الأحساء منارة في تاريخ الحضارة والعلم والتراث والتجارة على مر العصور والأجيال فكانت محطة منها وإليها يفد ويسافر العلماء وطلاب العلم والمعرفة والثقافة وميناء العقير من أرض الأحساء الرابض على ساحل الخليج العربي لعب دورا بارزاً وحيويا في عالم التجارة العالمية وترحال السفر ما بين أقطار المعمورة وما بين العقير والعلم تشكلت الحضارة وبني التراث فكانت الأحساء هي الأحساء ومن يزورها لا يرغب في مغادرتها. فمدرسة الهفوف الأولى التي بنيت عام 1361و بتبرعات من الأهالي كانت اللبنة الأولى للتعليم النظامي وإصدار الشهادات الدراسية وتخريج الدفعات الذين شقوا طريق العمل في المناصب الوظيفية في شتى المجالات من التدريس والهندسة والطب وبالتأكيد نرى هؤلاء الأجداد والآباء بيننا متعهم الله تعالى بالصحة والعافية وأطال في أعمارهم ورحم وغفر الله تعالى لمن مضى وتبقى هذه المدرسة شاهدا للعيان صرحا شامخا لثلاث مراحل دراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية على الرغم من استحداث الكثير والكثير من المدارس للمراحل المذكورة تبعا للتمدد العمراني والتوسع السكاني وبحكم وجود هذه المدرسة في قلب مركز مدينة الهفوف (عاصمة الأحساء) وما تمثله من معلم علمي وتراثي وما تحظى به من حب وعشق فقد اختيرت لتكون متحفا ومقراً لفرع جمعية العلوم والعمران بالأحساء بالتنسيق مع جهات الاختصاص وهي: * إدارة تعليم البنين ممثلة في مديرها الدكتور عبد الرحمن المديرس * الهيئة العليا للسياحة ممثلة في أمين عام الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. * فرع جمعية العلوم والعمران بالأحساء ممثلة في مديرها المهندس عبدالله عبد المحسن الشايب. وأعيد ترميم هذه المدرسة بمادة البناء والأثاث والتصميم كما أنشئت ترى الآن وبمتابعة عاشق التراث الأخ الاستشاري المهندس عبد الله الشايب. ومن شواهد هذه المدرسة الآتي: * كنت من ضمن طلابها في فصل الابتدائية الأول والثاني والثالث وكان مدير المدسة المربي الفاضل والشخصية الإدارية خالد الخالدي (بوعنقة) والوكيل إبراهيم الشعيبي والمراقب عبد الرحمن المخيلد ومن ثم انتقلت إلى مدرسة الامام علي بن أبي طالب. * جريدة اليوم الغراء العدد 11320 يوم السبت 1425/4/24ه نقلت بالصورة والكلمة في صفحتين اللقاء السنوي الثاني لخريجي هذه المدرسة . وهذا دليل حي على أهمية وحب وعشق هذه المدرسة من شخصيات بارزة على المستويين الرسمي والاجتماعي . يوسف معتوق البوعلي باحث قضايا بلدية الاحساء