هل جاءكم نبأ الرجل الذي قتل ابنتيه؟ تقول الرواية: ان (ع) قد قام بضرب ابنتيه من زوجته الاولى وتعذيبهما مما ادى الى وفاة الصغرى (3 سنوات) اما الكبرى 6) سنوات فقد لقيت من الضرب والكي بالنار ما استدعى ادخالها الى المستشفى. لقد ذهلت عندما قرأت هذا الخبر المؤلم.. عن ذلك الفعل المشين يصدر من اب فقد عاطفة الابوة وابتعد كثيرا عن ابسط مظاهر الايمان بالله والخوف منه الى درجة انني اصبت بالرعب جراء تلك القسوة التي صدرت عن انسان تخلى عن ادنى صفات الانسانية عندما تحول الى وحش كاسر لم يرع حرمة النفس البشرية لطفلة بريئة لا تدرك ولا تعي الكثير مما حولها حيث قام بقتلها عمدا ناويا التخلص منها ومن اختها. فما سبب هذا الفعل الفظيع الشائن الذي اخل بانسانية الانسان وانزله في درجة دون درجة الحيوان المفترس؟ لا بل ان الحيوان اكرم منه. لان الحيوان يدافع عن صغاره بكل ما أوتي من قوة مضحيا بنفسه في سبيل حمايتهم والذود عنهم فأين هذا انسان من الحيوان؟ وما الاسباب التي دعت ذلك الاب المستهتر الى ارتكاب ذلك الفعل المشين؟ هل هو الحقد على والدة الطفلتين ومحاولة الانتقام منها في شخص هاتين الطفلتين البريئتين؟ ام ان ذلك بتأثير وايحاء من زوجة الاب ووشايتها بالطفلتين عند والدهما؟ ام ان الاب كان في حالةغير طبيعية افقدته السيطرة على نفسه ولم يعد يميز الخطأ من الصواب؟ ان التساؤلات التي تدور حول هذا الموضوع كثيرة, لكنها مهما كانت اجابتها لا تبرر هذا الفعل الاجرامي الذي تخلى فيه الاب عن ادنى مظاهر الابوة وابتعد الانسان عن انسانيته. ان هذا الاب القاتل بما ارتكبه من فعل اجرامي اسقط حقه في الولاية على ابنتيه فانتقلت الى الحاكم الشرعي الذي علقت به هذه الامانة. وعليه ان لا يفرط في حق الضحيتين البريئتين وان يستعمل سلطانه الذي منحه الله سبحانه وتعالى له لاخذ الحق ممن سلبه اياه. اتوقع والله اعلم ان هذا الرجل القاتل.. ان كان ذا مال او جاه او منصب فسوف يجد العشرات من المحامين (المتطوعين) الذين يدافعون عنه ويبررون فعلته وقد يبذلون الوساطات والاموال للحيلولة دون معاقبة هذا المجرم الذي ارجو الا يكون قد اخذ مكانه بين المعذبين يذرف دموع الندم الكاذبة ليوهم الناس ببراءته.. وان يكون مكانه في عنابر المجرمين العتاه من القتلة والمفسدين في الارض وبعد ذلك نعود لنتساءل: ماذا جرى للدنيا؟ اخ يقتل اخاه لخلاف مادي, وشاب يرفع السلاح في وجه زميله لانه سبقه الى موقف السيارات.. وامرأة تقتل زوجها لانه تزوج بأخرى.. وابن عاق يتخلص من احد والديه بايداعه في دور المسنين.. فأين ذهبت عواطف القرابة؟.. وأين العلاقات الطيبة بين افراد الاسرة؟ هل نحن مسلمون حقا؟ لو كنا كذلك لوعينا ما في كتابنا الكريم من وصايا واوامر تحث المسلم على الاحسان لوالديه وبرهما. وكذلك الاحسان لذوي القربى والجار بالجنب والناس جميعا حتى المشركين واهل الكتاب. لقد ربى الاسلام في ابنائه حب الخير لكل الناس والعطف على بني الانسان والحيوان فكيف بذوي القرابة الذين يجري في عروقهم دم واحد وعلى وجوههم سمات معينة ويحملون اسم نسب واحد؟ أين هؤلاء من قول احد المسلمين: لو ان شوكة شكت اخي لاحسست بها قبله؟ وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما المؤمنون كالجسد الواحد.. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وقول الحق سبحانه وتعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا). ان ديننا الحنيف يدعونا ويحثنا على البر والاحسان لكننا بدل ذلك نرتكب الاساءة تلو الاساءة فنسيء الى الدين بهذه الاخلاقيات الخارجة عن مسلك الانسانية.. بل ونكره الآخرين في الدين لانهم يرون في سلوكياتنا وتعاملاتنا مالا يشجعهم على الدخول في الاسلام. اننا في حاجة لان نعود الى حظيرة الايمان.. وان نتأمل ما في كتابنا الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من معاني الخير والبر والاحسان والتعاون فهيا بنا نعود نتأمل ونفقه ثم نعمل. ايها المسلمون عودوا الى بارئكم وطهروا جوهركم من ادران المطامع والاحقاد والحسد وابتعدوا عن وساوس شياطين الانس والجن.. اعاذنا الله منهم ومن شرورهم.