ماذا حدث في البرتغال؟ ومن الفائز في نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم؟ قبل ذلك هاتفني احد (الاعزاء) من البرتغال ونقل لي ما كان يحدث صباح يوم المباراة في المناطق المجاورة لاقامة المباراة النهائية من استعدادات جارية من اجل الاحتفال البرتغالي، قبل موعد المباراة حيث كانت الشوارع مكتظة بالجماهير البرتغالية واليونانية والجميع بانتظار الموعد والاحتفال بالتالي، في الوقت الذي كان يستعد الجميع للتعاطف مع البرتغال بحكم ان البطولة تقام في البرتغال ولابد للارض ان تلعب مع اصحابها، وان الفريق البرتغالي هو الاقرب للفوز وتحقيق الحلم والانجاز الكبير.. ولكن! يقولون ان الثالثة ثابتة بلغتنا الدارجة، وقد تحقق هذا الامر لدى (الاغريق) الذين نجحوا في شرب عصارة البرتغال، المرة الاولى، في اللقاء الاول والثانية في النهائي وكانت احلى! المنتخب اليوناني حقق معجزات ثلاث في البرتغال كانت الاولى عندما هزمت المنتخب البرتغالي في الدور التمهيدي والثانية عندما اخرجت فرنسا والثالثة عندما هزمت البرتغال في النهائي! هكذا كان مشوار فريق الاغريق الذي تسببوا في خسارة شركات المراهنات وقد يعلن البعض منهم افلاسه لهذا السبب، وقد يحقق البعض منهم مبالغ كبيرة بسبب قلة الترشيحات للفريق اليوناني.. ولكن ماذا حدث بعد المباراة؟ يقول زميلي.. ان الحزن لف البرتغال، وكان الحجم كبيرا للغاية، ربما ان الامر تعلق بخسارة او كارثة قومية.. البكاء والندم والحسرة كانت بادية على الوجوه دون تردد، ولكن لا فائدة للبن المسكوب على حد قولنا. وخلال متابعتي تقارير الفضائيات الاوروبية كانت العواصم الاوروبية تتابع هذا الحدث بشغف كبير، والبعض منها وضعت شاشات كبيرة في الميادين الرئيسية لمتابعة المباراة.. وردود الافعال كانت مختلفة البعض منهم كان يعبر عن فرحته والبعض منهم كان يعبر عن حزنه.. انها المفارقة في هذه الاجواء الكروية الاوروبية. ولكن ماذا حدث مع اليونان؟ الفريق احتفل وفاز وحقق كأس اوروبا وتحول الى بطل قومي وسوف يلقى الاستقبال الرائع وهناك العديد من الدروس المستفادة من هذا الفوز.. فالفريق الاوروبي الآخر حقق كل هذه المعجزات من البداية الناجحة الى ختام هذه البطولة.. فالفوز اليوناني لابد ان يكون معه العبر والدروس المستفادة ولابد من الخوض في ذلك حتى نتعلم بأن الاسلوب اليوناني كان مرتبطا بالاصرار والجدية والحرص والعطاء، والاهم من ذلك التعامل مع الواقع وبالتالي تحقيق الهدف. لذا.. البطولة بدأت بمفاجأة وانتهت بمفاجأة اكبر لم تكن متوقعة.. ولكنها تحققت وسط الآمال البرتغالية التي تبخرت في بحر الضياع في تحقيق اللقب الذي كان يطمح له كل مواطن برتغالي.. في المقابل، السعادة لا توصف لدى الاغريق.. هنيئا لهم! الايام البحرينية