أخطر ما كشفته الدراسة التي قمت بنشرها في سياق مقالي الأخير الأحد الماضي بعنوان «المرأة والمقهى»، والمستندة لدراسة نشرت في مجلة العقيق التي تصدر عن نادي المدينةالمنورة الأدبي في عدديه 47 و48 بعنوان المقاهي الترفيهية: أبعادها الديموجرافية والاجتماعية والاقتصادية: دراسة للمترددات على مقاهي مدينة الخبر؛ فما يخص الشابات صغيرات السن المترددات على المقاهي، يجعلنا نقف مع أنفسنا ونتساءل هل وجود الفتيات في المقاهي يكون بدون حسيب أو رقيب؟ وهل له آثار إيجابية على المجتمع؟ فهناك نحو 27 مسمى لتصنيف مقهى وكوفي شوب في مدينة الخبر، تم التصويت عليها في موقع قيّم التفاعلي لتقييم المطاعم والمقاهي. وقد قمت بزيارة أغلبها في دراسة استطلاعية فماذا رأيت؟ ما رأيته لا يسر الخاطر أبداً، شابات في مقتبل العمر لديهن مفهوم خاطئ للمقهى، ويتصرفن بطريقه تثير الشفقة فهي إحدى صور التحضر بمفهومه الخاطئ، أو نتيجة للتفكك الأسري أحياناً وضعف رقابة الأهل وتركهم لفلذات أكبادهم يسرحن ويمرحن بحجة التنفيس وتغيير "جو"، ومن ناحية أخرى قلة الأماكن التي يمكن أن يقصدها الشابات وكبيرات السن لقضاء أوقات الفراغ بما يعود بالنفع عليهن. ولتقويم الظاهرة أوجه رسالتي إلى أولياء الأمور، حيث لا بد من تكاتفهم والمسؤولين كل وفق اختصاصه، والأمانة المحملة على عاتقهم بمرافقة الشابات دون سن النضوج الفكري منعاً لحدوث ما لا تحمد عقباه، وتكثيف الجهود لإيجاد البدائل من قبل الهيئة العليا للسياحة، والتي تم التوصية عليها في العدد السابق للمرأة والمقهى، ولن يأتي ذلك إلا بالتعاون مع فكر المرأة ومشاركتها في اتخاذ القرار فيما يناسبها ويناسب مجتمعها وأفراد أسرتها. لقد جاءت الإحصائية التي تم نشرها لافتة للنظر، وبحاجة إلى وقفة تأمل وتقييم، ومن ثم تقويم حسب الحاجة، لكون اكثر من نصف عينة الدراسة من الشابات، وأكثر من نصف عينة الدراسة الخاصة بكبار السن من ذوات التعليم العالي – الجامعي وما فوق - فمن الناحية الاجتماعية لكبار السن يعتبر المقهى هو المأوى الأفضل لمناقشة قضاياهم العملية والاجتماعية، في أجواء ممتعة خارجة عن الروتين المعتاد عليه في اروقة العمل والمنازل.