نزيلا بنسبة 48.54% من جملة الشقق المفروشة في الحاضرة خلال العطلة الصيفية لعام 1420ه (1999م) بالرغم من صغر مساحتها إذ تشغل 17.5% من إجمالي مساحة الحاضرة 480كم2 . ويتضح من أفراد عينة الدراسة اتساع البعد المكاني للظاهرة قيد الدراسة إذ تصل نسبة المترددات على مقاهي مدينة الخبر من السعوديات الوطنيات حوالي 88% وغير السعوديات بواقع 12% والنسبة الأكبر من الزائرات للمقيمات في مدينة الخبر بواقع 43% ثم المقيمات في مدينة الدمام بنسبة 31% ثم الظهران 14% وتتوزع النسبة المتبقية ومقدارها 12% على النحو التالي: القطيف بمدنها وقراها والأحساء بنسبة 3% لكل منها. ورحيمة وأبقيق بواقع 2% لكل منها . وأخيرا الجبيل (1%) وزائرة من مدينة جدة. وقد كان للمترددات على المقاهي أهداف عدة وأن اعتبرها 35.48% من أفراد عينة الدراسة وسيلة الترفيه الوحيدة المتوافرة والتي يمكن أن يشغلن بها وقت الفراغ. وقد جاء ترتيب الأهداف على النحو التالي: احتلت نسبة الترفيه وقضاء وقت الفراغ المركز الأول بواقع 31.52% يليها في المركز الثاني هدف مقابلة الصديقات بعيداً عن أجواء المنزل بنسبة 22.83% ثم الاستراحة بعد عناء التسوق خاصة في المجمعات التجارية في المركز الثالث بواقع 22.28% ولمجرد الخروج من المنزل الهدف الرابع بنسبة 11.41% ويتراجع للمركز ما قبل الأخير كونها أفضل الأماكن لمقابلة من ترغب بما يوازي 9.78% ويأتي هدف كونها مكانا لعقد اجتماع عمل أو قضاء مهمة بواقع 2.71% وقد كان للمترددات على المقاهي أسباب وأهداف أخرى للزيارة غير الأهداف السابقة منها أسباب اجتماعية مثل مناقشة الزوج بعيداً عن أجواء المنزل. وتغيير جو المنزل والروتين اليومي. والرغبة في الجلوس مع الأولاد في مكان عام وهذه في معظمها أسباب أخرى للسيدات. والبعض يرى أن زيارة المقهى تحقيق لرغبات نفسية منها التعبير عن شيء يدور بداخلهن وممارسة أمور قد لا تمكنهن ظروفهن الاجتماعية من تعاطيها في المنزل وقد تبين من خلال استبانة القائمين على إدارة المقهى أن نصيب قسم العوائل في احد المقاهي ارتفع من 20% إلى 30% من جملة زوار المقهى بعد التوسعة الخاصة كذلك يرين أن المقهى مكان مناسب لممارسة الإدمان على القهوة والشاي والمنبهات بصفة عامة. كما تبين من خلال الدراسة الميدانية العينة العشوائية التي تم توزيع الاستبانات عليها والتي توافقت نسبها تقريبا مع ما ورد في استبانة القائمين على إدارة المقهى أن حوالي 57.02% من أفراد عينة الدراسة المترددات على المقاهي من زائرات الفترة المسائية بما يتوافق مع الوضع الوظيفي والرغبات الشخصية إذ أن 38.24% من أفراد العينة موظفات و35.59% طالبات في مراحل دراسية مختلفة. وتأتي في المرتبة الثانية زائرات الفترة الصباحية بواقع 34.21% إذ يمثلن غير الموظفات ما يوازي 26.47% من أفراد عينة الدراسة. والنسبة المتبقية 8.77% من زائرات الظهيرة. النتائج والتوصيات هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على المقاهي كإحدى وسائل الترفيه وقضاء أوقات