مرة ثانية.. أن تقول لا أود أن تقول لا لنفسك الأمارة أولا، فنعرف أن النفس تتابع الهوى والرغبات والمغريات، فهذه أقوى (لا) تقولها على الإطلاق، فبهذين الحرفين تقي نفسك الوقوع في شرك الموبقات والأخطاء والمحرمات، وتعيش صافي النفس قوي الشخصية موفور الإرادة متزن العقل، ثابت الجنان والضمير. @ أود أن تقول(لا) لهذا الذي تحسبه صديقا ويقول لك جرب هذه السيجارة فطعمها لذيذ وتنسيك الهموم وتعجل في نضوجك، وأنت تعرف تماما كما أعرف أنا وكل الناس أنها القاتل الأول في كوكب الأرض، وأنها مجلبة للكيف أي مدخل عريض لأكثر الأمراض دناءة وشراسة وهو إدمان الكيف الذي ينقل المدمن من مرحلة إلى مرحلة، حتى مراحل الضياع والعدم. @ أود أن تقول( لا) لمن يحرضك على والديك، ويطلب منك أن تتحداهما وأن تطلب منهما مالا يقويان على إتاحته لك، أو ما يريان أنه يضرك ولا ينفعك. @ أود أن تقول لا لهذه الدعوات الهاتفية والبرامج الفاضحة التي تؤجج هرمونات الشاب والشابة بدون أن تطفئهما فيضيع التركيز ، وتنخسف الأخلاق، ويضيع المال. @ أود أن تقول لا لكل مجموعات مشبوهة تريد منك مناكفة أهلك ومجتمعك، وتأتي بأفكار كلها غضب وانتقام وتختار روح الحماسة فيك التي أرادها الله لك وقودا للخير، ويريدونها لك موقدا للشرور. @ أريدك أن تقول (لا) لمن يقول لك إن العمل مستوى ودرجات وطبقات ودليل على الرفعة أو عكسها، وأن تعلم وتثق في أن شرف الإنسان بكسبه الحلال، وأن الناس مهما ادعوا، إلا أنهم يحترمون من يكسب من جهده وعمله وعرقه كسبا حلالا، ويحتقرون المستعطي، أو العاطل رغم وجود الفرص، أو المتنعم العاطل.. وأن طريق النجاح والمستقبل يبدأ بشيء واحد لا غير هو أن تعمل وأن تحب أن تعمل! @ وإني جاد هنا الان ولا تضحك أو تضحكين، قولوا(لا) لمطاعم الهمبرجر والبطاطس المقلية والوجبات السريعة فلن تورث فيكم إلا السمنة والخمول. وترى أيها الفتى الحبيب، وأنت أيتها الفتاة الحبيبة، كم من المصائر تتغير بفعل هذين الحرفين ( نعم) أو (لا) . وكلمة (لا ) عند الفاهمين ليست أداة نفي فحسب وإنما هي أيضا لو نعلم أداة اختيار. والاختيار هو أول طريق الانجاز ، وفي كل مرة يجيب أحدكم بكلمة (لا) فمعنى ذلك أن عقلك وضميرك ووجدانك قد أجابوا ب"نعم" على شيء آخر في النقيض.. @@ محبكم: ناصح