طهران، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت طهران أمس، أن أحداً لا يستطيع إلغاء نفطها من الأسواق العالمية، فيما تحدث تجار عن «كابوس رهيب» أوجدته العقوبات الغربية، إذ انعكست عجزاً لسفن شحن عن إفراغ حمولتها من الحبوب في مرافئ إيرانية، لاحتمال عدم دفع ثمن حمولاتها. في غضون ذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أن «صنع القرار في إيران في شأن برنامجها النووي، يحكمه نهج الكلفة والمنفعة، ما يعطي المجتمع الدولي فرصاً للتأثير في طهران». وقال في شهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: «إيران تبقي مفتوحaاً، خيار صنع سلاح نووي، في شكل جزئي من خلال تطوير قدرات ذرية، تجعلها في موقع أفضل لإنتاج أسلحة مشابهة، إذا قررت ذلك. لكننا لا نعلم اذا كانت إيران ستقرر صنع سلاح نووي». واعتبر أن «التقدم التكنولوجي الإيراني يساهم في تقديرنا بأن إيران قادرة على إنتاج كمية كافية من اليورانيوم مرتفع التخصيب، لصنع سلاح ذري، إذا قررت ذلك». ورأى أن تشديد العقوبات الأميركية على إيران، أحدث تأثيراً أكبر من السابق، لكنه رجّح ألا تؤدي «صعوباتها الاقتصادية، الى تعريض النظام لخطر». وقال إن طهران سعت الى «استغلال الربيع العربي، لكنها نالت منافع محدودة». واعتبر كلابر أن المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، «يظهر أن بعض المسؤولين الإيرانيين، ربما بينهم المرشد علي خامنئي، غيّروا حساباتهم وهم على استعداد لشنّ هجوم في الولاياتالمتحدة، رداً على خطر حقيقي أو متوقع، من عمل أميركي يهدد النظام» في طهران. وقال: «نحن قلقون أيضاً في شأن خطط إيرانية، على مصالح الولاياتالمتحدة أو حلفائها في الخارج». وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن 24 سفينة على الأقل، تنقل 480 الف طن من الحبوب، متوقفة قبالة المرافئ الإيرانية، لاحتمال عدم دفع ثمن حمولاتها بسبب العقوبات المفروضة على طهران. ونقلت عن «مصدر في قطاع الاستيراد الصناعي» في إيران، أن العقوبات الأوروبية والأميركية تحظر إبرام أي عقد مع طهران، وتمنع دفع حقوق المصدرين بسبب منع التعاملات المصرفية. وأضاف: «تحويل الاموال عبر النظام المصرفي، أصبح عملياً مستحيلاً». في السياق ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن تاجر حبوب أوروبي: «نجحت العقوبات لدرجة أن النظام المصرفي الإيراني لم يعد يعمل، ما لا يسمح بشركات التجارة العالمية بتسلّم كتب اعتماد يمكن استخدامها. سفن (الإيرانيين) متوقفة حتى إيجاد طريقة لتنفيذ المدفوعات، إنها فوضى». وتحدث تاجر حبوب آخر عن «كابوس رهيب». في غضون ذلك، أعلن السيناتور الديموقراطي تيم جونسون، رئيس لجنة المصارف في مجلس الشيوخ الأميركي، وريتشارد شيلبي، أبرز سيناتور جمهوري في اللجنة، أن اللجنة ستناقش غداً مشروع قانون يشدد العقوبات على إيران. الى ذلك، أوردت وكالة «فارس» أن وفداً بارزاً من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهى زيارة الى إيران، بدأها السبت الماضي، أجرى خلالها محادثات «بناءة»، مشيرة الى أن «الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات». واحتجاجاً على الزيارة، نظّم طلاب إيرانيون تجمعاً صامتاً أمام مقرّ «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» أمس، معتبرين أن الزيارة قد تؤدي الى اغتيال علماء نوويين إيرانيين.