الفراغ للكشف عن إيجابياتها وسلبياتها ومحاولة تقييمها ومن ثم تقويمها من خلال الإجابة عن عدد من التساؤلات. ووفق معايير الدراسة فقد كشفت نتائج الدراسة عن أن النسبة الغالبة من المترددات على المقاهي بواقع (48.35%) من أفراد عينة الدراسة اعتبرنها وسيلة الترفيه الوحيدة المتوافرة والتي يمكن أن يشغلن بها وقت الفراغ. وقد جاء هدف زيارة المقاهي للترفيه وقضاء وقت الفراغ في المركز الأول بواقع 52.31%. يليها في المركز الثاني هدف مقابلة الصديقات بعيداً عن أجواء المنزل بنسبة 83.22%. ثم الاستراحة بعد عناء التسوق- خاصة في المجمعات التجارية- في المركز الثالث بواقع 28.22%. وللخروج من المنزل الهدف الرابع بنسبة 41.11%. ويتراجع للمركز ما قبل الأخير كونها أفضل الأماكن لمقابلة من ترغب بما يوازي 78.9%. ويأتي هدف كونها مكان لعقد اجتماع عمل أو قضاء مهمة بواقع 71.2%. كما خرجت الدراسة بعدة نتائج أهمها: 1 كان للظاهرة قيد الدراسة ( المقاهي) بعداً جغرافياً امتد لمسافة 180 كيلو متراً تقريباً من مدينة الخبر- العاصمة السياحية لمنطقة الشرقية وفق مقاييس عدة منها الشقق المفروشة- وهي المسافة الفاصلة ما بين مدينتي الخبر والأحساء جنوباً. وقد كانت النسبة الكبرى من الزائرات للمقيمات في مدينة الخبر بواقع 43%. يليها المقيمات في مدينة الدمام بنسبة 31%. ثم الظهران 14%. وتتوزع النسبة المتبقية ومقدارها 12% على النحو التالي: القطيف بمدنها وقراها والأحساء بنسبة 3% لكل منها. ورحيمة وأبقيق بواقع 2% لكل منها. وأخيراً الجبيل (1%) وزائرة من مدينة جدة. 2 كان للمترددات على المقاهي أسباب وأهداف أخرى للزيارة منها ما يحقق فائدة نفسية وحل لمشكلة اجتماعية. إذ كان للسيدات أسباب اجتماعية كالهروب من الزوج أو مناقشة الزوج بعيداً عن أجواء المنزل. وتغيير جو المنزل والروتين اليومي. والرغبة في الجلوس مع الأولاد في مكان عام. وأخريات يرين بزيارة المقهى تحقيقا لرغبات نفسية منها التعبير عن شيء يدور بداخلهن. وممارسة أمور قد لا تمكنهن ظروفهن الاجتماعية من تعاطيها في المنزل مثل التدخين. وكذلك ممارسة الإدمان على شرب القهوة والشاي والمنبهات بصفة عامة في أجواء مختلفة عن أجواء المنزل. 3 كان للشابات نصيب الأسد من حيث التردد على المقاهي بواقع 55% من أفراد عينة الدراسة- المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية- وأتت نساء ما بعد مرحلة الدراسة الجامعية في المرتبة الثانية بواقع 47.26%. ثم مرحلة النضوج والتي تمتد ما بين الثلاثينات والأربعينات بما يوازي 18.62% وكانت نسبة غير المتزوجات 54.48%. و63.45%. للمتزوجات والنسبة المتبقية ومقدارها 83.5% للمطلقات. 4 أن النسبة الأكبر من المترددات على المقاهي والتي تزيد عن النصف بواقع 13.52% من الأسر المتوسطة الحجم والتي يتراوح عدد أفرادها ما بين 4 إلى 7 أشخاص. يليها من حيث الحجم الأسر الصغيرة الحجم والتي يقل عدد أفرادها عن 4 أشخاص بنسبة 85.30%. وتتراجع الأسر الكبيرة الحجم والتي يزيد عدد أفرادها عن 7 أشخاص إلى المركز الأخير بنسبة 02.17%. 