أكد القاضي حمود عبد الحميد الهتار عضو المحكمة العليا باليمن ورئيس المنظمة اليمينة لحقوق الانسان ولجنة الحوار الفكري مع الشباب اليمني العائدين من افغانستان على ضرورة ترسيخ مبدأ الحوار لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض شباب المسلمين عن الجهاد ومشروعيته في الاسلام. وقال القاضي الهتار في حديث ل(اليوم) على هامش زيارته الاخيرة للقاهرة : لا بد ان يعي هؤلاء الشباب الامور على حقيقتها وان يفقهوا حقائق الاسلام وبالتالي يثوبوا الى رشدهم ويتراجعوا عن الافكار الخاطئة. واشار القاضي الهتار في حديثه الى الجهود التي قامت بها لجنة الحوار الفكري مع الشباب اليمني من العائدين من افغانستان وفيما يلي تفاصيل الحوار: @@ تم اختياركم رئيساً للجنة الحوار الفكري المكلفة بالحوار مع الشباب اليمني من العائدين من افغانستان فما الجهود التي قامت بها اللجنة في هذا المجال؟ * طبعاً هذه اللجنة تم تشكيلها بأمر من الرئيس علي عبد الله صالح وقد اجرينا عدة جولات من الحوار مع اكثر من 250 شخصاً من العائدين من افغانستان وبعضهم يشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة وبعضهم لتنظيم الجهاد والبعض الاخر لتنظيم جيش عدن وغيرهم ممن لديهم قناعات فكرية مخالفة للاجماع او من الذين يأخذون بظواهر النصوص الفقهية دون ادراك لمقاصدها الحقيقية ومن خلال هذا الحوار نسعى الى تصحيح هذه الافكار والمفاهيم لدى هؤلاء حتى يعودوا الى رشدهم وان يفهموا حقائق الاسلام وهداياته في ضوء القرآن والسنة النبوية. @@ هل حقق هذا الحوار نتائجه المرجوة؟ وهل وجدتم استعداداً للتخلي عن هذه الافكار؟ * نعم الحمد لله كان من ابرز نتائج هذا الحوار الاتفاق على الالتزام بنبذ العنف والتطرف والارهاب بكافة اشكاله والتخلي عن المفاهيم الخاطئة عن الجهاد، وكذلك عدم الخروج عن طاعة اولي الامر واحترام دستور البلاد والقوانين والالتزام بالمحافظة على الامن والاستقرار واحترام غير المسلمين وتأمينهم على دمائهم واموالهم واعراضهم وعدم التعرض لهم او المساس بهم واعتبار تأشيرة الدخول التي تمنحها السلطات اليمنية لشخص ما بدخول البلاد اماناً له حتى بلغت ذلك بقرار من السلطة المختصة وايضاً عدم المساس بمصالح وسفارات الدول الاجنبية في اليمن. @@ هل يمكن ان توضحوا لنا من خلال ما اجريتموه من حوارات مع هؤلاء الشباب ما الخلفية الفكرية التي يملكونها ؟ * طبعاً كما هو معروف ان القضية برمتها تتمحور حول بيان مفهوم الجهاد المشروع في الاسلام وبين مفهوم العنف الذي يهدف الى القتل والتخريب والعدوان. @@ وهل اطلقتم سراح الذين استجابوا للحوار عن اقتناع ام انهم ما زالوا تحت ايدي السلطات؟ * كان قرار الحكومة اليمنية بهذا الشأن واضحاً وصريحاً وهو اطلاق جميع العائدين من افغانستان ما عدا المتهمين منهم في قضايا جنائية وبالتالي تم اطلاق سراحهم. @@ رغم وجود تطرف فكري لدى بعض المسلمين الذين لا يفهمون حقائق الاسلام الا اننا نجد في المقابل تطرفا غربيا وافتئاتا على الاسلام والمسلمين ووصف الاسلام بالارهاب ورغم ان المسلمين لا يتهمون أي دين سماوي كاليهودية او النصرانيين بالارهاب فالغرب حريص على الصاق تهمة الارهاب بالاسلام فما تعليقكم؟ * نعم هذا صحيح لكن يجب على المسلمين ان يسلكوا سبل الدعوة الصحيحة الى الله وان يتبعوا منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة الى الله كما امره الله - عز وجل - بقوله: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن). ويجب على المسلمين ان يقرعوا الحجة بالحجة والبرهان وان يواجهوا الفكر بالفكر لان الاسلام دين عالمي وخاتم الاديان وامة الاسلام هي الامة الوسط وبالتالي فلا بد ان تثار الاحقاد ضدها لما وصفها ربها بالخيرية. @@ بصفتكم رئيساً للمنظمة اليمنية لحقوق الانسان نرجو القاء الضوء على حقوق الانسان في اليمن؟ * حقوق الانسان في اليمن افضل بكثير من غيرها في بلدان اخرى لانها مصانة بالدستور والقوانين الاجرائية والموضوعية وهذا هو المعيار الاول لكفالة حقوق الانسان في الانظمة الديمقراطية حيث تبدأ العملية بالنص على هذه الحقوق ثم تقرير مبدأ المساواة بين المواطنين ثم كفالة حق اللجوء الى القضاء. @@ هناك حملة امريكية وغربية ضد التعليم الديني في الدول الاسلامية حتى وصل الحد الى المطالبة بتغيير هذه المناهج بحجة انها تدعو الى العنف والارهاب ضد غير المسلمين فما موقف اليمن من هذه القضية؟ * اليمن لديه موقف ثابت تجاه أي تغيير او تطوير فنحن مع تجارب التطوير بما لا يتعارض نصاً قطعياً مع كتاب الله - عز وجل - او سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - او اجماع الامة وبالتالي فلا يمكن لاي قوى خارجية ان تفرض على أي دولة منهجاً معيناً ما لم تجد استجابة من هذه الدولة.