تعد دراسة المقاهي إحدى وسائل الترفيه وشغل أوقات الفراغ من الموضوعات المدرجة ضمن اهتمام العديد من التخصصات؛ إذ إنها ظاهرة اجتماعية لها جوانب إيجابية وسلبية شاع استخدامها والتردد عليها في مجتمعاتنا المعاصرة بصورة كبيرة وبأشكال متنوعة وكانت أحد مظاهر التقنيات الحديث. في دراسة تطبيقية عُملت على المقاهي الترفيهية والمترددات عليها في مدينة الخبر؛ وجد أن للشابات نصيب الأسد من حيث التردد على المقاهي بواقع 55٪ من أفراد عينة الدراسة–المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية-، وأتت نساء ما بعد مرحلة الدراسة الجامعية في المرتبة الثانية بواقع 26.47٪، ثم مرحلة النضوج والتي تمتد ما بين الثلاثينات والأربعينات بما يوازي 18.62٪. وكانت نسبة غير المتزوجات 48.54٪، و45.63٪ للمتزوجات.
كما إن النسبة الأكبر من المترددات على المقاهي بواقع 67٪ من ذوات التعليم العالي (جامعي 58٪، وفوق الجامعي 9٪ تقريباً). وقد أبدت المترددات رغبتهن بإنشاء وسائل ترفيهية بديلة للمقهي لقضاء وقت الفراغ على النحو التالي: 52٪ يطالبن في ممارسة الرياضة أو الالتحاق بالنوادي في حال وجودها، وأخريات يرين أن بتوفير جو مناسب في المنزل بنسبة 35.62٪ يمكن أن تحل محل المقهى، وما يقدر ب 12.33٪ يفضلن ممارسة عمل مسائي كالالتحاق بمراكز التجميل. كما كان للبعض نظرة خاصة لتطوير المقاهي بافتتاح مقاهٍ نسائية على مستوى راق يعملن بها فتيات. وأخريات يرين الحاجة إلى افتتاح نوادٍ رياضية اجتماعية حاجة ملحة.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها: ضرورة التنويع في إيجاد وسائل مفيدة لقضاء وقت الفراغ لكل من السيدات والشابات تتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا تخل بالأعراف، وتعم بالفائدة على المجتمع، وتخلق مجالات عمل جديدة مثل: افتتاح نواد رياضية ومعاهد فنية ومجمعات نسائية، إنشاء مدينة سياحية ساحلية نسائية (السباحة، ألعاب مائية، ممرات للمشي، مطاعم، شاليهات، أماكن للتسوق، مقاه، مكتبات، مراكز تجميل)، وضرورة اصطحاب الفتيات عند زيارة المقهى لحمايتهن من المضايفات ورفيقات السوء، وتوفير أجواء منزلية ترفيهية للشابات تؤمن لهن الدفئ والحب الأسري. وكما تلاحظون فإن الدراسة خرجت بمعطيات إحصائية جديدة وقد تكون لها تفسيراتها الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما سأتناوله خلال مقالي الأسبوع المقبل.