5 أن النسبة الأكبر من المترددات على المقاهي والتي تزيد عن النصف بواقع 67% من ذوات التعليم العالي ( جامعي 58%. وفوق الجامعي 9% تقريباً) يليها المرحلة الثانوية بنسبة 26%. ثم المتوسطة بواقع 4%. والنسبة المتبقية بما يوازي 3% للمراحل الدنيا. 6 ان النسبة الأكبر بين المترددات على المقاهي والتي تزيد على الثلث لذوات الدخل الشهري المتوسط والذي يتراوح ما بين 3000 الى 8999 ريالا بنسبة 84.40 % يأتي ذوات الدخل المنخفض الذي يقل عن 1000 ولا يتجاوز 2999 ريالا في المركز الثاني (43.39%) وعن على الأغلب طالبات المدارس والجامعات اللاتي يتقاضين مكافأة دراسية ومصروفا شخصيا من والديهن وسيدات أو فتيات غير موظفات, ويتراجع للمركز الأخير صاحبات الدخل المرتفع بواقع 72.19%. 7 ان النسبة الأكبر والتي تزيد عن ثلاثة أرباع المترددات على المقاهي بواقع 83% موظفات في قطاعات الدولة المختلف, اذ حاز القطاع الحكومي على النسبة الأكبر بواقع 50.57 %, يليه القطاع الخاص كالشركات الخاصة ومنها شركة ارامكو السعودية بنسبة 40 % وتتراجع الأعمال الحرة إلى المركز الأخير بنسبة 50.2%. 8 هناك وسائل ترفيهية بديلة للمترددات على المقهى والتي يمكن أن تحل محل المقهى كأحد وسائل الترفيه وقضاء وقت الفراغ على النحو التالي: 25 % في ممارسة الرياضة او الالتحاق بالنوادي في حال وجودها, وأخريات يرين توفير جو مناسب في المنزل بنسبة 62.35 % يمكن أن تحل محل المقهى, وما يقدر ب 33.12 % يفضلن ممارسة عمل مسائي كالالتحاق بمراكز التجميل, كما كان للبعض نظرة خاصة لتطوير المقاهي بافتتاح مقاهي نسائية على مستوى راق يعملن بها فتيات, وأخريات يرين الحاجة إلى افتتاح نوادي رياضية اجتماعية. واستنادا الى النتائج التي توصلت إليها الدراسة توصي الباحثة بما يلي: 1 ضرورة التنويع في إيجاد وسائل مفيدة لقضاء وقت الفراغ لكل من السيدات والشابات على السواء على اعتبار أن الجميع لديهن وقت فراغ ومشاعر وأحاسيس ورغبات خاصة تحمي الفتيات والسيدات تتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا تخل بالأعراف وتعم بالفائدة على بمجتمع, وتخلق مجالات عمل جديدة على النحو التالي: @ افتتاح مجمعات نسائية على أرقى المستويات على غرار مجمع المملكة في مدينة الرياض تجمع بين التنزه والاستجمام والتسوق وقضاء وقت الفراغ. @ افتتاح مراكز نسائية سياحية ترفيهية للهيئة العليا للسياحة تنظم برامج ترفيهية نسائية متنوعة منها القيام برحلات سياحية. @ افتتاح معاهد فنية كمعاهد التجميل والتي تحد من العمالة الوافدة بتوفير عمالة محلية مؤهلة. @ عمل معارض نسائية فصلية خاضعة للجان تنظيمية تعرض بها نتاج السيدات والموهوبات والراغبات في بيعها. 2 ضرورة اصطحاب الفتيات عند زيارة المقهى حماية لهن من الاجتماع برفيقات السوء وما قد يتعرضن له من مضايقات. 3 ضرورة توفير أجواء منزلية ترفيهية مناسبة خاصة للشابات في سن المراهقة تؤمن لهن الراحة والدفء والحب الأسري.