شكك مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، في أي ادعاء إيراني باقتراب سفن حربية إيرانية من الحدود البحرية الأميركية الدولية، بحسب ما ذكرت قناة «الحدث»، أمس، فيما دعا معارضون إيرانيون من مؤتمر عقد في باريس لإسقاط نظام الملالي، وانطلقت أمس الجولة الثالثة من مباحثات إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية . وفي التفاصيل، نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن ضابط بالبحرية الإيرانية قوله: إن أوامر صدرت لعدد من السفن الحربية بالاقتراب من الحدود البحرية الامريكية كرد على نشر سفن امريكية في الخليج. ونقلت الوكالة عن الاميرال افشين رضائي حداد قائد الاسطول الشمالي بالبحرية الايرانية قوله: إن «الاسطول العسكري الايراني يقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة وإن لهذه الخطوة رسالة». ونقلت عنه قوله: إن السفن بدأت رحلتها صوب المحيط الأطلسي عن طريق «المياه الواقعة قرب جنوب افريقيا». ولم يتسنّ التأكد من تقرير فارس بشكل مستقل، ولم يتضمن التقرير تفاصيل بشأن السفن. وفي واشنطن شكك مسؤول دفاعي امريكي طلب عدم نشر اسمه، في اي ادعاء باقتراب سفن ايرانية من الحدود البحرية الامريكية. ولكن المسؤول اضاف ان «السفن حرة في العمل في المياه الدولية». وتجري الولاياتالمتحدة وحلفاؤها مناورات بحرية في الخليج بشكل منتظم قائلين: إنهم يريدون ضمان حرية الملاحة في ذلك الممر المائي، الذي يمر من خلاله 40 في المئة من صادرات النفط العالمية المحمولة بحراً. وتتضمن التسهيلات العسكرية الامريكية في المنطقة قاعدة لأسطولها الخامس في البحرين. وقالت فارس: إن البحرية الإيرانية طورت وجودها في المياه الدولية منذ 2010، وترسل بشكل منتظم سفناً في المحيط الهندي وخليج عدن، لحماية السفن الإيرانية من القراصنة الصوماليين الذين يعملون بالمنطقة. من جهته، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أن الخيار العسكري ضد بلاده والذي تلوح به الولاياتالمتحدة على مدار ال35 عاما الماضية لايعني شيئاً بالنسبة لإيران. وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية «مستعدة دائما للرد بشكل ساحق على تلك القوى». وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي،شكك بموقف الولاياتالمتحدة الأميركية من المشروع النووي الإيراني، قائلا:ً إنها تنوي تغيير نظام الحكم في إيران. ودعا خامنئي، في كلمة أمام قادة القوة الجوية، إلى مراقبة «التصريحات غير اللائقة» للمسؤولين الأميركيين لكشف «نيات الأعداء السيئة ونفاقهم». وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يطلقون تصريحات مختلفة كلما خرجوا من الاجتماعات الخاصة التي تجمعهم مع المسؤولين الإيرانيين. المعارضة الايرانية وفي سياق آخر، عقد ممثلون عن أكثر من 300 جمعية ومنظمة ايرانية من اوروبا والولاياتالمتحدة واستراليا «مؤتمراً عاماً» في باريس نددوا فيه ب «السجل المشين» لنظام الملالي الحاكم في ايران منذ 35 عاما، كما أعلن المكون الاساسي في هذا المؤتمر، منظمة مجاهدي خلق. وفي ختام «المؤتمر العام» الأول من نوعه تبنى ممثلو الجمعيات والمنظمات، وهم أساتذة جامعيون وأطباء ومدرسون ومثقفون، بياناً دعوا فيه إلى «إسقاط نظام الملالي وتحقيق نظام جمهوري ديمقراطي قائم على فصل الدين عن الدولة تحترم فيه جميع الحريات الفردية والسياسية»، بحسب ما أعلنت مجاهدي خلق في رسالة الكترونية تلقتها وكالة فرانس برس. وأضاف البيان الختامي: إن «نظام الملالي هو نظام في غاية العجز والهشاشة وإن تغييره في متناول اليد» لأن «الشارع الايراني يعيش حالة احتقان وتفجر ونظام الملالي يعيش مرحلة السقوط». ودان البيان من جهة أخرى «صمت المجتمع الدولي على الانتهاك الهمجي والمنهجي لحقوق الانسان في ايران، وكذلك نكث التعهدات من قبل الأممالمتحدة والحكومة الاميركية تجاه حماية سكان مخيم ليبرتي» في العراق والذي يقيم فيه لاجئون ايرانيون معارضون لنظام الجمهورية الاسلامية. وفي «المؤتمر العام» قالت زعيمة المنظمة مريم رجوي، التي شاركت في الاجتماع كضيف شرف: إن «حكم ولاية الفقيه على مدى 35 عاماً هو حكم بسجل كارثي دائم»، مؤكدة بحسب بيان منظمتها أن «هذا النظام حكم فاشل وهو يعيش في مرحلته النهائية من كل الجوانب، والشارع الايراني مستعد لتغيير هذا النظام». المحادثات النووية وفي سياق آخر، انطلقت أمس الجولة الثالثة من مباحثات إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وتعقد هذه المفاوضات التي انطلقت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، صباح السبت في طهران، في إطار متابعة الاتفاق المتضمن 6 بنود، والذي توصل إليه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي والمدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو قبل فترة. كان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قد صرح مساء السبت في ختام الجولة الثانية من المباحثات بأن مسيرة المفاوضات الجارية في طهران بين وفدي إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية جيدة وتشهد تقدماً. وأضاف، أن إيران ستجيب على جميع الأسئلة التي يطرحها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والموجودون في طهران حالياً، سعياً للوصول إلى اتفاق بشأن التحقيق فيما تردد عن وجود مشاريع أسلحة ذرية. يشار إلى أن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وقعتا في 11 تشرين ثان/نوفمبر الماضي اتفاقاً تبلغ طهران بموجبه الوكالة عن المفاعلات الجديدة ومواقع تخصيب اليورانيوم وهي في مرحلة التخطيط الأولى. ويلزم الاتفاق إيران بالسماح بعمليات التفتيش في منجم كجين لليورانيوم وفي آراك حيث يوجد مفاعل تحت الإنشاء ينتج البلوتونيوم. وأعقب ذلك اتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 التي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا في 24 تشرين ثان/نوفمبر الماضي يقضي بالحد من الأنشطة النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.